أقدمتُ على الحرب المحيطة بي موطّنا نفسي على الهَلَكة كباسل لا يهاب الموت ، فتحت كنفي أستقبل رشّاشات الأعداء و أنا أرسم بسمة إنتصار على ثغري ، استهدفتني الرماح و كل ما رُقّق و حُدَّ من صنف الحديد فلم أُبد غير الثبات بنفسي كأني أمرء بألف روح شهيدة ، استسلمتُ لأسري متغاضيا عن نصيبي من الحياة و اعتبرته أمرا عسيرا لن ينتهي إلا بكوني محمولا على الآلة الحدباء ، افترشت الأراضي و أنا أحمل عزة نفسي على كتفيّ لعمق القاع المقفر ،كنت على شفى حفرة من الفناء و ذلك لأن الدهر باجني بشرِّه بشدة ، لكني ارتفعتُ و أتتني رجعى منزلتي رغم كونها بالحرام .
لم أجد بصدري حرجٌ ، فذلك الإثم كان كفيلا بإعلامي ما غفل عنه بصري ، رفضتُ بداية الأمر فكرة اللذوذ بالفرار كمن ارتكب جرما ، ضليت على إصراري ، فأنا لست برجل يرضخ لبعض الإغراءات التي عرضت عليه.
"ألن تحسم الأمر علينا يا رجل! أترضى أن يراق دمك غدرا ؟ ثم أنك ستحضى بعيش ساكن بعيدا كل البعد عن ضجيج السياسة و ناس المدينة "
كان هذا صوت المساعد لينغ الذي بذل جهودا جبارة في جعلي أرتدّ عن البقاء بالزنزانة و ردعي عن قبول حكمي بصدر رحب .
ما لم أعلمه عن نفسي، أني قد أرمي بكل ما شيدته من مبادئ متينة في سبيل غبطة خليلة روحي ، أدركتُ أنه يتوجب عليّ ترك حبال شهامتي و الركض خلفها للحاق صونها من جلل الأحداث التي توشك على المساس بها إذا برحت البلد وحيدة ، قلبها رفيع و لن تقدر على بأس الغربة و هي محاطة بالموت بكل زمن يمر .
وضع كفه على كتفي متَمِّّمًا حديثه.
"ربما لا يتوجب عليّ كشف الأمر دون وفاقها ، لكنها لن تصطبر على فقدك فقد غدت روحك من روحها ، تماما كما تفعل أنت ،أنا مُحيط بحالك ييشينغ لذلك فلترم بما يُمليه عقلك و عزة نفسك بعيدا و لتفكر بما يحمل صلاحكما معا"
مَسّدت خدي على كف يدي و أنا أناظرها كحارس قلعة موشكة على خوض الحروب ، ارتجعَت لي خالصة و لن يردعني عنها إنس و لا جانّ، حتى أن الزمان ليس بكفء على إعادة تاريخه على كلينا فقد ثَنيتُ أوراق ما انقضى من أيام العسر المعيبة و فتحت مجلد الأمانة و الوداد الذي لن يملأه سوى خطوط من صفاء الأفئدة.
أرحتُ أناملي على فروة رأسها و أنا أتفنن في التغزل بخفوت جفنيها المنسدلين و جمال بسطة رموشها ، كأنها قطعة استحوذتني بندرة ما صُنِعت منه من حُسن الخِلقة و الخُلُق ، دنوت رتوة للوراء و أنا أطرف بمقلتي قلبي الذي يرنو لسحرها متناسيا وهبي القليل من الحياة عسى أن أنجو من أمر فنائي .
تدعوني أن أميل إليها كأنها تحكم إغوائي و هي لا تفعل حقيقة، الأمر برمته شبيها برؤيا راقتني ، بداية من لحظة إرتمائها بعزّ أحضاني بالمطار ، إلى هذه الأثناء .
أعلنت الطائرة عن بلوغنا للوجهة المعلومة "مطار ميونخ الدولي"، حركتُ كتفها بحذر شديد ففتحت عينيها بتثاقل و كم توعدني قلبي ببرح مطرحه إذا ما أبقيت نفسي على هذه الحال .
"هيا بنا لقد وصلنا"
قلتُ و بصري بقي عالقا بها ، أحتفِن الكثير منها بفكر شريد و لا ألوم نفسي ، فأنا أحصد ثمار صبر سنين.
"أستحي من خزي أفعالي السابقة ، لو اعتذرت دهرا لن أغفر لنفسي"
أفرجتْ عما بخلدها من لوم و إستحياء ، أما أنا فلا أراها قد أخطأت بحقي ، فأنا من رضيت بالكتمان و تركتها تنجرف مع المزمآت من الأخبار ، ربتُّ على رأسها ثم رسمت إبتسامة على ثغري متكلما.
"فلتكُفّي عن لوم نفسك، لينس قلبك الماضي و دعينا نحيك المستقبل "
أنت تقرأ
أَصْفَاد بكين
Fanfictionو ما كان بين يديْها إلاَّ سَقيم النُّهى ، يَبتسِل لها طوعًا و تُسايره كُرهًا . أظَلمْتُكَ كثيرًا؟" "لا ، على العَكس ! تَأسَّلْتِ بالفاروق " ■ زانغ ييشينغ. ■ لي واي جين . ذات فصول قصيرة . كل الحقوق تعود لي ككاتبة أصلية للقصة.