15. موعد مع متشكك

116 25 70
                                    

|هل تريدون مكافأة؟ اضغطوا النجمة وستحصلون على شكر من واتباد نفسه ومني ★|

مر وقت طويل وهي تجلس في الحديقة تحت مبناها مانعة -دون فائدة تذكر- دموعها من الانسكاب. شعرت بأن العودة للشقة ستكون كالحبس في السجن مع مشاعرها المتهيجة ولم ترغب بأن تزعج الجيران عندما تأتيها الرغبة لتحطيم كل شيء تملكه. لأن هذه الرغبة بالتأكيد ستأتيها.

اهتز هاتفها وأضاءت شاشته بصورة تجنبت النظر لها وتجاهلت المكالمة مجددا. توقف الاهتزاز بعد مدة ظهر بعدها على شاشة هاتفها سبع مكالمات فائتة، كلها من ماثيو. لابد أن أبريانا أخبرته بأنها اعترفت بخيانتيهما. لابد أنه غاضب ويحطم كل شيء حوله، الشيء الذي كانت لتفعله لولا وجودها في حديقة وعدم قدرتها على تحطيم المقعد الذي تجلس عليه.

فكرت بأن استسلامها غريب، ثم فكرت بأبريانا وهي تحاول الإفساد بينهما هي وماثيو. كان يجب أن تعرف. كل هذا الكره الذي حدث فجأة بينهما وصدمها عندما استيقظت. كان يجب أن تحزر. ربما هذا سبب استسلامها؛ لأنها تلوم نفسها على عدم ملاحظة الأمر مسبقا.

تجاهل ماثيو لها في البداية ورغبته بوقت مستقطع من علاقتهما. إذلال أبريانا لماثيو في كل فرصة ممكنة. انزعاج ماثيو من تدخل أبريانا بإيفانجلين. خوف ماثيو من والديها. ومن يدري؟ لعلهما شكا بإخلاصه وقررا إذلاله عندما تناول العشاء معها ومع عائلتها.

هبت ريح قوية حركت شعرها القصير وحجبت رؤيتها. أزالت عن عينيها ورفعت هاتفها لتفقد الوقت فرأت عينيها ذات العدسات البنية. العدسات التي وضعتها لكي تقنع ماثيو بأنها لن تتغير...

وضعت سبابتها داخل عينها وأخرجت العدسة الأولى. رمتها على الأرض وألحقت بها الثانية. زفرت ونظرت لعينيها من جديد. زرقاوان. اللون ليس بشعا لهذه الدرجة وهو يليق بها. ربما حان وقت التغيير. انتشرت قشعريرة على طول جسدها من مجرد التفكير بالأمر.

ظهر خلفها شخص ينظر إليها عبر شاشة هاتفها. استدارت نحوه ببطء واسترخت. ليس شخصا يريد قتلها. زفرت وذكرت نفسها أن تنتبه أكثر بما أنها هدف للخاتم الفضي.

"عدسات جميلة،" قال وجلس بجانبها واضعا قرب قدميه حقائب بقالة. "أم هل أقول عينان جميلتان؟"

"أهلا رايموند." جلست متجهة للأمام ومتجنبة النظر له، وحرصت على وضع يديها في جيوبها حتى لا ينتبه.

"تبدين مكتئبة. كيف أستطيع مساعدتك؟" قال بلطف.

رفعت كتفيها طويلا ثم زفرت. "لا أعرف."

"إذن سأفعل هذا دون مساعدتك."

نظرت نحوه بتشوش وتوسعت عيناها حين أرجع شعرها المتطاير خلف أذنها. لمسته كانت خشنة لكن حنونة وحذرة. انخفضت عيناها إلى شفتيه ثم أغمضت عينيها بذنب. لا يجب أن تشعر بهذه الطريقة حوله. ابتعدت عنه حتى سقطت يده عن وجهها الذي أشاحت به بعيدا عنه.

إيفانجلين والشوكة 2 ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن