-كدة بردو تتعبيني كل دة، بس من حظي إنك جيتي هنا.
حاولت ضرب ذراعه الذي يكمم فمها بشراسة فلم يتأثر بما تفعله، حاولت هي و بكل صعوبة الوقوف بمكانها لتصرخ حتي لو بنبرة مكتومة و لكنها لم تستطع بسبب سحبه العنيف لها للخلف، فتراجعت هي معه رغمًا عنها و هي تحاول الفرار من بين يديه بكل الطرق، و فجأة وجدته يسحبها ناحية ذلك البيت المظلم فعلمت وقتها مدي خطورة الأمر، لذا غرزت أظافرها الطويلة بكفه و هي تحرك جسدها بعشوائية، و بحركاتٍ عصبية ثنت ساقها لتضربه بركبته و لكنه لم يتركها و ظل ملتصق بها و هو يسحبها للداخل هامسًا بنفس النبرة التي تصيب المرء بالإشمئزاز:
-متحاوليش يا "سيليا".
و بالرغم من صعوبة الموقف إلا إن قوتها في رفض ما يحدث لم تقل، ظلت تضرب ذراعيه بعنفٍ و مع الأسف سحبها لداخل البيت، ثم إبتعد عنها قليلًا و هو يتجه ناحية الباب ليغلقه فإستغلت هي الأمر لتصرخ بنبرة عالية مزعجة و هي تسبه بسباب لاذع:
-إنتَ عايز مني إية يا إبن ال ***.
إستطاع إغلاق باب ذلك البيت المهجور ليستدير لها و علي وجهه تلك الإبتسامة الخبيثة، فتراجعت هي بخطواتها للخلف هامسة بنبرة شبه مهتزة:
-إنتَ عايز مني إية!؟
إقترب منها بعدة خطوات و هو يخلع سترته ليلقيها بإهمالٍ علي الأرض، ثم رد عليها بمكرٍ و إبتسامته المخيفة تتسع:
-عايزك يا "سيليا"، بقالي فترة كبيرة أوي عايزك.
تلاحقت أنفاسها لترد عليه صارخة بذعرٍ و هي تسبه مجددًا بسبابها اللاذع:
-هو إنتَ تعرفني أساسًا يا ***.
أومأ لها عدة مرات و لم يرد عليها بتلك المرة، فقط رمق ملامح وجهها بروية ليتأمل رماديتيها التي أصابته بالجنون، و شفتيها التي تمني تذوقها، و خصلاتها البنية الفاتحة كالقهوة، ثم إنتقلت نظراته تجاه جسدها النحيف الرائع، و خاصة خصرها الممشوق!
إزدردت ريقها بصعوبة و ظنته شارد فكادت أن تركض تجاه تلك النافذة بالجهة اليمني و لكنه ركض نحوها بسرعة لا توصف ليقبض علي خصلاتها الكثيفة قائلًا بنبرة خافتة تأملتها هي لتتأكد من شكوكها فقد كان ثمل:
-مش هتمشي من هنا يا "سيليا" غير لما أخد اللي أنا عايزه.
عضت علي شفتيها بألمٍ بسبب قبضته التي شددها علي خصلاتها، فتأوهت وقتها بنبرة عالية تدل علي عدم تحملها لما يحدث، و فجأة إقترب هو منها ليقبل عنقها قسرًا و هو يفك أزرار قميصه الأبيض، حاولت هي إبعاده عنها بكل الطرق فلم تستطع، لذا ثنت ركبتها لتضربه ببطنه بصورة عنيفة جعلته يتأوه بصراخٍ يصيب المرء بالإنزعاج، و بتلك اللحظة ركضت هي تجاه تلك النافذة لتخرج منها بسهولة و من فرط توترها تعثرت قدماها لتقع علي وجهها بالإضافة إلي ركبتها التي جُرحت مما جعل أيضًا بنطالها القماشي يتمزق بتلك المنطقة، جزت علي أسنانها بعصبية و هي تنهض ببطئ لتحاول الركض تجاه الشارع و لكنها لم تستطع بسبب قبضة ذلك الأحمق التي أمسكت بذراعها بقوة كادت أن تحطم عظامه، ثم أخذ يقبل عنقها بلا وعي و هو يمرر كفه الغليظ علي ظهرها غافلًا عن نفورها منه، حاولت إبعاده عنها مجددًا و عينيها تتوسله حتي يتركها، كادت أن تهبط عبراتها من فرط الهلع و لكنها توقفت عندما رأت تلك العصا الغليظة مرمية بجانبها، فإنحنت قليلًا للأسفل تحاول الإبتعاد عنه لتلتقط تلك العصا و بالفعل نجحت لتبعده عنها بصورة عنيفة و مفاجأة و هي تضرب رأسه بها فوقع هو علي الأرض و الدماء تسيل علي جبينه بصورة مفزعة جعلت العصا تقع من بين يديها لترمقه بصدمة و عدم تصديق، إنحنت بجذعها للأمام لتنظر له بتمعن خشية من أن يكون أصابه شئ ما و فجأة إنتفضت بخوفٍ عندما إستمعت لنباح ذلك الكلب فأخذت تركض بلا وعي لتخرج من الباب الخلفي لذلك البيت فقد كان لها الأقرب، و فجأة رأت أمامها سيارة أجرة فأخذت تشير لها و الدموع تترقرق بعينيها من فرط الرعب الذي سيطر عليها ليلاحقها كظلها، وقفت السيارة أمامها فصعدتها و هي تملي علي السائق عنوان بيتها لتنهمر عبراتها وقتها بإنهيارٍ لتدعو وقتها بإرتعادٍ أن لا يصيب ذلك الرجل شئ ما، و طوال الطريق حاولت إقناع نفسها إن ما فعلته فقط كان للدفاع عن نفسها!
...........................................................
بقلم/رولا هاني.
أنت تقرأ
سيليا و الشيطان
Romantiek-يعني إية!؟...يعني إنتَ إتجوزتني عشان تنتقم مني!؟ قالتها "سيليا" بإهتياجٍ بعدما جحظت عيناها بعدم تصديق لما إستمعته، الشخص الوحيد الذي عشقته كان يخطط طوال تلك الفترة للإنتقام منها و لتحطيم قلبها! و بتلك اللحظة سيطرت عليها الصدمة أكثر خاصة عندما وجدته...