- الامل الصريع
ترتفع هضبة "ما"تسعة آلاف قدم عن سطح البحر وتقع المزرعه على مستوى ستة آلاف قدم حيث الهواء اقل كثافه
مرت بضع غيمات بيضاء فوق الرؤوس ومع ذلك كان صباحا جميلا منعشا
ماان اقترب اللاندروفر من جهته حتى لاحظت مارسي غياب القرى وظهور مساحات من الغابات الخضراء والواسعه
رفعت مارسي رأسها عن كتف بلايك العريضه لتتأمل قسمات وجهه الشبيهه بملامح الصقر ..كان يغط في النوم مسندا رأسه الى ظهر المقعد ..ادركت من خلال الظلال السوداء تحت جفنيه انه تقلب في فراشه قلقا طوال الليل
كما حصل لها ..بدا لها ضعيفا معرضا للاخطار
احست بالسعاده لانه بقربها كما تريد وتشتهي فاستقرت عيناها على يديها المتشابكتين قرب خصره فهو في منامه لم يترك يدها
بدت مرارة الليله السابقه متلاشيه ولكنها تعلم ان ماتراه الان مؤقتا
استيقظ بلايك حين انعطف غرانت في منعطف حاد شدت مارسي على يده ونظرت الى الخارج حيث الحقول المزروعه
وحيث الاشجار المزهره اقتربت السياره فرأت منزلاً ابيض كالثلج مبنيا على الطراز الهولندي
ذكرها المنزل بمخازن الغلال التي تشاهدها في هامبشاير في انجلترا وشرح لها بلايك ان مزارعا هولنديا جاء الى كينيا في اواخر
القرن التاسع عشر ودمج بين منزل المزرعه المحلي الطراز المؤلف من طابق واحد مع الطراز "الامستردامي"كان السقف
المثلث رائعا ..اما ماوراء المنزل فشاهدت ابنيه محاطة بزهور برية
صاحت عندما اوقف غرانت السياره
- يالجماله الباهر !
ابعد بلايك قبضته عنها فترجلت من السياره لتشاهد مملكتها الجديده
سحبت انفاسا عميقه "آه بلايك لم اعرف انه بهذا الجمال "
استرعى نظرها نافذه تواجه الغرب بزجاجها المشبوك بالحديد حيث كانت ستائر حريريه تتطاير منها الى الخارج ..لاشك ان بلايك
انجز الكثير منذ خطوبتهما ..غمرتها موجة جديده من الحب ..وسعت عيناها الى زوجها ولكنه كان مشغولاً في مساعدة غرانت على
حمل الحقائب
بقيت مارسي حيث هي بلا حراك تنعم بتأمل وجه هذا الرجل الطويل الاسمر ذي السلطه المتأصله في نفسه جالت عيناها عليه متلهفه
الى وجهه الحبيب
قالت وهي تلتقط بعض المؤن من مؤخرة السياره
- لااقوى صبرا على رؤية الداخل
كانت تتضور شوقا الى ضمه بين ذراعيها ومع ذلك لم تجرؤ ..لقد اشعرها مايقوم به لمساعدة غرانت بالرضى ..لم تكن راغبة في
التدخل او التأثير في تقدمه خاصه امام رجل اخر ..وان لم تكن عيناها تخدعانها بدا انه يتحرك بتصميم كان يفتقر اليه بالامس
ربما يتبنى هذا الجو من الثقه بالنفس امام غرانت ..لكن النتائج رائعه ..
- مارسي ؟
توقف بلايك في الشرفه عند المدخل
- هل تعذريني ان تركتك لأتكلم مع غرانت على انفراد قبل ان يعود الى نيروبي ؟اعدك الا نطيل الحديث
تقدمت اليع تعانقه بقسوة
- لاتقلق علي ..اموت شوقا الى رؤية المنزل
ظهر غرانت في اللحظه التي كاد فيها بلايك يواجه مارسي التي ابتسمت للرجل
- شكرا لك لانك اوصلتنا الى هنا سيد يونغ ..لاتعرف مدى امتناني لوصولي الى منزلي ..والان سأترككما لتتحدثا عن الاعمال ..
