رَثَأ الغضب بي و استغلق عليّ الكلام بعد الذي سمعته أذناي ، التمستُ لوما بمقلتيه و عتابا أجاد كتمه ، ظهره الذي يوليني جزم لي ندمه عن الإفصاح عن أمره بتهور، هو يجيد نقلي من كفة إلى أخرى دون أدنى شعور مني ، ارتفع منسوب فضولي بعد حديثه و رحت أحيك و أفك خيوط ما قصده دون بلوغ النتيجة .
أرمأتُ إليه ببطئ بليغ و رحت أبحث عن عيناه داخل وجهه المتواري عني.
"ما كان قصدك ييشينغ؟"
كلمْتهُ لكنه لم يرمرم بحرف كأنه أقسم عن ذلك."أتخشى عليَّ و نفسك أولى بذلك؟"
"فلتنصرفي رجاء "
قال و قد أبدت ملامحه قليلا من الوهن و العجز، أيخال أنني أقدر على برح المكان دون معرفة ماكان يرمي إليه بعدما أعاث في نفسي خرابا ."أيسعك عدم الفرار من سؤالي رجاء؟"
قلتُ بقلة حيلة و أنا مدركة بصميمي أنه لن يفصح عن الأمر ما حيّى ، فكرامته تنهاه عن اقتراف ما يذلها.
"سأتزوج غدا"
انسحط القول من ثغري دون مشاورتي على ذلك، أحكمت إطباق شفتيّ معاقبة لساني على زلته التي لا تغتفر .
تسللت حدقتيّ نحو خاصته فتبصر لمعة دهشة، و بريق انكسار و كأن الأمر استرزغه .حرك فاه قائلا بصوت لا يكاد يسمع.
"لا أقدر على مباركتك ، اعذريني"
راود فكري الكثير مم أود فهمه منه ، لم أعِ على حالي و أنا أربِّقه بساعديّ و كأنني أسترقُّه أسيرا بكنفي الوحيد، لستُ أختا بالكنيسة كي لا أقدم على إثم حثني عليه قلبي و ليس ربيطا أو أبا حتى لا يجاريني في غفوتي هذه ، هنيهات نعمت بها قبل أن يردعني عنه بلطف ، أرضك عينيه فسبقته للحديث .
"ألا تقدر بذريعة الضغينة صوبي؟"
أرتأ ضحكه ثم قال ساخرا .
"لم أعهدك مرثوءة لي جين"
هو رجل مدجج بأشواك تقيه شر الذي يتربص به سوءا ، يجيد قيادة نفسه لأسمى المراتب رغم كونه مُزجا تحت سلطة الزّيغ و لا يقبع راضخا مهما ران الأمر . حذوتُ حذوي صوبه عسى أن يسد ذلك ثغرة فضولي حوله ، لا أقدر على تسميته فضولا فقط، فهو شيء يتعلق بي و به بنفس الرابط ، أحطت بالمنحدرات التي تعيقني عن بلوغه لكني بقيت على إصرار، أما فهو لم يكلف نفسه عناء نزول درجة من كرامته لأستوي وإياه على نفس الدرج.
روّضني و قلبي بما قاله سابقا عني و عن إنصافي و قد كان ذلك بمثابة كف طبع على خدي بقوة فرافق بي لأستفيق من غفلتي، رجعت للمسار الصائب بعدما انحرفت كثيرا و أنا شاكرة للسماء كوني لم أتمادى في الغلطات أكثر .
رمستُ بعدها ما خلفه بي من قلب عليل ، و فنَّدت لُبّه مرددة أنه مجرد تأنيب سيضمحل لحظة رفع الحكم عنه و إطلاق سراحه للحياة التي عهدها بيد أنني و بهذه الأثناء ، أعلن فشلي في تأديب خفقاني و قد رحبت بالخسارة عن قناعة.استيقظت من شرودي على وقع سعاله ، قاربت خطوي صوبه ثم أحطت بدنه البئيل بكفاي الضئيلين بغية إسناده على السرير،بوجهه شحوب يوحي للمرض و هزاله يغمرني علّة.
"كفي عن نثر جزالا منك عليّ، فأنت على ذمة آخر"
أفرج عن كلماته ساحبا نفسه منيّ و قد رَمُز فؤادي بذلك، هو مُجد عندما يتعلق الأمر بردعي عنه و إهانة روحي كأنني قطعة رثة .
"أنت مريض"
قلت و أنا أتفحص معالم وجهه محاولة دراسة ماقد تكون عِلته."سأموت على أيّ حال، لذلك حري بك الإنطلاق بصدد لحاق ترتيبات زفافك"
تكلم و بنبرته شيء من الأمر و الغضب، عاندته و بقيت على حبل إصراري فأنا امرأة لا تخضع للأوامر و لن يكون إقناعي بذلك هينا .رَبَعتُ بدوري على سريره و قد أوليته وجهي موجهة له نظرات تحدٍّ تنافي سؤله، صمتُّ دقائق قليلة أنتظر هدوء حاله الذي لم يرق مقلتيّ ، أجهل ما الذي أوصله لهذه الحال فأنا أوصيت به بعد يوم الحكم و طلبت أن يزَوّد بالطيب من الطعام و المعاملة عسى أن يهون عذاب ضميري لكن سوء وضعه يسرد عكس ما نصت عليه تعليماتي و لن أبد لطفا في التعامل مع المسؤول.
"أهو أمرء ذو رفعة ؟ "
قال و هو يصوب باب المخرج ، قطبت حاجبيّ جاهلة لمقصده ، أوشكت عن طلب الإستفسار إلا أنه قاطعني مسترسلا .
"أقصد خطيبك ، أهو حسن الخُلُق ؟ "
كل ما ينطق به يجعل فكري مشغولا بما ردده ، تارة يجذبني صوبه فيوقعني بحفر ما استساغه من حلو الكلام و تارة ينفّرني عنه فيسلّني أسواطا من وجع القلب كأنه يجهل ماهية نفسه ."شين باي رجل موقر و قد شهدتُ على علو سماته و لن أ.."
لم يسعني إكمال كلامي لأنه قوطع على جهارة صوته بوجهي.
"من ؟ أقلتِ شين باي؟"
أنت تقرأ
أَصْفَاد بكين
Fanfictionو ما كان بين يديْها إلاَّ سَقيم النُّهى ، يَبتسِل لها طوعًا و تُسايره كُرهًا . أظَلمْتُكَ كثيرًا؟" "لا ، على العَكس ! تَأسَّلْتِ بالفاروق " ■ زانغ ييشينغ. ■ لي واي جين . ذات فصول قصيرة . كل الحقوق تعود لي ككاتبة أصلية للقصة.