الفصل التاسع و العشرون ( الأخير )

2.8K 108 14
                                    

توقفنا المرة الماضية عندما تم خطف كل من مروة و ليلى و ابنها آسر و شك كل من عبد الرحمن و سمير ان الآخر قد اختطف زوجته و عندما اجتمعا فى المكان المتفق عليه عرفوا جميعا أن الخاطف هو شخص آخر.
ظل الأربعة ( عبد الرحمن و سمير و ياسر وكريس )  يفكرون و تصنموا جميعا فى أماكنهم كأن ماسا كهربائية أصابهم عندما سمعوا صوت فتاة يعرفونه جميعا تقول : مفيش حد تانى و احنا كلنا تمام.
صوت فتاة ٢ : احنا آسفين على الطريقة اللى جبناكم بيها بس هى دى الطريقة الواحدة عشان تسمعونا.
التفت الرجال الأربعة ببطء الى اتجاه الاصوات و جحظت أعينهم مما رأوا. كانت مروة و ليلى تمشيان بجانب بعضهما البعض و ليلى تحمل آسر و خلفهما كل من ماريهان و كارولينا و الحرس المكلف بحماية الاثنتين. غضب الرجلان كثيرا فتحول عبد الرحمن الى شكله المتوحش بشعره الفضى الطويل و قال : إيه اللى بيحصل هنا ؟؟؟؟؟ و ايه معناه ؟؟؟؟؟
كان سمير لا يقل غضبا عنه فتحولت عيناه الى لون احمر و نظر لليلى  : انتى ازاى تفكرى انك تقفى مع مراته ؟؟؟؟؟؟ هو انا مش حذرتك قبل كده ١٠٠ مرة انك تبعدي عنها ؟؟؟؟؟؟؟؟
خافت الفتاتان منهما لكنهما أخذتا نفسا عميقا فيجب عليهن التصرف بسرعة و الا سيخسران كل شئ
مروة : آه انا وهى اللى عملنا كده. مكنش قدامنا حل تانى. انتو عايزينا نقف و نتفرج عليكم و انتو بتقتلوا بعض ؟؟؟؟؟؟
عبد الرحمن : دى حاجة بينى و بينه و مفيش حد له حق انه يتدخل
مروة بصراخ: لا احنا لينا حق. لو لا قدر حصلكم حاجة ايه اللى ممكن يحصلنا احنا ؟؟؟؟؟؟؟؟ ( نظرت الى عبد الرحمن ) مفكرتش فيا ؟؟؟؟؟؟ مفكرتش انا كان شكلى عامل ازاى طول الشهور اللى انت كنت فيها فى غيبوبة ؟؟؟؟؟؟ دايما بتقولى انى اهم حاجة فى حياتك بس اللى انا شايفاه كأنك بتشوف إيه اللى بيوجعنى و تعمله. انت عارف انى مش بستحمل لما اشوفك كل مرة مجروح و بتتوجع. بدل ما تشوف حل تصالحوا بعض بيه بتزودوا. طب انت مستنى إيه يحصل عشان تبطلوا  ؟؟؟؟؟؟؟؟ لما تموتوا انتو الاتنين ؟؟؟؟؟
كان عبد الرحمن يستمع اليها و هو مصدوم حقا. هل حقا قسى قلبه الى هذا الحد ؟؟؟؟؟ اما ليلى فنظرت الى سمير و قالت بحزن: و انت ؟؟؟؟؟؟ فاكر انك كده حتبقى ملك ؟؟؟؟ حتبقى ملك على حطام إنسان. انا عمرى ما اتدخلت فى شغلك. بس انا بجد عايزة أسألك. هو انا للدرجادى رخيصة عندك ؟؟؟؟؟ عمرى مفكرت انك عندك زوجة بتخاف عليك. نسيت انى كنت حامل فى ابننا التانى و سقطت من الخضة لما شفتك و انت صدرك متقطع ( تقصد أثر القطع الذى أصابه أثناء  المعركة فى إسبانيا فهى كانت حامل فى ذلك الوقت لكن لم تظهر عليها أعراض و لم يعلم أحد حتى هى نفسها لم تكن تعلم لكن عندما انسحب كريس و كارولينا بعدما وصل عبد الرحمن لمساعدة جيشه بعد أن قضى على سمير او هكذا كان يعتقد. و عندما رأت ليلى جسده بكل آثار المعركة و كيف انه كان غارقا فى بحر من دمائه. سقطت فاقدة الوعى و أسقطت جنينها التى لم تستطع حتى ان تتهنى بمعرفة انه موجود ) . طب بلاش انا ( رفعت ابنها فى وجهه كأنها تريده ان ينظر اليه ) فاكر اول اما اتجوزنا و انت كنت عايز تأجل الخلفة بحجة انك خايف تموت و ابنك يتعذب زى ما انت اتعذبت و انت صغير. يعنى انت مكنتش عايز انه يجى اصلا عشان خايف تموت و انت الفترة الى فاتت دى مبتعملش حاجة غير انك بتروح ترمى نفسك للموت و ربنا بيستر. طب لو مش خايف عليا خاف على ابنك اللى لسه مكملش سنتين. خاف على ابنك اللى لسه طالع الدنيا.
آسر ( ابن سمير الرضيع ) : با............ب...........ا.........با
أشرق وجه سمير عندما سمع ابنه يتكلم لأول مرة تقدم نحو ليلى كى يحمل ابنه لكنه من فرط سعادته نسى ان يعيد عينيه الى طبيعتهما. خاف الرضيع من شكل وجه سمير المرعب بعينيه الحمر فانكمش فى حضن امه و بدأ يبكى. مزقت هذه الحركة قلب سمير تماما و كان وقعها أشد عليه بملايين المرات من كل ما فعله عبد الرحمن به. اقتنع انه وحش و مسخ و يكفى بالنسبة له أن ابنه الوحيد قد خاف منه. عادت عيونه الى طبيعتها و بدأت تذرف الدموع بصمت. كان عبد الرحمن يرى سمير و هو يبكى لأول مرة. نكس سمير رأسه و نظر للأرض ثم أخرج منجله و قال كلمة سحرية و لوح بمنجله فى الهواء فظهر الهواء كأنه جرحا قد أصابه. أعاد منجله الى داخل يده ثم أمسك ذلك الشق و شده من طرفيه كأنه يفتح بابا له مصراعان. ظهر شئ غريب بداخل جرح الهواء كأنه بعد آخر. دخل سمير فيه و ما ان دخل حتى أغلق ذلك الشق خلفه و اختفى تماما. نظرت مروة الى عبد الرحمن وجدته ينظر لها نظرة بها معانى كثيرة. ثم فتح جناحيه و طار بعيدا و هو دموعه تغرق وجهه
فى الأسفل
مروة : هو سمير راح فين ؟؟؟؟؟؟
كريس موضحا : هو بيقدر ينقل نفسه من مكان لمكان عن طريق انه يتحرك فى بعد تانى و دى هيا البوابة.