رفعت نفسها على اطراف اصابعها لتقبل زوجها بخفه
- ارجو ان تناديني غرانت سيدة سايمور فنحن لانستخدم الرسميات في هذا المكان سنرسل انا وزوجتي لكما دعوة للعشاء في
وقت قريب ..هذا ان كان يرغب بلايك في مشاركتك
التفتت مارسي الى زوجها "سنترقب الدعوة بسرور اليس كذلك بلايك ؟"
رد بلايك "فال طاهيه ماهرة "
ضغطت مارسي يد زوجها واكملت المسير الى داخل المنزل
كان اول مالفت نظرها مساحة المنزل الواسعه والجدران البيضاء التي برزت بسبب الخشب الاسود الرائع ان هذا الديكور هو ما
خططت له مع بلايك ولكن الواقع فاق الخيال
تقع الردهه الاساسيه قرب غرفة الجلوس والمكتبه اما الى جهة اليمين فهناك غرفة الطعام التي يقع خلفها
المطبخ واما غرف النوم فكانت في الخلف
عرفت مارسي ان بلايك قلب الارض رأسا على عقب ليطلي الجدران بهذه السرعه ..كانت غرفة النوم الوحيدة المعدة للسكن
غرغتهما احست بإثاره كبيره وهي تتصور الداخل مكتملا واغرورقت عيناها بالدمع فلكم اشتاقت الى هذه اللحظه ..
شعرت بانفعال شديد وهي تجر حقيبتها الصغيره الى غرفة النوم الرئيسيه ..كان للغرفه ستائر من الحرير المخرم على الطراز
السويسري وهذا دليل على انه كان مهتما بها حتى قبل وقت طويل من اعلان الخطوبه ففي احد الايام ذكرت انها تحب هذا النوع من القماش
وهاهي تراه معلقا امامها
غرقت في السرير المزدوج تنظر بذهول الى ماحولها تنظر الى الخزانه الكبيره ذات الاقسام الاربعه والى طاولة الزينه المثبته الى الجدران
والى البساط الافريقي الاصلي الذي اختاره بلايك اخضر زاهيا
لفت نظرها صوره على طاولة الزينه انها احدى الصور التي التقطها لها عندما زارها في "لوزان"..كانت تقف تحت قنطره جرمانيه
في "شانو دوشيلون "يومذاك كان شعرها الاسود طويلا وفي ذاك اليوم طلب يدها ..لدى مارسي دزينه من الصور المفضله
لديها لبلايك تريد ان تضيفها الى تلك التي على طاولة الزينه
فاجأتها غرفة النوم الاخرى ..فالجدران بحاجه الى اصلاح فهناك اثار حريق لاتعرف متى وقع ..لقد اشترى بلايك المنزل والمزرعه
عندما قدم الى كينيا ولكنه لم يباشر بالاصلاحات قبل ان يطلب يدها ..فكان ان بقي المنزل فارغا لعدة سنوات
عرفت ان المطبخ سيكون مكانها المفضل ففيه موقد ضخم مكسو بالسيراميك وكسوة خزفيه اصليه زرقاء تغطي احد الجدران
منظرها جذاب بحيث تبدو اشبه بحي من احياء امستردام
نظرت من النوافذ المقنطره الى مشهد خلاب هو لأشجار الفاكهه المزهره الممتده على مد البصر ..لقد عثر بلايك على جنته
في هذا المكان وقرر ان تشاركه اياه سحبت نفسا عميقا ثم نظرت لترى ما يمكن ان تفعله بدايه كان غرانت قد ادخل الصناديق
المحتويه على الاطعمه المعلبه
جهز المطبخ بإمدادات صحيه جديده وصقلت الارض الخشبيه حتى اصبح لونها اصفر ضاربا للحمره فكرت في ان بلايك
كان يسعى الى الكمال لقد اوجد غرفة مجهزه بأكفأ المعدات ثم اعاد اليها الدفء والحراره والسحر الذي كان قد صممه مالكها الاول ..
يالسخرية القدر ! كيف لرجل يملك هذا الذوق الفني الرفيع ان يفقد بصره ..
