الفصل الثامن (الجزء الثاني)

11.1K 323 3
                                    

الفصل الثامن (الجزء الثاني)

نظرت له بتوسلٍ حتي لا يكشف أمرها فألقي هو عليها نظرة إحتقارية واضحة قبل أن يهتف بهدوء مصطنعٍ أخفي به إستشاطته غضبًا:

-تخيل يا "تميم" بنت تسلم نفسها و تضحي بشرفها عشان حتة ***!...صاحبتها واقعة في المشكلة دي و مش عارفة تعمل إية.

عقد "تميم" حاجبيه ليلقي علي "برق" نظرات سريعة يملؤها الشك، ثم إلتفت تجاه شقيقته ليوبخها بنبرته القاسية قائلًا:

-إنتِ إزاي تصاحبي واحدة زي دي!؟

إزدردت ريقها بصعوبة شديدة قبل أن تطرق رأسها بحرجٍ مصطنعٍ، فهي أطرقت رأسها لتسب "برق" بسبابٍ لاذعٍ بنبرتها الغير مسموعة، ثم صاحت بعدها بأسفٍ زائفٍ:

-أنا أسفة يا "تميم" بس دي صاحبتي جدًا، أنا صدقني إتصدمت لما عرفت باللي حصل دة.

و بتلك اللحظة تدخل "برق" مجددًا قائلًا بصدقٍ، لترفع هي وقتها رأسها ناظرة إليه برجاء:

-أنا كمان إتصدمت.

ثم تابع و هو يشعر بمرارة الخذلان:

-إتصدمت لما عرفت إنك مصاحبة واحدة زي دي.

هب "تميم" واقفًا قبل أن يصيح بصرامة، ليوجه حديثه ل "رحيق" التي تسمرت بمكانها و هي تتابعه بعينيها المذعورة:

-البنت دي متكلميهاش تاني و إلا رد فعلي مش هيبقي كويس.

جزت علي أسنانها بعصبية قبل أن تفتح فمها قليلًا ليخرج صوتها المتذمر بصورة غير واضحة ب:

-حاضر.

تحرك "تميم" بحركاته السريعة ليخرج من البيت لحديقته فخرج خلفه "برق" و هو يصيح بإسمه، فزفرت هي بإمتعاضٍ و وجهها مكفهر ما إن خرجا، فهبت هي الأخري واقفة بوجهها المتجهم و كادت أن تتحرك لتتجه للدرج و لكنها توقفت فجأة عندما وجدت هاتف شقيقها أمامها علي الطاولة، لذا إرتسم علي ثغرها تلك الإبتسامة الخفيفة و هي تلتقط الهاتف لتضعه بجيبها الخلفي، ثم سارت بخطواتها البطيئة لتتابع شقيقها و صديقه لتجدهما يتحدثان في شئ ما كان من الواضح إنه هام، لذا تراجعت بخطواتها راكضة، لتصعد بعدها الدرج بخطواتها الخفيفة، ثم إتجهت لغرفتها التي فتحت بابها لتلج للداخل قبل أن تغلقه بعدها، لتفتح الهاتف و هي تفتح تطبيق الإتصالات لتبحث بعدها عن إسمه حتي وجدته بالفعل، ثم حاولت مهاتفته و لكنها وجدت هاتفه مغلق فضغطت علي الهاتف بكفها بقوة كادت أن تحطمه و هي تصرخ بإهتياجٍ:

سيليا و الشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن