خسارة قلب
رددت مارسي الكلمة الوحيدة التي تعلمتها امام موظفة الصندوق في المصرف "جامبو"
ردت المرأه مبتسمه ابتسامة دافئه "جامبو"
اكملت مارسي كلامها بالانجليزيه ثم سرعان ماقبضت المال الذي ابرقت في الليلة السابقة لزوج امها بإرساله اليها
في طريق العودة الى الفندق دخلت الى السوق الرئيسيه ..ولفت اهتمامها بعض المنحوتات اليدوية وانتهى بها الامر لشراء واحدة منها
كان في حقيبتها كتيباً عن الجامعه اخذته خلال جولتها الصباحية التي قامت بها قرب منطقة الجامعه ..وكانت تنوي دراسة المناهج
الدراسيه المتوفرة للاجانب ولم تكن ترى سبباً يدعو بلايك الى الاعتراض على تعلم اللغة الافريقية فهي في كل الاحوال خريجة المعهد العالي في اللغات
وتعلم هذه اللغة يملأ اوقات فراغها بانتظار ان يغير بلايك رأية ..
ذهبت الى مكتب عقاري ليساعدها على ايجاد شقة تستأجرها فلن يكون العيش في غرفة الفندق باهظ التكاليف فحسب بل هو غير
موضوعي كذلك لان الشقة ستشعرها بالراحة وستظهر لبلايك انها تريد لزواجهما النجاح
دخلت مارسي الى ردهة فندق "نيوستانلي"بعد السادسه بقليل وسألت مكتب الاستقبال ان كان لها رسائل ..كانت قد تركت رسالة كانت
قد تركت رسالة لكارل مع حارس المبنى الذي يسكنه بلايك ليتصل بها ..فعلى شخص ما ان يتأكد من ذهاب بلايك الى الطبيب
عندما دخلت غرفتها سمعت صوتاً اجفلها
- آن لك ان تعودي ..لقد اوصلني كورتني منذ ساعات !
كان جسد بلايك الفارع الطول يحتل غرفة الفندق وفي الواقع لم تدهشها رؤيتة لانها حضرت نفسها من قبل لأسوأ الاحتمالات
- كان عليك ليلة امس التحلي ببعض الادب لتعلميني بعزمك على مغادرة البيت
بدا لها غاضبا مع انه يسيطر على اعصابة
- لم اجد ضرورة الى ذلك وفي الحقيقه انني فضلت الرحيل على الشجار امام كارل هذا الصباح
لم تتحرك عضلة في وجة بلايك وكأنما قد وجهه من صخر
- اين كنت طوال النهار؟قال مدير الفندق انك خرجت قبل الثامنة صباحاً
خفق قلبها قليلاً .. هل شعر بالقلق عليها ؟
- قررت تأمل مناظر نايروبي
- بمفردك ؟
- لا بل قضيت الوقت مع جماعة من السائحين
نبض عرق عند صدغة
- لقد فاتتك طائرة اليوم ولكنني حجزت لك على طائرة الغد
مد يده الى جيبة واخرج تذكرة السفر الكريهه واكمل
- اتوقع ان تكوني عليها سيرافقك كارل ويساعدك في حمل حقائبك ثم سيستغل الفرصة لبحث مر طلاقنا
اخذت التذكرة منه واعادتها الى جيب سترته
- احتفظ بها لانني لن احتاجها
كان كقنبلة موقوته على وشك ان تنفجر
- ان لم تسافري بقيت وحيدة في بلد غريب
- انا امرأه ناضجة بلايك ومتزوجة ايضا
- ليست نايروبي بالمكان المناسب لامرأه جميلة مارسي انت لاتعرفين المدينة ابدا وبناء على ذلك ستكونين صيدا سهلا
- هذ شأني انا
- لست في لندن يامارسي
- لقد ذكروا لي في مكتب التسجيل في الجامعة ان العديد من العزباوات يسكن في شقق قرب الجامعة ..ومن الواضح انهن على مايرام
في هذه المدينة الكبيرة الشريرة
انعقد حاجباه بشدة "هل تعنين ..؟!"
جعله قرع مفاجئ على الباب يصمت اسرعت مارسي لترد شاكرة في نفسها صاحب هذه المقاطعه
صاحت بابتهاج "كارل ادخل"
- عظيم ..انتما هنا
ابتسم مشجعاً مارسي ثم ربت على كتف بلايك اخذت مارسي منه حقيبة ارواقه ووضعتها على السرير ..