عندما افرغت مارسي محتويات الصناديق كان الوقت قد اصبح ظهرا ولانها املت ان يكون بلايك قد استعاد شهيته
بدات بتحضير الغداء ثم تقدمت الى المكتبه بحثا عن الرجلين لاشك غرانت بحاجه الى الطعام قبل عودته الى نايروبي ..لكن
حينما وصلت الى الردهه الاماميه سمعت صوت محرك اللاندروفر وكان بلايك على وشك اقفال الباب الامامي
- بلايك كنت قادمه لأقول لكما ان الغداء جاهز
اجفله صوتها "عليه العودة بسرعه ..وهانحن الان وحدنا مارسي"
في صوته ماارسل قشعريرة خوف الى ظهرها ..فقد اختفى المحب المتودد الذي كان في الصباح ..
قالت "اخشى الا يكون الغداء مثيرا للاهتمام ..ولكنني اعد بأن انصفك في وجبة المساء"
حين لم يرد ارتدت على عقبيها عائده الى المطبخ فلحق بها متحسسا الجدران وهناك في المطبخ وجد كرسيا جلس عليه
حركت طبقا من الطعام امامه قائله
- استخدمت ماتبقى من اللحم المعلب الذي اكلت منه بالامس اظنه لن يروقك
- لااهتم بما اكله ..اعرف انك طباخه ماهره فتوقفي عن اللف والدوران
ابتعلت ردا حادا حين راته يلتقط سندويشا بدا يلتهمه ولم يلتهمه فقط بل بدا مستمتعا به يأكله بشهيه واضحه وكانت قد بدأت تتساءل
كم سيقوى على البقاء بدون طعام
سألت تفتح الحديث معه "هل انهيت وغرانت بعض الاعمال؟"
- لسوء الحظ لا ..وجد انك اهم من العمل فلم ينفك عن ذكرك
سحبت نفسا عميقا "لماذا لم تخبره بزواجك ؟فقد وضعه عدم اطلاعه على الامر في موقف حرج"
وضع الشوكه من يده ..
- لقد تم الزواج كما تعلمين بسرعه بحيث يصعب علي اخبار الجميع واضيفي الى ذلك
انني كنت اريد تقديمك الى كافة الموظفين في هذا الموضوع
نظرت مارسي الى زوجها غير قادره على فهم مزاجه
- كل شيء جميل هنا لاأكاد اصدق عيني
قست قسمات وجهه
- وفري هذا مارسي ..الان بعدما زالت الخطوات التمهيديه من الطريق اريد محادثتك ولكنني قبل ذلك اريد وعداً بالا تقاطعيني حتى انتهي
- لك وعدي ..
قال بصوت كئيب "آمل ان تلتزمي به لانني اخشى الا يعجبك ما سأقول ..حين وصلت الى غرفتي في المستشفى
يوم امس كنت على وشك ان اخنقك بيدي الاثنتين "
جعلها الحقد في صوته ترتجف ونظرت الى طبقها الفارغ ..كيف له ان يتغير من محب الى مبغض بهذه السرعه ؟
- صدقتك حين قلت انك لم تستلمي رسالتي ..مع انني اعتقد ان الرساله ماكانت ستؤثر فيك بل كنت ستقلبين الدنيا رأسا على عقب
حتى تتكلمي إلي
اكمل بلهجه ساخرة كريهه "كان مجيئك الى المستشفى بهذه الطريقه سببا في خلق المزيد من الخطر عليك وعلي وعلى شركتي"
رفعت رأسها عاليا "ماذا؟"
- لقد وعدتني
ارتجف جسم مارسي ولم يتوقف عن الارتجاف