ليلى : تفتكر هو فين دلوقتى ؟؟؟؟؟؟
كريس : مش عارف ممكن يكون فى الشارع إلى ورانا او فى بلد تانية خالص. على حسب هو عايز ايه ؟؟؟؟؟
مروة : طب و العمل دلوقتى ؟؟؟؟؟؟
ياسر بعتاب : العمل عمل ربنا بقا . انا مش عارف كنتو بتفكروا فى ايه و انتو بتخططوا للى حصل ده. خدو بالكم انك ممكن كده تكونوا دمرتوهم هما الاتنين او خسرتوهم. ربنا يجيب العواقب سليمة
قام ياسر ببضع حركات بيده ثم اختفى تماما من المكان اما كريس فقد ضم كفيه معا و أغلق عينيه فتحول الى قليل من الرمال التى طارت فى الهواء. عادت كل واحدة الى بيتها و عنفت دعاء ام سمير ليلى بشدة على فعلتها فى حين قوبلت مروة بغضب أنور و يوسف و سكوت فريدة التام دون مدح او ذم . ظل الاثنان غائبان عن المنزل ما يقارب ال٣ ايام. كان كل واحد منهما يفكر فى شئ واحد فقط : هل انا مسخ ؟؟؟؟؟ ذهب سمير الى اليونان عن طريق بوابة الابعاد كى يزور المعبد الذى شهد على استلامه للعنة و مقابلة كريس لأول مرة. ظل ذلك المشهد يدور فى ذاكرته. مر يومان آخران و فى الإسكندرية على شاطئ البحر وقت غروب الشمس. كان سمير يجلس القرفصاء على الرمال الناعمة ينظر إلى الغروب و هو ما زال يفكر فيما حدث و هل زوجته محقة فيما فعلت ام لا عندما سمع صوتا خشنا لرجل خلفه يقول : تعتقد اننا مسوخ و شياطين و لا فى أمل اننا نتغير ؟؟؟؟؟؟؟
لم يلتفت اليه و قال كأنه يحدث البحر :  مش عارف. بقالى ٥ أيام بفكر و لسه ملقتش إجابة
جلس عبد الرحمن القرفصاء على الرمال مثل سمير تماما و قال : ليه جيت هنا ؟؟؟؟؟؟
سمير : البحر ده زينا فى حاجات كتير. يمكن يكون حنين و هادئ من برا لكن من جواه قاتل ......بارد....... ضلمة 
عبد الرحمن : هو احنا ليه بنعمل كده ؟؟؟؟؟؟
تمدد سمير على الرمال و قال : يمكن كان السبب اننا لما بدأنا كنا صغيرين هبل.......طائشين. كان هدفنا ان كل واحد يبقى الأحسن. بدأنا سوا. بدأنا زى بعض تقريبا . اللى عشناه و احنا صغيرين. ممكن يكون ده السبب
عبد الرحمن: طب و آخرتها يا سمير ؟؟؟؟؟؟ تعرف ان انا لما بقلب كلام مراتتنا فى دماغى انهم فعلا عندهم حق. انا عمرى ما فكرت مروة كانت عايشة ازاى لما كنت فى غيبوبة ( نظر الى ذلك المتمدد بجواره ) ابنك كان حيكبر ازاى من غيرك ؟؟؟؟؟؟ انا متأكد انك مش عايز ان مصيره انه يعيش محروم من ابوه او يعيش مع زوج ام و انت اكتر واحد عارف الإحساس ده مش كده ؟؟؟؟
تذكر سمير ردة فعل ابنه عندما رآه فأعطى عبد الرحمن ظهره و بدأت دموعه تنزل و قال بصوت متقطع : انت مش عارف انا حسيت بإيه ساعتها. يمكن لما تبقى أب حتعرف. ابنك اللى هو أقرب واحد ليك. اللى هو أصلا حتة منك يخاف منك و يبعد عنك. الحركة دى وجعتني اكتر ب١٠٠ مرة من كل اللى انت عملته فيا
تنهد عبد الرحمن بأسى عليه. فتابع سمير بشرود : انا مشفتش ابويا.مات قبل أما اتولد بشهر. أمى اتجوزت تانى. كانت عايزة اب ليا بس هى مكنتش تعرف انها كده بتقتلنى. و لما وصلت سن ال١٨ عمى إدانى شركة بابا و قالى انه حافظ عليها لحد ما انا كبرت. فرحت جدا يومها و كان هاين عليا أعمل لعمى اى حاجة بس اول ما مسكت الشركة عرفت الفخ اللى عمى وقعنى فيه. الشركة كانت مفلسة.......مديونة....... معدومة........ مرفوع عليها قضايا فساد للركب. و هو عمل كده عشان يخلص منى و لما ادخل السجن ميكنش فى حد يقدر يقف قدامه فى العيلة خصوصا انى من صغرى معروف عنى انى عنيد و اى حاجة بعوزها بعملها. فضلت شغال و عرفت أطلع بالشركة من الحفرة اللى عمى وقعها فيها. ساعتها كنت مسافر اليونان عشان اشتريت شركة تانية مالكها الأول راجل يوناني. كان عايش فى مصر بس حب يرجع بلده فباع شركته بعد اما خلصت كل حاجة دخلت بالصدفة جوا معبد و حصل يومها اللى غير حياتى. اتعرفت على كريس و عرفت انى استلمت قوة زيوس ( Zeus ) و من ساعتها كان كل هدفى انى اخلص و انتقم من كل اللى كانوا سبب فى معاناتى. سجنت عمى سجن مؤبد و قتلت جوز أمى بإيدى. عمرى ما فكرت فى روح حد. كل اللى بيتحدانى بتكون نهايته الموت. عمر ما حد هرب منى ( نظر الى عبد الرحمن ) و لما وقفت فى وشى قلت زيك زى غيرك بس اتأكدت بعدها بالطريقة الصعبة انك مختلف. انت استثنائي بس للأسف بعد ما خسرت حاجات كثير. خسرت امان ابنى ليا. خسرت كتير من رجالتى. و طلعت من الموضوع بإيه؟ ؟؟؟؟؟؟ و لا حاجة. انت لسه عايش و انا خلاص زى ما تقول كده شبه اقتنعت انى مش حقدر اقتلك و اطلع منها سليم
عيد الرحمن بحزن : شكلنا فعلا مكتوب علينا اننا نفضل موجودين احنا الاتنين و انا الصراحة جسمى باظ من كتر ما بآخد حبوب قوة و حاجات تانى كتير.