قال "لدي اخبار هامة ..لكن ان كنت اقاطعكما عدت لاحقاً"
- لا ..لا ..ابدا..اجلس ..كنت انتظر اتصالك بي ..لماذا لااستدعي خدمة الغرف لنطلب العشاء؟استخدم الحمام ريثما اطلب الطعام
- شكرا لك عزيزتي
واتجه الى الحمام اما مارسي فرفعت السماعه لتطلب العشاء ولكنها في الوقت نفسه راقبت بطرف عينها بلايك وهو يتحسس طريقة نحو الكرسي حيث خلع
سترتة ..ثم فك ربطة عنقه ..اعادت مارسي السماعه مكانها تتمتع بمنظرة ولكن خفقات قلبها تضاعفت فقربها منه يؤثر فيها دائما
- لم ننه حديثناً مارسي ..ذلك لاتفكري في انني مغادر مع كارل حين يريد الذهاب
- ولماذا افكر في ذلك ؟فأنا على العكس اريد ان تبقى !
شعرت بالرضى لانها رأت اصابع يديه تتحول الى بيضاء وهو يشد على ظهر الكرسي
- تركت حقيبة في مكتبي بالامس ولقد حملتها اليك انها في الخزانة ..ومادمت ترفضين مغادرة نايروبي فلماذا حضرت تلك الحقيبة ؟
- عندما قصدتك بالامس املت ان نتناول العشاء في فندق لنرقص ونتكلم ولنمضي بعد ذلك ليلتنا فيه
قبل ان يرد عاد كارل الى الغرفة مشمراً عن ساعدية ..عرفت مارسي من خلال ملامح وجه بلايك ان ما قالته هو اخر شيء توقع سماعه ..
ردتها كلمات كارل الى الحاضر"هل اخبرت مارسيلا بما اكتشفناه ؟"
ساد صمت قصير "لا لم اخبرها"
ارتفع حاجبا كارل الكثيفين بتساؤل واضح اما بلايك فأردف سائلا
- هل تمكنت من الاستماع الى تسجيل ماكماهون؟
- فعلت اكثر من هذا ..اسمعتها للجنة التحقيق قبل مجيئي الى الفندق
كانت عيناه الرماديتان تشعان اثارة وهو يجلس في مقعد قبالة مارسي واكمل
- اتضح كل شيء بأسرع مما توقعت الفضل يعود اليك مارسيلا ..متاعب بلايك على وشك الانتهاء
مالت الى الامام وعلى وجهها ذهول
- وماذا فعلت ؟
- اخبرها بلايك ..على اي حال لولا المعلومات التي ذكرتها امامك لظللنا في ضلالنا اسابيع اخرى
بدا لها من تعبير وجهه المضطرب انه لايحبذ فكرة شرح شيء لها ..
اخيرا قال
- هل تذكرين حديثنا عن ريتشي ليلة امس لقد اخبرتني في خضم الموضوع عن طفله الذي فقده وماان قلت ان الحادثه وقعت منذ سنتين
حتى برق شيء مافي ذاكرتي فقررت الاتصال بلوسي في "بيرث"
احنت مارسي رأيها منتظرة بقية القصه في ترقب وانقطاع انفاس
- لم تكوني فقط صادقه في كل ماقلته عن ريتشي بل اكتشفت كذلك لما تركته لوسي ..لقد تشاجرا بمرارة بسبب ابتزاز غرانت
يونغ له هذا اضافة الى ماهو اهم ..خسارة الطفل من لوسي فتركت نايروبي فترة للتجربة ولتوضيح الامور
دارت عيناها ذهولاً
- ابتزاز ؟غرانت يبتز ريتشي ؟
مرر يديه في شعره قلقا وكأنه يجد صعوبة في الاعتراف
- قوانيني في الشركة صارمة جدا مارسي ..ممنوع العبث خلال دوام العمل في احدى الامسيات منذ سنتين خرج ريتشي ساخطاً لانه علم بأن
الجنين قد اسقط وكان ان قضى الليل ساهرا في احدى الحانات ولكن الوقت لم يكن جزء من دوام العمل بل حدث امر طارئ في المنجم
استدعى وجود رئيس المهندسين لانني يومذاك كنت في لندن ويبدو ان غرانت وجده في الحانة فلما اخبره بما جرى سارع ريتشي لحل المعضله
على الرغم ممايعانيه ثم حدث ان فاجأ غرانت يونغ في مكاتب الشركة يطلع على بعض الخرائط التي لادخل له فيها ..وكانت خرائط منجم "نايفانا"
الذي لايحق لأحد الوصول اليه الا لي ولريتشي عندما واجهه ريتشي سارع غرانت يهدده بفضح امره امامي واخباري بالمكان الذي وجده
فيه ليلة الحادث الطارئ وكان يعلم انني سأطردة ان عرفت ..او آمن انني سأطرده
اتضح لمارسي كل شيء ..