ابعد بلايك نفسه عن الطاوله ثم عقد ذراعيه على صدره
- لدي عدو مارسي ..شخص من الشركه يحاول تدميري ولربما نجح هذا كان انهيار المنجم تخريبا مقصودا اما نتائجه فقتيلان
وفقداني البصر
لم تحرك مارسي عضلة من جسمها ..لكن ماتسمعه جعل عينيها بحيرتين من الحبر الارجواني
- عقد وصولك الامور لانه اصبح بمقدور عدوي استخدامك هدفا ومن المؤسف ان غرانت اتصل بالطبيب هذا الصباح ليسأل عن
حالتي فعرف بوصول زوجتي ..لاشك الان ان الخبر قد انتشر في ارجاء نايروبي بما انني اعرفك انك شاهدت غرفة النوم الخلفيه
..لقد اشعل احدهم فيها النار قبل زواجنا بليلة وكان الحريق احد الاسباب التي قطعت علينا شهر العسل عزوت الحريق الى احد عمال
البستان الناقمين ولكنني لم اشأ ان اخاطر بتكرار ماحدث بعد وصولك للسكن هنا املت ان اصلح الغرفه قبل ان اقبض على الفاعل
ولكننا كنا نواجه مشاكل في المنجم في الوقت نفسه وتفاقمت المشاكل اما الباقي فتعرفينه
توقف هنيهه عن الكلام ثم اردف
- عندما تقع كارثة المنجم يجتمع مجلس للتحقيق في الامر وان اثبتوا ان السبب الاهمال سحبوا رخصة الشركة فأن حدث هذا
حرمت من العمل في كينيا بل حرمت من العمل في القارة الافريقيه كلها
سمعته يتنهد تنهيده عميقه تثير الشفقه
- عندما فقدت بصري اتضح لي انني المستهدف ومما لاشك فيه ان المسؤول عن اصابتي مسرور بما جرى لي ولكن مالايعرفه
هو والجماعه التي تدعمه انني انوي محاربتهم ..لدي شركة ضخمه تعيل مئات العائلات الذين لن اخذلهم مادام في رمق من حياة
ان هذا النوع من الحوادث يمهر المناجم بسمعه سيئه في كينيا
تأملت مارسي زوجها مذهوله بما تسمع لم يكن لديها فكرة عن هذا ..ابدا
نظر اليها وكأنه يراها فعلا وقال "ليتني لم اتزوجك"
كان صوته قاسيا وخاليا من الادعاء
- اريد ابطال الزواج في اسرع وقت ممكن ولكنني الان اريد منك خدمه اولاً
ساد الصمت الغرفه للحظات طويله فقد شتت موقفه البائس احلامها الورديه وخدر جسمها بحيث لم تستطع الكلام
- مارسي ؟
نبض عرق صغير في زواية فمه
سحبت نفسا عميقا "طلبت الا اقاطعك"
- لقد اتصلت بكارل هيريون من المستشفى حالما استطعت التفكير بوضوح ووافق على ايقاف اعماله حتى يأتي الى هنا ليمثلني
- شكرا لله !
لم تتمكن من منع نفسها عن الكلام ..فإذا كان هناك من يستطيع مساعدة بلايك فهو كارل الذي يكبر زوجها بعشرين سنه
والذي كان اشبين زواجهما
- ليست الاستعانه بكارل ضمانه مارسي ولكنه الشخص الوحيد الذي اثق به والذي يقدر على تفسير هذا الكابوس ولقد تحادثنا
اكثر من مره هاتفيا وخططنا لما سنفعل ..ولكن وصولك غير مجرى الامور ..
صمت وكأنه يبحث عن الكلمات المناسبه
- ماكان يعرف احد بأمر زواجنا وكان في نيتي اقامة حفل استقبال رسمي لإعلان الزواج بعد عودتنا من شهر العسل ولكن الحادثه
اوقفت كل شيء ..ولم اشأ ان يعرف مخلوق انني متزوج لان من يريد بي سوءا قد يستغلك وسيلة للانتقام مني ..فالزوجه
تجعل الرجل ضعيفا ونظرا للظروف لم ارغب في مجيئك وذلك من اجلك ومن اجلي
فهمت مارسي امورا كثيره ولم تستطع البقاء جالسه فوقفت على قدميها
- هل شرحت لي هذا كله في رسالتك؟
- اجل انما بشكل مقتضب
- انت تعني بكلمات اخرى ان وصولي الى هنا وضع في ايديهم سوطا اخر
واختنق صوتها فهي بحاجه الى المزيد من الوقت لتنظر الى الموقف من هذا المنظور الجدي
دعك مؤخرة عنقه "بالضبط بعدما اويت الى فراشك ليلة امس اتصلت بكارل لأعلمه بوصولك ووافق على ان السر
قد انكشف ثم اقترح علي تغيير الخطة "
حبست مارسي انفاسها :ماذا يقول؟
- لوعدت الى لندن الان لساءت الامور ولشاع بين الناس ان زوجتي هربت مني عندما علمت بأن الخطر يحدق بي
واشاعة كهذه ستقع على رأسي كالكارثه اذ ستقوم جبهه متحدة عائليه على بث النقمه في نفوس العائلات التي تعتمد علي
فللزوجه تأثير كبير في زوجها
- لم اقصد تعقيد مشاكلك
نهض عن الكرسي ليتقدم الى الامام
- ماحصل حصل ولكن مايساعدني في هذه المرحله ان لااحد سوى كارل يعرف انني اشك في مؤامره تحاك ضدي وان ظل وعدي
على جهله هذا لاستطاع كارل القيام ببعض التحقيقات الخاصه
التفت اصابعه على قبضة السكين
- وهذا يقتضي منا الاستقرار والتنعم بالزواج ..علي ان امثل دور العريس المفتون امام الجميع انني لااحمل هما خاصه وان بين
ذراعي احمل عروسي ..سيكون زواجنا اسميا فقط مارسي غير انه لن يعرف احد سوانا وسوى كارل بذلك
تصاعدت المرارة الى حلقها
- طبعا
ضاقت عيناه "في الاسبوع القادم يصل كارل الذي سيكون ضيفا علينا هنا في المزرعه"
نظرت مارسي امامها مباشرة "فهمت"
- ستكثر التساؤلات لو ظهرت في المكتب وبقيت انت هنا في المزرعه ..غرانت يعرف اننا هنا وحدنا ومن رنة صوته اعرف التأثير
الذي تركه وجودك فيه هو عادة غير هادئ هكذا لقد قال لي انه لو كان لدي عقل لبقيت معك هنا في سبات عميق ..بعد ساعه سيعلم
من في المكتب انني استمتع بشهر العسل ان القرار الان قرارك ..فهل مااطلبه منك كثير علي مارسي؟
ارادت ان تصيح :اجل !
انه يجلس هنا قريبا منها وبعيدا عنها في آن واحد فكيف تتحمل ذلك ؟اتحبه الى درجة التضحيه بحاجاتها الشخصيه ؟
ارتجفت شفتاها وهي تحاول ايجاد الكلمات المناسبه ..ألم تكن راغبه في ان تكون زوجته تحت اية ظروف ؟
اتسخر منها الاقدار الان ؟
نظرت مارسي الى الرجل الذي يملك قلبها في راحة يده وتصاعدت المشاعر في صدرها بسبب ماترى على وجهه من كآبه سوداء
..هل الوقت كفيل بتحطيم مقاومته ؟لقد احبها حبا كبيرا دفعه الى الزواج بها
- افهم ان امامك شركة تفكر فيها ..والان بعدما شرحت لي الامور انا مستعده لتقديم يد العون
تعالى صدره متنفسا الصعداء
- شكرا لك مارسي ..سأتخذ الاحتياطات اللازمه لحمايتك وعندما ينتهي الامر سأعوضك عن كل شيء
اوشكت ان تقول له ان هناك طريقة واحدة للتعريض عليها ولكنها قالت
- والان هل تسمح لي بالاستحمام ؟
- سيكون هذا المنزل منزلك مادمت فيه افعلي فيه ماشئت لذا لا داعي الى استئذاني في شيء انما هناك شيء واحد اطلبه منك
ارتفع رأس مارسي وهو يمد يده الى جيب قميصه
- من المهم ان يظهر زواجنا حقيقا لذا فانا مضطر الى وضع هذين الخاتمين في اصبعك ..