ظل الصمت مخيما على المكان و الاثنان يتبادلان نظرات كثيرة. نظرات اعتذار .........نظرات المصالحة. و غيرها. اقتنع الاثنان ان معركتهما حتما ستنتهى بالقضاء على كليهما. وقف سمير فوقف عبد الرحمن هو الآخر. مد سمير يده مبتسما فصافحه الآخر ثم عانقه. ابتعد عنه ثم فتح جناحيه طائرا الى منزله اما سمير فقد أحاط نفسه بسحابة التى ارتفعت به ذاهبة الى منزله هو الآخر.
وصل عبد الرحمن الى امام باب منزله و دخل. سلم على الجميع و كان يجيب عليهم باقتضاب و رفض ان يخبرهم عما حدث له فى الأيام الماضية. صعد الى جناحه كى ينام فتبعته مروة و ما ان دخلا حتى احتضنته باشتياق لكن عبد الرحمن أبعدها عنه. نظرت له باستغراب وجدته غاضبا معاتبا. أدركت انه لم ينسى ما حدث بعد. لم يتكلم عبد الرحمن كلمة واحدة لكنه استلقى على السرير و حاول النوم. نامت مروة بجانبه و هى تمسح على وجهه بحنان عندما فوجئت به يستدير و يعطيها ظهره. ذرفت مروة دموعا بسيطة و احتضنته من ظهره و همست : انا آسفة. انا عارفة انك دلوقتى زعلان منى و على اللى انا عملته بس انا مقدرتش. مقدرتش اشوفك كل يوم بتتعور على حاجة متستهلش. بس ابوس ايدك بلاش طريقة العقاب دى. زعقلى. اضربني بس بلاش تعاقبني ببعدك عنى.
سمعت صوت انتظام انفاسه دليل على نومه فظلت متشبثة بظهره كأنه حبل نجاة و نامت هى الأخرى
==================================
فى الصباح التالى استيقظ عبد الرحمن من نومه مبكرا و نظر الى مروة النائمة بجواره فقال فى سره : آسف يا مروة بس لازم اعاقبك شوية. لازم اعرفك غلطتك. الحمد لله ان المرادى ليلى كانت نيتها صافية. ممكن لو حد تانى كان ممكن يستغلك عشان يضربنى فيكى.
قام من جوارها بهدوء و ارتدى بدلته ثم خرج الى عمله. استيقظت مروة و لم تجده بجوارها. ادركت انه ذهب الى عمله و انه لا يزال غاضبا منها. نعم تعرف انها قد تصرفت تصرفا غبيا باتصالها مع زوجة عدوه. و لكن ما باليد حيلة.
==================================
مرت الأيام و عبد الرحمن لا يزال على معاملته الجافة لمروة حتى أتى يوم كتب كتاب مازن و رنا. كان الاثنان جاهزين للذهاب عندما وقفت مروة امامه و سدت الباب تمنعه من الخروج. نظر لها باستغراب. وجدها ترتمى فى أحضانه دون اى مقدمات و تقول : خلاص كفاية عقاب بقا. آسفة و الله محعملها تانى. صالحنى بقا.
أغلق عينيه يبتسم بحب على طريقتها البسيطة فضمها اليه بشوق. لا تعلم انه كان يبذل جهدا خارقا كى يظل على موقفه و لكنه من داخله يتحرق شوقا لمصالحتها
عبد الرحمن بهدوء : كان لازم أعرفك غلطتك. مينفعش تروحى تتفقى مع مرات عدوى لأن كان ممكن تكون خطة منه عشان يجر رجلك و يحصلك حاجة. ساعتها بقا انا أعمل إيه ؟؟؟؟؟
مروة بدموع : خلاص آسفة مش حعمل كده تانى
مسح عبد الرحمن دموعها : خلاص ماشى صدقينى انا كنت بتعذب فى البعد ده اكثر منك ( قبل رأسها بحب ) عشان انا روحى فيكى انتى
شدد على احتضانها اكثر ثم نزلا للذهب مع الجميع الى الفيلا الجديدة التى اشتراها مازن كى يسكن فيها مع رنا بعد الزواج. فهو قد طلب من عبد الرحمن المساعدة فى إيجاد فيلا ذات تصميم جيد و سعر معقول. وجد عبد الرحمن فيلا كان صاحبها رجل أعمال و لكنه أفلس فاضطر الى عرض الفيلا للبيع و هى قريبة من قصر عبد الرحمن. كان هذا هو السبب الذى دفع مازن التأخر قليلا فى موضوع طلب يد رنا. فهو قد باع الشقة التى كان يسكن فيها و ساعده مبلغ البيع بالإضافة إلى الراتب الكبير الذى يستلمه من عمله مع عبد الرحمن على شراء تلك الفيلا و دفع بعض أقساطها
وصل الجميع كان الفيلا ذات حجم متوسط و لكنها محاطة بحديقة جميلة ذات ازهار مختلفة الألوان و اشجار عالية. حضر المأذون و كان عبد الرحمن و حازم هما الشاهدين. ما إن قال المأذون : بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير. ذهب مازن و احتضن زوجته ثم رفعها و دار بها فى الهواء و هو يضحك بصوت عالى وسط تصفيق الجميع و تصفير حازم و خجل رنا المبالغ فيه و لكنها من داخلها فرحة بحب مازن لها فهى قد شاهدت حب أزواج صديقاتها لهن و تمنت ان تحصل على زوج محب مثلهن و تحقق حلمها فى مازن. قضى الجميع وقتا ممتعا و اتفقوا جميعا على إقامة حفل زفاف كل من يوسف و سارة و مازن و رنا فى نفس اليوم بعد تخرج الفتيات.
==================================
مرت الايام و الأسابيع و الحال كما هو عليه. لا جديد يذكر بإستثناء ان المشاحنات و المشاكل و الغارات بين عبد الرحمن و سمير قد أصبحت شبه معدومة و تعرفت الفتيات الثلاثة على ليلى و اصبحن أصدقاء جميعا بمعرفة كل الرجال و موافقتهم و قمن بدعوتها الى حفل زفاف سارة و رنا و فعلا جاء موعد الامتحانات و دخلت الفتيات بثقة متناهية و تفوقن جميعا فى دراستهن و جاء موعد تخرجهن من الجامعة بتقدير ممتاز و ذهلن بأن أزواجهن قد اقمن احتفالا كبيرا بالورود و البالونات فى وسط حرم الجامعة. كان عبد الرحمن يقف بجانب مروة ممسكا ببوكيه من الورود مختلفة الألوان عندما لاحظ بعض الرمال موجودة على كتف مروة. نفض كتفها فحمل الهواء الرمال و أبعدها . ابتسم عبد الرجمن رغما عنه و هز رأسه بيأس فرغم توقفهم عن القتال الا ان لم يتوقفوا لحظة واحدة على مراقبة بعضهم
==================================
بعد مرور شهر حل يوم زفاف يوسف و سارة و مازن و رنا و تم الحفل فى أكبر قاعة مناسبات فى مصر الموجودة فى الإسكندرية وسط وجود الصحافة فهذا هو زفاف يوسف التهامى شقيق العملاق عبد الرحمن التهامى و مدير أكبر مخازن التهامى فى مصر مازن خالد و قد تم هذا الزفاف بمباركة عبد الرحمن التهامى و مباركة من رجل أعمال مشهور رفض ذكر اسمه لكنه وعد بالظهور و الكشف عن هويته أثناء الحفل ( كلنا نعرف من هو بالطبع. لا يوجد غيره ) .
فى البيوتى سنتر
كانت كل من رنا و سارة متألقتين فى فساتين زواجهما و لم تكن مروة أقل جمالا منهن. بعد أن انتهت الميكب آرتست من عملها و خرجت من الغرفة و قد أخبرهم عبد الرحمن انه سيأتى ليأخذهن جميعا الى القاعة. كانت رنا تضع أحمر الشفاه بمساعدة مروة عندما سمعا صوت سارة تبكى بصوت منخفض. فزعت الاثنتان و بدأن يرتبن على ظهرها
مروة: مالك بس يا حبيبتى ؟؟؟؟؟؟ بتعيطى ليه ؟؟؟؟؟
رنا : فى عروسة تعيط يوم فرحها ؟؟؟؟؟؟
سارة ببكاء: انا زعلانة على نفسى. كان نفسى اوى بابا و ماما يكونوا معايا فى اليوم ده و بابا يسلمنى لجوزى
مروة بحزن : ربنا يرحمهم. ادعليهم يا حبيبتى بدل ما انتى بتعيطى كده
سارة : ده حتى عمى من ساعة ما مشيت من عنده و هو مسألش فيا مرة واحدة على الأقل. للدرجادى انا ولا حاجة عنده ؟؟؟؟؟؟ ده انا أمانة أخوه ليه
صوت : مين بس اللى قال كده ؟؟؟؟؟؟ ده انتى أغلى حاجة عندى يا سارة.
التفتن جميعا الى مصدر الصوت وجدن سعد عم سارة يقف على الباب و بجانبه عبد الرحمن و ياسر. استغربن من حضور سعد و خافت سارة قليلا
سعد بحزن : انا بس مكنتش بسأل عشان مكسوف أبص فى وشك بعد اللى انا عملته فيكى بس كنت بعرف أخبارك اول بأول. عشان خاطرى سامحينى يا سارة. الحمد لله ربنا هدانى و نفسى أعوضك و لو بحاجة بسيطة فى احلى يوم فى حياتك.
ذرفت سترة دموع فرحة و احتضنها عمها ثم طلب عبد الرحمن من الميكب آرتست ان تساعد سارة على إعادة الميكب كما كان. ذهبوا جميعا فى السيارات الى مكان الحفل و كانت سارة و رنا فى سيارة و سعد فى سيارة أخرى و عبد الرحمن و مروة فى سيارة ثالثة و معهم سيارات الحرس.
فى الطريق
مروة : أنا عشت معاك و عارفة و متأكدة ان مجية سعد فى الوقت ده بالذات وراه مصيبة. عملت إيه ؟؟؟؟؟؟
عبد الرحمن بضحك : مش مصيبة اوى بس الصراحة هى مش فكرتى. انا نفذت بس
مروة : دى فكرة أبيه يوسف أكيد بس انا عايزة اعرف عملت ايه برضو ؟؟؟؟؟
عبد الرحمن : حقولك
==================================
فلاش باااااااااااااك
قبل موعد الزفاف بأسبوع كان عبد الرحمن فى عمله كالمعتاد عندما فوجئ بمحمد يدخل اليه و يخبره ان يوسف يريد أن يراه. دخل يوسف بسرعة قبل ان يأذن له عبد الرحمن فتأكد الأخير ان هناك شيئا ما يدور فى ذهن أخيه. طلب من محمد الخروج و عدم السماح لأحد الدخول. بقى الشقيقان لوحدهما كان يوسف يدور فى المكتب ذهابا و إيابا و عبد الرحمن جالس مكانه بملل. عندما ضجر الأخير بشدة قال : لو حتفضل تتمشى كده روح اتمشى فى حتة تانية عشان انا ورايا شغل. يا تقول عايز ايه يا تتفضل بالسلامة
جلس يوسف أخيرا و قال: عايز آخذ رأيك فى حاجة
عبد الرحمن: خير ؟؟؟؟؟؟؟
يوسف : سارة ؟؟؟؟؟؟؟
عبد الرحمن : مالها سارة ؟؟؟؟ هببت إيه المرادى ؟؟؟؟؟؟
يوسف بتردد : معملتش حاجة. انا بس كنت بقول انها كانت موجودة فى فرحك و شافت عمو إبراهيم و هو بيسلم مروة ليك و اكيد حتشوف ابو رنا بيسلمها لمازن و انت عارف ان..............
