فتحت عيناها بهدوء.. الصباح قد حلّ منذ نصف ساعة تقريبا.. الثلج الذي كان يسد احد الثقوب التي احدثتها الفئران قد بدأ بالذوبان تدريجيا.. حرارة الشمس قد استطاعت التسلل وسط ظلمة ذلك القبو الأرضي بطريقة ما..اقتربت من الفتحة و حشرت انفها فيها و استنشقت ما استطاعت من الهواء النقي الذي اصبح ملوثا بالنسبة لها..
تلك النقاوة التي لم تستنشقها منذ ما يقارب العشرون سنة خلت أصبحت الان تؤذي رئتيها !!كان الاكسجين الذي يمر عبر قصبتها الهوائية يؤلمها لكنها لا تمانع ذلك النوع من الألم..
ما هي الا لحظات حتى بدأت الرؤية تتضح امامها .. كان الامر يستحق شهيقا و زفيرا من الهواء النقي حتى تستيقظ و يعود لها رشدها الذي فقدته منذ مدة طويلة ..أدارت بنظرها بالارجاء ،بالكاد تتعرف على المكان .. انها تتذكره حتما .. تتذكر كل ما حدث قبل عشرين سنة و ما بعدها .. تتذكر كل شي بأسوء تفاصيلها ، تتملكها تلك الرغبة الشديدة بالبكاء لكن عيناها تأبيان افراز اي شيء ..
بكل تلك المشاعر التي تحملها و تكبتها منذ العقدين.. الشعور الوحيد الذي خالجها كان الرغبة بالتقيئ ..
الصباح لم يفرج بعد عن انيابه لكن الضوء القادم من الثقب ساطع جدا.. انه النور الذي طالما ما رغبت به .. النور الذي تريده مجددا..
" آه.. انه الضوء اخيرا..
كم مرّ عليك غوميونغ منذ آخر مرة لامست فيها بشرتك الشمس؟؟
لا استطيع التذكر.. كلا.. انا اتذكر.. لكنني لا ارغب بالتذكر..
لقد مرّ 240 شهرا و 25 يوما منذ اخر مرة لمست فيها بشرتي الشمس..
كنت نائمة كل ذلك الوقت؟؟! ..
هذا شنيع..
رأسي فارغ تماما..
اريد الخروج من هنا..
اووه السلاسل؟! اكسسواراتي الجميلة.. (قالتها بعد ان نظرت الى يديها المكبلتين)
ذلك الرجل حقا .. كم رسمت بذهني صورا له.. صورا جميلة تحتويه و هو ستدلى من حبل المشنقة.. او اخرى و هو يحترق بنار الجحيم..
كم ارغب بحرقه و تدفئة نفسي.. الطقس بارد بالفعل..
لكن الآن.. ارغب بحمام دافئ و فطور صباحي لذيذ بالخارج.. تحت اشعة الشمس.. ارغب برؤية البحر ايضا.. اعني البحر الحقيقي.. لكن كيف يبدو البحر؟؟
لم أرى بحرا من قبل.. لكنني سمعت عنه من ..من ذلك الرجل ..حين كان يقرأ قصصا لذلك الصغير..
الصغير.. اتذكره.. "فُتح باب الدهليز مع الساعة السابعة صباحا.. بعد ساعة واحدة من استيقاظها ، تقدم السيد مين كعادته يحمل طبقا من البيض المقلي و العسل و الزبدة رفقة بعض الخبز و سكينا بلاستيكيا لحمايتها من اذية نفسها -مجددا- ..
و قبل ان يصل الى الطاولة الموضوعة قرب الزنزانة تكلمت:
- طعامك مقرف بالمناسبة..

أنت تقرأ
الغير متوقع🔥🙂 (الجزء الثاني)
Misterio / Suspensoيتضح ماض عميق لمؤسس اكبر شركة للالكترونيات ، كاشفا عن الرابط الذي علق 4 اطفال معا !!! بارك جايسونغ: والد جيمين جونغ داهيونغ: والد هوسوك كيم سونغ بيون: والد تايهيونغ (والده الذي اعتنى به و رباه ، يعني ان تايهيونغ و سونغ بيون لا تربطهما اي علاقة دم)