ووضعهما على الطاوله
- انا في المكتبه ان احتجتني
وترك المطبخ متلمسا طريقه بواسطة الجدرا
التقط الحجر الكريم اشعة الشمس فتشظى منه على السقف آلاف اقواس قزح ..فهمت الان سبب تمسك بلايك بيدها اليسرى طوال
الطريق الى المزرعه ..فهو لم يجرؤ على ان يلاحظ غرانت وضع علاقتها على حقيقتها
فتحت مارسي يدها ودست الخاتمين في مكانهما ..لقد سبق ان ندمت على تصرفها في الليله السابقه ..ولو كان لها ماارادت لما خلعتهما ابدا
بعد غسل الصحون سارعت الى الحمام المحلق بغرفة نومهما فاستحمت بسرعه ..ثم راحت تجفف جسمها بالمنشفه وبعد ذلك ارتدت جينزا
وقميصا قطنيا ثم مالبثت ان ابعدت شعرها عن عينيها فضفرته ثم رمته على كتفها ..
امضت جزءا من العصر في توزيع الحقائب وفي تعليق الثياب في الخزانه ماان انتهت من تفريغ اغراضها حتى توجهت الى المطبخ
لتعد عشاءً خاصاً كانت تحس براحه لان بلايك موجود على بعد امتار منها لا على بعد آلاف الاميال في قاره اخرى
فكرت ان كارل لن يستطيع الوصول الى هنا بالسرعه المطلوبه ..وبلايك يحتاج الى مساعدة يائسه ..كانت سعيده لان غرانت يونغ
يدعمه لكنها فكرت لماذا لم يأت على ذكر ريتشي شادويك وهو احد المديرين الاخرين من الشركة تعود صداقتهما الى مقاعد الدراسه الجامعيه
التقت مارسي مره في لندن ريتشي في حفله اقيمت في منزل عائلة سايمور ويومذاك رات ان صداقة الرجلين حميمه ..ومع ذلك
طلب بلايك من كارل ان يكون شاهد زواجه الاول وحين سألته عن سبب هذا الاختيار قال لها ان ريتشي لايستطيع المجيء وقتذاك لم
يرضها الرد المبهم ولكنها كانت مشغوله بحيث لم تعلق على الامر أما الان وبعد ان استقرا في المزرعه فقد تجد الفرصه المناسبه لتسأل
بلايك عن ريتشي
ارتدت للعشاء فستانا من اللينو الاصفر الخفيف الوزن وسرحت شعرها فوق كتف واحد ثم وضعت القرط الذهبي الذ اهداها اياه في العام
السابق تعلم انه لايستطيع رؤيتها ولكنها تشعر بأنها افضل حالاً عندما تكون انيقة
- بلايك ...؟العشاء جاهز
كان يجلس على كرسي دوار وراء مكتبه الضخم يسجل صوته على آلة تسجيل
- لااهتم كثيرا بالطعام ..تناولي العشاء بدوني
قالت بإصرار "انه عشاء خفيف ,وانت بحاجه للراحه
فرك عينيه براحتيه ..وبدا متعبا "انتظر مكالمه هامة"
- انتظرها في المطبخ ..سأخرج صينية الطعام من الفرن فلا تتأخر
ارتدت على عقبيها خارجه وراحت تترقب قدومه
كانت السلطة الخضراء مع الخل والثوم جاهزه في البراد اضافة الى ابريق من عصير الاناناس بعد اخراجها لصينية الطعام من الفرن
خرجت الى الحديقه لتقطف باقة من الزهور البرية وضعتها بكل اناقة في مزهريه من البورسلان الابيض
مرت الداقائق فشعرت بأن البهجه التي اعتملت قلبها في وقت سابق قد خبت بعد ان بدأت بتناول السلطه وحيده
عندما ظهر بلايك فجأه في المطبخ خفق قلبها خفقات سريعة لقد قرر اخيرا الانضمام اليها وليس عليها الا ان تمنع نفسها من الوثوب
عليه لاحتضانه
قال وهو يجلس في الكرسي الذي استخدمه وقت الغداء
- لقد وضعت الزهور على الطاوله اشم رائحة النعناع البري
- اجل ..والاضاليا والبتونيا كذلك المنثور والحبق ..اوه ..بلايك ..هناك مكان رائع لزراعة الاعشاب خارج نافذة المطبخ وسيكون
الزرع بهجه لنفسي
تمتم يلتقط شوكته "تبدين سعيده مارسي"
لكن نظره مضطربه كانت تتقاطع على وجهه
- ولماذا لا اكون سعيده ؟لقد حولت الحديقه الى مكان يخطف الاعجاب لااستغرب سبب عدم رغبتك في العودة الى انجلترا ..