عبد الرحمن مكملا : انها وحيدة و ملهاش حد و حتى عمها مستحيل يعمل حاجة. عايزنى أعمل إيه برضو مش فاهم ؟؟؟؟؟؟ أسلمهالك انا يعنى و لا إيه؟ ؟؟؟؟؟
يوسف : لا مش انت. عمها هو اللى يعمل كده
تغير وجه عبد الرحمن و نظر الى أخيه نظرة مرعبة و قال بغضب مكتوم : انت عايز إيه بالضبط. بطل لف و دوران
يوسف بترقب : بصراحة كده. انا عايزك تروح تقرص عليه و تهدده انه لازم يعمل فيها العم الطيب و يبقى موجود و الا انت حتقلب حياته جحيم
صمت عبد الرحمن و أغلق عينيه يفكر فى الكلام الذى قد قيل و يوسف موقن انه يفكر فى فوائد و أضرار ذلك و ليس فى كون هذا الأمر إنسانيا ام لا فهو يعرف ان آدمية عبد الرحمن ماتت منذ زمن. فتح عبد الرحمن عينيه و قال بهدوء: متقلقش و متشلش هم حاجة. انا حتصرف. اتكل انت على الله و سيب الموضوع ده عليا.
تهلل وجه يوسف ثم شكر أخاه و خرج و بقى عبد الرحمن وحده يفكر فيما يجب أن يفعل ثم لمعت عيناه ببريق غامض و تابع عمله.
انهى عمله و ذهب فى نهاية اليوم مع ياسر و فرقة من الحرس الى فيلا سعد و عندما وصلوا طرق قائد الحرس الباب. عندما فتح سعد الباب رأى عبد الرحمن يبتسم و حوله رجاله. أغلق الباب بقوة فأمر عبد الرحمن رجاله بكسر الباب. كسروه و دخلوا مثل المرة الماضية تماما.
سعد بحنق : عايز إيه تانى ؟؟؟؟؟ مش خدت البت و مشيت ؟؟؟؟؟
تجاهله عبد الرحمن ثم ذهب و جلس على أحد الكراسى واضعا قدما فوق الأخرى بتكبر و قال : انا أروح و أجى مكان ما أحب و وقت ما أحب و مش فأر زيك هو اللى حيقولى اعمل ايه
سعد : لو انت فاكر انك جامد انا كمان عندى رجالتى لو مش عايز الفيلا دى تبقى قبرك أمشى من هنا
عبد الرحمن باستفزاز : اتفضل اطلبهم التليفون تحت أمرك.
رمى أحد الحرس هاتفه الى سعد و هو يضحك فاتصل الأخير على رجاله بالفعل و أمرهم بالحضور حالا و ما هى إلا دقيقة واحدة حتى حضر ٢٠ رجلا يحملون الأسلحة و لكنهم صدموا عندما دخلوا من الباب الرئيسى للفيلا وجدوا اماهم ٥٠ حارسا مسلحا على أهبة الاستعداد. حاولوا المقاومة و الاختباء لكن ياسر فرقع إصبعه فأصيب جميع رجال سعد بالشلل الفورى حاول سعد الركض لكن أحد الحرس ركض نحوه و اصطدم به كالقطار فأوقعه أرضا ثم أمسكه و أتى به تحت أقدام عبد الرحمن
عبد الرحمن : اسمعنى حتجى يوم الفرح و تقول لسارة انك زعلان و ندمان على اللى انت عملته و انك مسألتش عشان مكسوف من اللى انت عملته و بعدها تطبطب عليها و تخليك معاها لحد ما تسلمها لعريسها و تمشى بعدها. سامع ؟؟؟؟؟؟؟
سعد : مين قال كده ؟؟؟؟؟ انا مش ندما..........
ركله عبد الرحمن فى وجهه و قال : انا مليش دعوة انت ايه. انا بقولك اللى حتقوله
سعد : و إيه اللى يخلينى أعمل كده ؟؟؟؟؟؟
ابتسم عبد الرحمن ثم أمر الحرس بإحضار زينب زوجته و فرح ابنته ثم ظل يدور فى الصالون و يقول : تصميم الفيلا حلو. اللى صممها عنده ذمة خسارة بجد لو نار مسكت فيها و جابت عاليها واطيها
امتقع وجه سعد فتابع عبد الرحمن : او ممكن بكرا يحصل تجميد و خسارة فى شركتك و تفلس و تضطر تبيع الشركة بتراب الفلوس
اتسعت عينا سعد مما يسمع فأحضر الحرس فرح فذهب عبد الرحمن اليها و ظل يلعب فى شعرها و يقول : او حرام ان بنوتة جميلة لسه صغيرة زى بنتك كده تتخطف و تترمى لكلاب السكك ينهشوا فيها و بعدين يرجعوها جسد من غير روح ده لو رجعت بجسد أصلا
شهقت زينب بفزع اما فرح فكانت صامتة تتخيل ما يمكن أن يحدث لها إن نفذ عبد الرحمن تهديده
استدار عبد الرحمن و نظر الى سعد ثم قال بسخرية: عرفت بقا ايه اللى يخليك تعمل كده. ؟؟؟؟؟؟ و انت عارف و متأكد انى أقدر اعمل كل اللى انا قلته ده. اللى قلتلك عليه يتنفذ
ثم خرج فخرج رجاله خلفه عائدين من حيث اتوا أثناء ذلك همس ياسر : حيحاول .............
عبد الرحمن مقاطعا ببرود: عارف. يجرب بس و انا اوريه
==================================
باااااااااااااك
انهى عبد الرحمن حديثه ثم نظر الى مروة وجدها مصدومة بشدة مما تسمع
مروة بصدمة : انت هددت الراجل ببنته ؟؟؟؟؟؟؟
عبد الرحمن بلامبالاة : آه
مروة : بس............ كده............يعنى.............غلط
عبد الرحمن و هو ينظر من النافذة : مش مهم. طالما وراها مصلحة. كل حاجة تهون.
سكتت مروة فهى تعلم انه عنيد و دائما يرى انه على صواب فلم تشأ ان تخلق شجار دون سبب لكنها قلقة من أن يحاول سعد الانتقام
==================================
وصل الجميع الى الحفل وجدوا القاعة الضخمة مزينة بالكثير من الأشرطة الملونة و البالونات و الصحافة موجودة و جميع المدعوين كالعادة هم من كبار رجال الدولة. كان هناك الكثير من المغنيين سواء العرب او الأجانب. كان كل من يوسف و مازن فى أبهى صورة عندما وجدوا والد رنا ينزل الدرج الكبير ممسكا بيد ابنته و يتبعه سعد ممسكا بيد سارة
==================================
عند مازن
أتى اليه والد رنا و هو يقول : انا بديك أغلى حاجة عندى. حافظ عليها و إياك تزعلها
أمسك مازن يدها و هو يقول : متقلقش عليها يا عمى. دى فى قلبى قبل عينيا
ابتسم والد رنا ثم احتضن زوج ابنته و ابتعد و أثناء ذهاب الثنائي الى الكوشة
مازن بحب : فى قلبى ملاك
رنا بخجل : و انت حياتى
مازن بمشاكسة : احم ...... انتى رنا
رنا بغيظ : تصدق انى غلطانة و حروح مع ابويا
شدها مازن الى حضنه و قال : يا مجنونة فى واحدة تسيب عريسها يوم فرحهم ؟؟؟؟؟ بهزر معاكي
==================================
عند يوسف
أتى اليه سعد و هو يقول : دى أغلى حاجة فى حياتى حتى لو كنت مش واخد بالى قبل كده
يوسف : متقلقش عليها. انا أفديها بنفسى.
