فتاة إبليس "قلوب تهوي المخاطر"

الفصل الثاني عشر

"شقيقي"
"12"

لما الحياة قاسية؟ هل تسألت يوما لما أنتَ هنا؟ لما أنتَ وبالتحديد تخضع لكل هذا التعذيب؟ لما يشعرك القدر دائماً بأنك مغفل أو مجرد أحمق؟

جميع تلك تساؤلات دارت في خلد رزان جميعها، لما هي؟ هل هذا سؤال أم إجابة؟ يالا السخرية بالتأكيد هذا عقابها، هي ليست بريئة أنها لا تقل عنهم خسه وحقارة؛ قامت بأذية العديد والعديد من البشر تعرفهم أو لا تعرفهم.

تأذت أرواح كثير بفضل تلك السموم بيضاء اللون خفيفة الوزن، كم روحًا فارقت الحياة بفضلها؟ أليس لهذا عقاب؟ هذه ليس ألا عادلة الرب.

استفاقت من جلد ذاتها علي هزة يد سلسبيل، التي فتحت زراعها كإشارة ترحب بها بالأنهيار داخل أحضانها.

لم تكابر، لم تصمد، لم تخفي عجزها، و سرعان ما أرتمت بين أحضانها مرت ثانية، وأثنين، حتي تصدح شهقات رزان الباكية، هزت جدران قلب سلسبيل قبل جدران الكوخ المتهالكة.

لم تمر دقائق حتي تصدح شهقات سلسبيل هي الأخرى؛ تشاركها في حزنها، نهش الندم روح سلسبيل بدون رحمه؛ ظنت بها السوء نظراتها جهة معشوقها، ما هي إلا حنين.

وعلي سيرة الحنين، تشعر بالحنين شديد جهة معشوقها، ترغب بالإرتماء بين أحضانه تبكي، وتشهق، تشكي له مرارة الأيام من دونه، خوفها شديد، بكائها المستمر، وشوقها اللاذع.

آفاقها كلمات رزان الحائرة، بعدما فارقت أحضانها، لتردد رزان بحيرة وجنون، مزق قلب سلسبيل حزنًا عليها:

_أنا وحشة بشكل إلي يخليك تشمئز مني.. أرتكبت حاجات غلط كتير.. بس اول طريق الصح ما خدته.. وكأن عالم كله وقف ضدي.. كفاية بقا أنا تعبت!

هنا بدأت تصرخ، وتبكي، وهي تقول "يارب"، سقطت بإنهيار علي الارض، لم تعد تحتمل كأن هناك سوط يجلد قلبها بقوة.

سرعان ما قفز في عقلها ذلك الضاحك، نعم هو، تتذكر مواقفهم، وجنونه، ضحكاته رجولية، التي سُطرت علي جدران قلبها، وتركت علامة.

زارها شعور السعادة فقط في قربه، وآه من قربه عينه العشبية، التي أسرتها، تشعر بأنفاسه قريبة منها، تشعر بها، وهي تداعب أذنها، همسه بكلماته سواء أن كانت خبيثة، أم غاضبة، أم ثائرة، جميعها طبعت في قلبها.

تعشقه؟ ربما، تهيم به؟ يمكن، تحبه؟ لا تعلم، لكن كل ما تعلمه، بأنها تشعر بجهته بالكثير من مشاعر التي شكلت أعاصير بداخلها.

هدأت أنفاسها وأنتظمت، شعرت بتثاقل في جفونها، وأستلمت لنوم عميق، التي فقدت طعمه لأيام..

_____________

كان يقف أمام النيل، وهو يري مراكب تسير هنا، وهناك، ما ألطف طبيعية عندما تحاول أن تواسيكِ، لمسات خافتة من هواء علي خدك، تشعرك بأن ليس العالم أجمع يتأمر عليك، فهناك بعضًا من هذا الكوكب لذا في صالحك.