اردف بلايك "لم يبلغ ريتشي عن غرانت ولكنه اخبر لوسي بما حدث فتوسلت اليه ان يبلغني "
- وهل فعل ؟
- لا ..كان خائفاً جداً
يعرف كلاهما سبب خوفه
- ولم يخبرني عن الليلة التي ارسله فيها غرانت في مهمة فاشلة لا وجود لها ليلة احتراق منزل المزرعه
- ان هذا لرهيب بالنسبة لريتشي
- هذا صحيح ..بعد ذلك بدا غرانت يثير الشكوك حول تصرفات ريتشي وانتشرت الشائعات كالنار في الهشيم
اضافت مارسي "وهو بريء من كل التهم"
دفع بلايك نفسه بعيدا عن الطاولة وعلى وجهه العذاب
- عرفت لوسي مايجري وتوسلت الى ريتشي ان يتقدم إلي ولكنه رفض ..لانه شعر بأنه لو راقب غرانت عن كثب لضبطه بالجرم المشهود
- آه ! بلايك ..ياللرجل المسكين
هز رأسه "ادعى غرانت ان ريتشي تحرش بزوجته فال وكان ان صدقته كالغبي "
- كما صدقت انه تحرش بي ..ياللمأساة
نهض بلايك عن الطاولة وتمسك بالكرسي يسند نفسه واكمل
- عندما حان وقت الترقيه رقيت غرانت واعطيته منصب رئيس المهندسين ووضعت ريتشي تحت الاختبار بعدما اخفضت درجته
حتى يبرهن عن جدراته مره اخرى غضبت لوسي منه في ذلك الوقت لانه يرفض ان يفعل مايساعد نفسه ..وهددت بتركه على امل ان يدفعه
هذا الى التحرك ..ولكنه رفض لانه امل ان تنتصر الحقيقه في النهاية
تهدج صوته بالعاطفه ..فصاحت مارسي متهللة فرحا "ولقد انتصرت!"
ادار رأسه اليها
- انما لم يحدث النصر بدون عواقب
- شعر ريتشي على الارجح بالاحباط وظن ان لوسي ستكون افضل حالاً بدونه
- هذه كلمات لوسي بالضبط ..انت امرأه سريعة البديهة مارسي
ضحكت بحزن "لست سريغة البديهه ولكنني من خلال خبرتي بالحياة تبين لي ان الناس يميلون الى الهرب وقت الشدة"
التقت عيناها بعيني كارل الذي كان شاهدا صامتا فترة طويلة
جعلت طرقة مرتفعه على الباب بلايك يرد قبل ان تتمكن مارسي من الوقوف ادخل احد السقاة العشاء ثم راحت تراقب مارسي بلايك
وهو يكرة الرجل ويرافقه الى الخارج ان زوجها يتصرف كرجل مبصر وبدا لها انه قد يتكيف مع عالمة ..لو تزول نوبات الصداع
تمتم كارل وهو يصب العصير في اقداح طويلة الساق
- يبدو لي الطعام لذيذا ..الجميل في الامر مارسي ان لوسي سمحت لبلايك ان يسجل مكالمتهما ..وهي ستعود الى نايروبي لتشهد في الجلسة الرسميه
- هذا رائع ..ايعرف ريتشي هذا ؟
تمتم بلايك
- يعرف .. فقد امضينا الليل كله في الحديث وكان ان تصالحنا ..ويجب ان اشكرك على هذا مارسي ..وعلى ماهو اهم من هذا ..
من الواضح ان حقدا ترعرع في نفس غرانت منذ بضع سنوات ..لقد قلبت كل شيء رأساً على عقب حين دافعت عن ريتشي
وعندئذ عرفت بغيرة غرانت المرضية مني
أنت تقرأ
لو كنت حبيبي
Romanceلو كنت حبيبي ربيكا ونترز روايات احلام القديمه العنوان الاصلي للرواية Blind to Love Rebecca Winters الملخص هل هذا هو الرجل الذي تزوجته ؟ بالنسبه لمارسي نعم ,فمازال بلايك الحبيب الوحيد الذي يخفق له قلبها ,ولن ترضى بغيرة شريكا للعمر لكن بلايك يعيش...