اقترب يوسف و قال : بس إيه الجمال ده كله؟ ؟؟؟؟؟
سارة بغرور : طول عمرى أصلا
يوسف: واثق من نفسك اوى.
ضحك الاثنان فقال يوسف: بحبك
سارة بخجل : و انا كمان
ابتعد سعد ثم نظر الى عبد الرحمن وجده مشغولا بالتحدث الى الصحافة فابتسم بشر و أعاد النظر الى سارة و يوسف و هو يقول فى سره : نهايتكم قربت.
جاء موعد الرقص فنظر عبد الرحمن الى الدى جى المشهور ( DJ Snake ) الذى دعاه الى الحفل فبدأ بتشغيل أغنية ( Let me love you ) و بدأ المغنى بالغناء هو الآخر فأخذ كل عريس عروسه و بدأ الأربعة بالرقص فى نفس الوقت و كل المدعوين يكتفون بالمشاهدة أو التصفيق أو الغناء مع الأغنية و كان حب كل عريس لعروسه واضحا وضوح الشمس و جميع الواقفين بين حاسد و غابط و متنمى للسعادة لهم 
انتهت فقرة الرقص الأولى فاتصل عبد الرحمن على شخص ما و أبلغه بالتعليمات فبدأ سقف القاعة يفتح شيئا فشيئا و أصبحت السماء واضحة تماما عندما بدأت اغنية ( Firework ) و أفلت الحرس بالونات الهيليوم فبدأت تطير فى الهواء خارجة من القاعة و تبعتها الكثير من صواريخ الألعاب النارية وسط بهجة الجميع فجأة امتلأت السماء بالسحب الكثيفة و صعدت أصوات الرعد لكن دون مطر او رياح عاتية. عرف الجميع من الذى أتى فاحتضن يوسف عروسه و أخرج مسدسه لكن عبد الرحمن أخذه منه بسرعة و ثم اعاده اليه بهدوء و امره بوضعه فى جرابه مرة أخرى. نفذ يوسف فاخرج عبد الرحمن جناحيه و طار الى أعلى و بسط ياسر يده اليمنى نحو مروة و اليسرى نحو ماريهان ثم قفز فطار الثلاثة يلحقون بعبد الرحمن. أما هو فعندما توقف فى الهواء و توقف ياسر و من معه خلفه جاءت ٤ غيوم نحوهم ثم انقشعت فظهر سمير و ليلى و كريس و كارولينا كل على سحابة خاصة به. ابتسم سمير ابتسامة بادله عبد الرحمن إياها ثم اقترب و صافحه. كانت أغنية ( Firework ) لا نزال تعمل و كأنها تصف الحال بين الاثنين فكما أن قوس المطر يأتى بعد العاصفة العاتية فصلحهم الآن قد أتى بعد صراع و معارك دامية لم يكن فيها أى منتصر. فقط خاسرين
سمير : مجتش متأخر صح ؟؟؟؟؟
عبد الرحمن : لا أبدا. احنا لسه بنبدأ
نزل الجميع على الأرض فقال عبد الرحمن: فعلا السلام ده أحسن من الحرب
سمير بابتسامة: تعالى فى حضن أخوك يا فواز
ضحك عبد الرحمن ثم احتضنه وسط تصفيق الجميع و فرحة مروة و ليلى و تصوير و صخب الصحافة بهذا السبق الصحفى. نهاية النزاع و الخلاف بين قطبى عالم الأعمال. أتى يوسف بترقب فسلم عليه سمير و بارك له زواجه ثم أتت فقرة الرقص الثانية و قد تعمد عبد الرحمن أن يجعل الرقص على فقرتين حتى يكون سمير معهم. انضم سمير و ليلى اليهم و كان الجميع يرقصون بسعادة و لم ينتبه أحد لذلك القناص الموجود فوق سطح إحدى البنايات العالية و كان يصوب بندقيته نحو رأس يوسف عن طريق السقف المفتوح و لكنه هو نفسه لم ينتبه الى عشرات القناصة التابعين للحرس و قامت إحداهن بتصويب بندقيتها لتخترق رأس ذلك القاتل بهدوء و دون أى صوت. أبلغت تلك التى قتلت القناص ماريهان بما فعلته فذهبت الى عبد الرحمن و أخبرته. توقف عبد الرحمن عن الرقص و نظر تلقائيا الى سعد وجده يسرع بالمغادرة بعد أن فشلت خطته فهو قد اتفق مع القناص ان يقتل يوسف فى تمام الساعة العاشرة و الآن هى العاشرة و ١٠ دقائق  و لم يحدث شئ فادرك ان القناص قد فشل لسبب او لآخر. هتف عبد الرحمن باسم ياسر فظهر الأخير فجأة من العدم
ياسر : نعم ؟؟؟؟؟؟
عبد الرحمن : انت مع ماريهان. اضربى كاوتش عربية سعد و سيبوه . اللى يحصل يحصل. مات خلاص. مماتش يبقى اتكتبله عمر جديد.
أدى الاثنان التحية ثم أسرعت ماريهان إلى إحدى الحقائب الضخمة التى تم إخفاؤها فى إحدى سيارات الحرس. ما إن أمسكت بها حتى حملها ياسر مع الحقيبة و طار بها الى سطح بناية ما. فتحت ماريهان الحقيبة و بدأت تركب قطع السلاح الموجودة فى الحديقة حتى أتمت صنعه. كان السلاح عبارة عن بندقية قناص ضخمة ذات ماسورة بندقية طويلة تصل إلى متر مع منظار معد للرؤية الليلية. تمددت على بطنها فوق السطح و هى تبحث بمنظاهرها عن عربة سعد. أما ياسر فقد أمسك منظارا معظما كان فى الحقيبة و ظل يبحث عنها هو الآخر حتى وجد سيارة تخرج من مكان الحفل بسرعة كبيرة ليس لها مبرر. وصف لماريهان مكان السيارة بدقة و عندما أصبحت فى مرمى ماريهان صوبت بندقيتها و قالت : ده جزاء كل اللى يعارض التهامى. ثم أطلقت رصاصة واحدة أصابت العجلة اليسرى الأمامية فانفجرت العجلة و ظلت السيارة تدور و تدور حول نفسها. حاول سعد السيطرة عليها لكن السيارة اصطدمت بعمود إنارة سقط فوق السيارة بعد الارتطام. تجمع المارة ليسحبوا سعد و هو غارق فى دمائه فأمر ياسر أحد الحرس بتتبعهم و معرفة أخبار سعد ثم عاد الى عبد الرحمن و أبلغه بما حدث.
==================================
انتهى حفل الزفاف و أخذ كل عريس عروسه الى شاليه منفصل يطل على البحر لا يدخله أحد و كل الشئ تحت الحراسة الدقيقة ليسطر كل ثنائي بداية قصتهم سويا
==================================
عند عبد الرحمن
كان يركب فى سيارة و حوله سيارته متجها الى الشاليه الذى سيقيمون فيه حتى الصباح و خلفهم سمير و من معه عندما أحست مروة فجأة بالتعب فبدأت تسعل بقوة
عبد الرحمن بفزع : مالك يا حبيبتى ؟؟؟؟؟؟
مروة بتعب : مش عارفة. حاسة ان نفسى غامة عليا و مش قادرة آخد نفسى
عبد الرحمن : طب نروح المستشفى ؟؟؟؟؟؟
مروة بتعب : لا مش لازم. انا بس يمكن تعبت من كتر الرقص. ا ن ا ت م ا م
ثم فقدت الوعى بين يديه فزع عبد الرحمن بشدة ثم أمر السائق بالتوقف و بعدها حمل مروة و طار بها بسرعة متجها إلى المستشفى بعد أن أمر رجاله ان يتبعوه. رأته ليلى و هى يحمل مروة و هى فاقدة الوعى فأصرت ان يذهبوا أيضا ليطمئنوا عليها. وصل عبد الرحمن الى المستشفى و قامت الطبيبة بفحص مروة ثم ابتسمت و قالت : متقلقش هى كويسة و البيبي كمان كويس
عبد الرحمن بغباء: بيبى إيه؟ ؟؟؟؟؟؟؟
الطبيبة : مبروك المدام حامل
عبد الرحمن بفرحة : إيه ؟؟؟؟؟؟ حامل ؟؟؟؟؟؟؟
الطبيبة بابتسامة: آه مبروك و انا حقول لدكتورة النسا تجى تكشف عليها عن إذنك
ذهبت تلك الطبيبة و حضرت واحدة أخرى و قامت بفحص مروة ثم خرجت الى عبد الرحمن و قالت :  مبروك المدام فعلا حامل فى الأسبوع التاسع بس هى لازم تهتم بنفسها و تأكل كويس عشان البيبى و يا ريت متعملش اى مجهود. عن إذنك
دخل عبد الرحمن وجد مروة نائمة على السرير و وجهها متعب بدأ يمسح على رأسها بهدوء عندما وجدها قد بدأت تستيقظ
عبد الرحمن : حمد لله على سلامتك يا حبيبتى. كده تخضينى عليكى ؟؟؟؟؟
مروة: معلش بقا بس هو انا مالى أغمى عليا فجأة كده ليه ؟؟؟؟
جلس عبد الرحمن على كرسى بجوارها ثم وضع يده على بطنها و قال : لا ده عادى. عشان الضيف اللى حيشرفنا كمان ٧ شهور بيآخد وضعه
فهمت مروة ما يرمى اليه فوضعت يدها فوق يده و قالت بعدم تصديق : يعنى ........انا ..........حامل ؟؟؟؟
عبد الرحمن: آه يا حبيبتى. مبروك علينا.
بدأت مروة تبكى من الفرحة و احتضنت عبد الرحمن و هى لا تكاد تصدق. رفع عبد الرحمن رأسها و قبلها بعشق و جنون لكنه أفاق على صوت الباب يُفتح وجد سمير و ليلى واقفين بجانب الباب ينظرون اليهم. خجلت مروة و أخفت وجهها فى غطاء السرير اما سمير فقد حمحم بحرج و خرج و تبعه عبد الرحمن الذى كان على وشك الانفجار من الغضب. ترك عبد الرحمن ليلى مع مروة و خرج و عندما رآه سمير ضحك بشدة
عبد الرحمن بغيظ : تعرف لولا ان احنا لسه متصالحين انا كنت هديت المستشفى دى على دماغك
سمير باستفزاز : اهدى على البت حتموتها . مش كده
عبد الرحمن ( بصوت المعلم جابر الشرقاوى ) : ملكش دعوة........... ملكش دعوة
ضحك الاثنان مدة ثم قال سمير : ألف سلامة عليها. خير فى حاجة ؟؟؟؟؟
عبد الرحمن بابتسامة : آه. مبروك عليا مراتى حامل سمير : ألف مبروك
عبد الرحمن: الله يبارك فيك
سمير : بس جهز نفسك عشان حرمونات الحمل حتبهدلك اسألني انا. مراتى و هى حامل صحتني مرة الساعة ٣ الفجر و قالتلى عايزة جوافة خضرا
ضحك الاثنان بهيستيرية ثم خرجت ليلى بعد أن اطمأنت على مروة. أخذ كل منهما زوجته الى المنزل
==================================
عاد عبد الرحمن مع مروة الى القصر فى اليوم التالى و ترك يوسف و مازن و زوجاتهم كى يستعدوا للسفر لشهر العسل و أبلغ عبد الرحمن الجميع بحمل مروة و باركوا لهم جميعا.
علم عبد الرحمن من الحارس الذى ذهب خلف سعد انه قد دخل المستشفى و تم تشخيصه بكسور متفرقة فى جسده و لكنها ليست خطيرة جدا. تنهد عبد الرحمن فهو لم يكن يريد قتله و لكن توصيل رسالة له
مرت الأيام و عبد الرحمن مثقل فى عمله الذى تضاعف بعد سفر يوسف لقضاء شهر العسل و لكنه كان أيضا يهتم بمروة و حملها و ساعدته فريدة فى رعايتها يوميا أثناء وجوده فى عمله.
