الفصل الحادي عشر
كانت تضع السكين علي معصمها تنوي تمريره بعنفٍ و لكنها توقفت فجأة عندما إستمعت لسؤاله المفاجأ ذلك، فرأت وقتها الدموع تلتمع بعينيه بصورة واضحة لتزدرد ريقها بصعوبة و هي تجيبه بنبرة مرتجفة:
-لية بتسأل سؤال زي دة!؟
فرك كلا كفيه بتوترٍ قبل أن يرد عليها بتلعثمه المعهود:
-واحدة...زيك شباب كتير يتمنوا بس نظرة منها أكيد..لازم تندم إنها إتجوزت واحد زيي.
تركت السكين علي الطاولة و هي تزفر بألمٍ، فيكفيها إرهاقها و حزنها، فهي لن تحتمل ألم غيرها و هي تعرف ذلك جيدًا، و لكنها شعرت تجاهه بالشفقة الحقيقية خاصة عندما وجدته يحتقر نفسه بتلك الصورة المحرجة، خاصة إنها لم تجد رد مناسب لقوله، أتخبره بالحقيقة و بضيقها من زواجها من رجل مثله لن تستطيع تحمل مسؤوليته أبدًا!؟...أم تكذب عليه لتخبره بسعادتها الزائفة بتلك الزيجة!؟...و لكنها فاشلة بالكذب إن نطقت بحرف كاذب سيعرف هو بالتأكيد، لذا فضلت الصمت و عدم الرد، و بعد عدة دقائق هتف هو بتساؤلٍ:
-"ياقوت" إنتِ مش بتردي لية!؟
زفرت مجددًا و لكن تلك المرة بغضبٍ لترد عليه بقسوة أصابت قلبه بألمٍ غير طبيعي لتنهمر عبراته الحارة أمامها، بينما هي تتابع حديثها اللاذع بلا إهتمام لمشاعره التي لم تحترمها أبدًا:
-أرد أقولك إية!؟...أقولك إني إتجوزتك غصب، أقولك إني هعيش عمري و شبابي كله مع واحد مش هقدر أتحمل مسؤوليته أبدًا و كل دة بسبب حاجة غصب عني، أقولك إية ولا إية!؟
تحدث من بين دموعه بنبرة مبحوحة و هو يطرق رأسه بأسي:
-أ..أنا أسف.
نهض من علي الفراش و هو يحاول الوصول للأريكة و بالفعل و بعد عدة خطوات كاد فيهم أن يتعثر ليقع وصل إليها ليرتمي عليها جالسًا هاتفًا ب:
-أ..أنا هسيبلك السرير تنامي فيه زي ما تحبي و أنا هنام هنا.
ردت عليه ببرودٍ و هي ترتمي علي الفراش لتتمدد عليه:
-يكون أحسن.
إزدرد ريقه بصعوبة و يحاول التوقف عن البكاء، فأكثر ما ألمه هو خدعة والده التي إنطلت عليه، فهو أخبره بإنها سعيدة بتلك الزيجة مثله تمامًا فهو يعشقها منذ الصغر و لكن الحقيقة أصابته بالصدمة بتلك اللحظة، و فجأة توقف الزمن به لعدة لحظات ليمر بباله عدة أسئلة، كيف لفتاة مثلها أن تعشق شخص مثله!؟...كيف لفتاة مثلها أن تعشق شخص كالطفل الصغير يحتاج لرعاية!؟...كيف لفتاة مثلها أن تكن زوجته!؟...و لأول مرة يراوده ذلك الشعور المؤلم، لما يرفضه الجميع!؟...رفضه أصدقاؤه و عائلته، وكل الناس، حتي هي، و لكن رفضها كان أكثرهم ألم!...رفضها كان غير متوقع، كان ينتظر أحضانها التي ستحتويه ليشكو لها باكيًا مِن مَن ظلموه، و جرحوه، و رفضوه، كان ينتظر و لكن إنتظاره كان بلا جدوي، و كأن حياته إنتهت أو توقفت بتلك اللحظة، لتمر عليه حياته كشريط سينمائي، ليتذكر مجددًا كل شئ، أهله الذين ظلوا يخططوا ليتخلصوا منه و بالفعل إستطاعوا من خلال الزواج، أصدقاؤه الذين خذلوه، معشوقته التي حطمت قلبه بلا مبالاة!
أنت تقرأ
سيليا و الشيطان
Romance-يعني إية!؟...يعني إنتَ إتجوزتني عشان تنتقم مني!؟ قالتها "سيليا" بإهتياجٍ بعدما جحظت عيناها بعدم تصديق لما إستمعته، الشخص الوحيد الذي عشقته كان يخطط طوال تلك الفترة للإنتقام منها و لتحطيم قلبها! و بتلك اللحظة سيطرت عليها الصدمة أكثر خاصة عندما وجدته...