لااقوى صبرا على استكشاف الاملاك ..دعنا نخرج في نزهه على ظهور الخيل في الصباح
ابتلع اول لقمة من الطعام ثم قال "هذا مستحيل"
- لماذا ؟قال الطبيب هارمان انك في صحه جيده وانك قادر على متابعة نشاطك العادي ..اضف الى ذلك اشتياق جوادك "ديابلو"
اليك انا واثقه انه بحاجه الى التمرين ..
شد على شفتيه حتى اصبحتا خطا رفيعا وعادت الى وجهه نظرة التشتت والضياع
- يعتني مدير المزرعه بالخيول مارسي ..ان كنت ترغبين في التنزه فخذي السياره الجيب وقوديها على الطرق
المتشابكه بين بساتين البرتقال
- لكنني افضل ركوب الخيل سأطلب تحضير "ديابلو"
- ديابلو شرس جدا ..
- اذن رافقني على ان اركب على الجواد امامك ألم تفعل ذلك عشرات المرات ..سنسير ببطء هل هذا الطلب صعب؟
ساد صمت مطبق قبل ان يمد يده الى كوب العصير ويشمه وقال معلقا
- توقعت عصير البرتقال فيس لدينا اناناس
-وجدت علبه اناناس بين المعلبات فأردت ان اقدمها مع الطعام احتفاء بأول عشاء نتعشاه بمفردنا في منزلنا الجديد
التمع خداه بحمره قاتمه
- كما قلت لك سابقا انت موهوبه في المطبخ .. كل شيء لذيذ كالعادة
دفعت طبقها الذي لم تنهه بعد
- شكرا لك ..اتحب ان تصغي الى بعض الموسيقى بعد العشاء ؟
حملت معي شريطا مسجلا لكونسرتو براهمز ..واظنك ستحب عزف غرافمان لها
- ليس الليله مارسي
هبت عن المائده قائله بلهجه خفيفه "ماذا تريد ان تتناول بعد العشاء؟التين ام المانغا؟
- لااريد شيئا لي
نظرت الى كوب قهوته الفارغ ثم تقدمت اليه لتملأه من جديد تدلى عن غير قصد منها شعرها فلامس خده عندئذ سمعت تسارع انفاسه
قبل ان يقف فجأه على غير توقع ليرمي فوطة المائده على الطاوله فانسكب كوب العصير ..وقال متمتماً
- تصبحين على خير
اصطدمت كتفه في غمرة عجلته بإطار الباب فراح يشتم بعد انتهاء غسل الصحون مرت مارسي بالمكتبه ووجدت ماكانت تخشاه الاريكه المواجهه
لمكتبه معدة كفراش ربما ساعده مدير المزرعه في تحضيرها كان مستلقيا تحت الغطاء وان لم يكن نائما فقد تظاهر بأنه نائم
تابعت المسير على رؤوس اصابعها الى غرفتهما وحضرت الفراش ألن يتنازل ابدا يتركها تقدم له يد المساعده
..ألن يتركها تمنحه الراجه التي تتمنى ان تمطره بها ؟بللت الدموع الساخنه وسادتها ..يالسخريه الاقدار التي جعلتها تنتظر ثلاث سنوات لتصبح
زوجته ثم تجد نفسها بعد تلك المدة وذاك الانتظار وحيده في فراشه تحس بفراغ وضياع لم يسبق ان شعرت بمثلهما قط* * *
أنت تقرأ
لو كنت حبيبي
Romanceلو كنت حبيبي ربيكا ونترز روايات احلام القديمه العنوان الاصلي للرواية Blind to Love Rebecca Winters الملخص هل هذا هو الرجل الذي تزوجته ؟ بالنسبه لمارسي نعم ,فمازال بلايك الحبيب الوحيد الذي يخفق له قلبها ,ولن ترضى بغيرة شريكا للعمر لكن بلايك يعيش...