سافر قاسم و أهله فى طائرة خاصة الى البرازيل كما خطط عبد الرحمن و لكنهم لم يصلوا الى هناك حيث اتفق عبد الرحمن مع ريكاردو جاريكا مدير فروعه فى البرازيل ان ينتظر الأخير وصول قاسم و أسرته الى المطار. و نقلهم بنفسه الى مكان إقامتهم الجديد ولكن الطائرة التى كانت من المفترض أن تصل الساعة الخامسة عصرا بتوقيت برازيليا ( عاصمة البرازيل )
لم تصل بحلول الثامنة مساء. ابلغ ريكاردو عبد الرحمن فأمره الأخير بالبحث عنهم. ظلوا يبحثون قرابة الشهر حتى وجدوا الطائرة قد سقطت فى جبال الإنديز و مات جميع من كان عليها من البرد القارص حيث درجة الحرارة تقل عن ٣٠ درجة تحت الصفر. أذيع الخبر فظهرت بعدها بعض الشائعات التى تقول ان عبد الرحمن هو من دبر واقعة سقوط الطائرة رغبة منه فى الانتقام من عمه بعد أفعاله الأخيرة و لكن عبد الرحمن لأول مرة لا يرد على هذه الشائعات و التزم الصمت. أما الحقيقة فهى مجهولة تماما و ليس هنالك اى دليل على أى شئ.
هل دبر عبد الرحمن مكيدة لقتل عمه و الانتقام منه بأبشع الطرق ( الموت من البرد ) ؟؟؟؟؟؟؟؟ سؤال لا نعلم إجابته و لن نعلم إجابته الا يوم يرث الله الأرض و من عليها
مرت أشهر الحمل وسط تقلبات مروة المزاجية المبالغ فيها و صبر عبد الرحمن عليها كما أن مروة رفضت ان تعلم هل الجنين ذكر أم انثى و قالت إنها تريد أن تعلم يوم ولادته و عندما تحمله بين يديها. وافق عبد الرحمن على طلبها و رفض ان يعلم هو الآخر.
==================================
فى أحد الأيام و فى أكبر قاعة مؤتمرات فى القاهرة يتواجد عبد الرحمن التهامى و سمير المنياوى و هما يجلسان على طاولة واحدة يقومون يتوقيع معاهدات و اتفاقيات تشبه معاهدات الصلح تقضى بأشياء كثيرة تفيدهم و تضرهم فى نفس الوقت و منها ان يقوم سمير بتصفية جميع أعماله فى إسبانيا عاصمة عمل عبد الرحمن فى أوروبا فى مقابل أن يقوم عبد الرحمن بتصفية أعماله فى الهند عاصمة عمل سمير فى آسيا ضمن تسوية بين الطرفين كما تقضى هذه العقود بعدم التعرض بالإضافة الى شراكة بينهما لإقامة سلسلة فنادق فاخرة فى أمريكا.
عبد الرحمن : تمام كده ؟؟؟؟؟؟؟
سمير : تمام
عبد الرحمن: نمضى ؟؟؟؟؟؟؟
سمير : نمضى
قام الاثنان بالتوقيع على العقود و تصافحا وسط تصوير الصحافة فمن رأى كيف بدأت العداوة بينهما قبل ما يقارب ال٨ سنوات لم يكن ليتخيل أبدا ان يتصالحا و يوقعا على شراكة فى يوم من الأيام.
عندما كان عبد الرحمن على وشك الخروج أتاه اتصال من أنور يخبره ان مروة تصرخ و يبدو أنها ستلد الآن . خرج عبد الرحمن طائرا نحو المستشفى بأقصى سرعة و تبعه سمير الذى سمعه بالصدفة و فهم ان مروة تلد
==================================بعد مرور ساعتين كان يجلس بجانب زوجته المستلقية على السرير و هو يحمل ابنته و حوله جميع أصدقائه و أهله فى جناح المستشفى الواسع و يقول : ما شاء الله شبهك اوى يا مروة. نفس العيون و نفس كل حاجة
مروة بتعب : خلينى أشوفها كده
وضعها برفق فى حضن امها التى احتضنتها و قبلت وجنتها بحب
فريدة : تتربى فى عزك يا حبيبى
عبد الرحمن: الله يبارك فيكى يا ماما
سمير بمرح: بقولك إيه. دى عروسة ابنى ماشى ؟؟؟؟؟؟
عبد الرحمن : لا معنديش بنات انا. روح شوف فى حتة تانية
ضحك الجميع على دعاباتهم ثم قال أنور: ها ؟؟؟؟؟؟ حتسموها إيه بقا ؟؟؟؟؟؟؟
نظر عبد الرحمن الى مروة وجدها تبتسم له فقال : احنا كنا متفقين انه لو كان ولد حنسميه مصطفى و لو بنت حنسميها دنيا.
مروة مرددة : دنيا عبد الرحمن التهامى
ليلى و هى تحمل ابنها آسر : تتربى فى عزكم. 
ظل الجميع معهم ثم استأذنوا و ذهبوا و بقى عبد الرحمن و مروة و ابنتها دنيا وحدهم. نامت دنيا بسرعة فظل عبد الرحمن ينظر اليه و يقول : مبروك علينا.
مروة بتردد : انت بجد مش زعلان انها جت بنت
عبد الرحمن بحنان : يا حبيبتى ده رزق. رزق غيرنا مش طايله و بعدين يعنى هو احنا كان لينا الاختيار  ؟؟؟؟؟ هو جت بنت فالحمد لله و دى بنت عبد الرحمن التهامى و حقها عندى زى الولد بالضبط لو جه بعدها. حعلمها أحسن علام و ألبسها أغلى هدوم و حفضل دايما وراها لحد اما أسلمها لجوزها لو ربنا كتبلى عمر
مروة : ربنا يخليك لينا
عبد الرحمن : و يخليكى ليا
مروة بحب : بحبك يا عملاقى
عبد الرحمن بعشق : و انا بعشقك يا روح عملاقك
==================================
                         تمت بحمد الله
أحب أشكر كل اللى كان متابعني و قرأ و دعمنى و لو بتعليق او بلايك و أو أى كلمة حلوة. أحب أسمع رأيكم عن الرواية بشكل عام و بحب و بحترم النقد المهذب دايما .

🎉 لقد انتهيت من قراءة عندما يعشق العملاق 🎉
عندما يعشق العملاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن