الفصل الثالث عشر

9.9K 307 12
                                    

الفصل الثالث عشر

وضعت كفها علي قبضته الملتفة حول عنقها بعنفٍ، ثم حاولت سحبها بشراسة و هي تغرز أظافرها بكفه، بينما هو يتسائل بلا وعي و هو يشدد قبضته علي عنقها غير مكترث لما تفعله، بينما وجهها يزداد شحوبه:

-قتلتيه لية!؟

سعلت عدة مرات و هي عاجزة عن الرد عليه، ثم حاولت تحريك ساقها لتضرب معدته بصورة عنيفة و لكنها لم تستطع و كأن هناك شلل ما أصابها، فظلت هي تتابعه بعينيها التي كانت تميل للحمرة الواضحة، فتركها هو فجأة لتسقط هي علي الأرض بعدها مباشرةً و عينيها جاحظة بصورة واضحة من فرط الصدمة، كان سيقتلها بالفعل!

إزدردت ريقها بصعوبة و هي تمرر كفها علي عنقها ببطئ، ثم رفعت رأسها لتجده يرمقها بكراهية و نفورٍ واضحين، فهتفت هي وقتها بلا وعي:

-هو اللي حاول يعتدي عليا و..

توقفت عن الحديث عندما وجدت عينيه مظلمة بتلك الصورة المرعبة التي تصيب المرء بالقشعريرة المفرطة، بينما هو يباغتها بكفه الذي قبض علي مقدمة قميصها ليسحبها للأعلي، فنهضت هي تلقائيًا هي تضع كلا كفيها علي صدره لتحاول إبعاده عنها، ثم نظرت في عينيه مباشرةً لتجد بها صدمة لم تراها من قبل، و فجأة وجدته يهمس بصعوبة ملحوظة:

-قولتي إية!؟

لعقت شفتيها قبل أن تجيبه بنبرة مرتجفة، لتداهمها وقتها تلك الذكريات الكريهة لتتذكر ما حدث لها بذلك المكان:

-إنتَ قولت إنك مش هتصدق ولا كلمة أقولها.

تفحصها بكلا عينيه قبل أن يصرخ بإهتياجٍ رافضًا إستيعاب ما قالته من الأساس:

-إنتِ إزاي تتهمي "إياد" بحاجة زي كدة!؟

إستطاعت السيطرة علي عبراتها الخائنة لتصرخ بعدها بإنفعالٍ و هي تنفض كفه من علي قميصها:

-إنتَ اللي إزاي كنت مخدوع في إبن خالتك!؟

تراجع بخطواته و هو يستدير للخلف ليتذكر طباع إبن خالته التي كانت شبه غير جيدة، فهو كان يعشق النساء بالفعل بالإضافة إلي كونه رجل لعوب، و لكنه كان يظن إن تلك الطباع لن تحثه أبدًا علي إيذاء غيره، ربما كاذبة!...و لكن هناك صدق شديد في عينيها!...كيف تكذب بمهارة هكذا!؟..كيف تصطنع الأسئ و اليأس بتلك البراعة!؟..الحيرة كادت أن تقتله، و لأول مرة يشك ب "إياد"، بأقرب صديق إليه، و عندما مرت تلك الفكرة برأسه شعر بالغضب و الإشمئزاز الشديد ناحيتها، لذا إستدار للخلف مجددًا و هو ينوي قتلها تلك المرة و لكنه توقف عندما وجدها جالسة علي الأرض و هي تضع وجهها بين كلا كفيها، و جسدها يرتجف بعنفٍ، إقترب بخطواته البطيئة و توقف فجأة عندما إستمع لصوت إنتحابها، فهمس هو وقتها بترددٍ:

سيليا و الشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن