أسجف فؤادي و أصيب بعلة الهوى المبنية على الرجز ، خر أرضا و هو ينوح و يرثو محبوبه كأنه مغوار عزاء يتباجح بأساه .
أُتّي إلي أنني صُمت عن الذنوب و اكتفيت منها ، لكن جهلت حقيقة كوني خطّاءة و لست بتائبة ، رغم إحاطتي بما يراه قلبي ، أبطلت الرؤية الصواب و أملت عنها باتخاذ الآثام قبلة لي ، وجدت نفسي أقاوم القضبان رغم كوني أنا من ارتميت بداخلها ، ركنت نفسي بحصن منيع و لم أفلح بالإفلات بصدد الأغلال. بدني يقاوم ما خلفته من أثر و عقلي يأبى مواساته تاركا إياه طريحا دون رحمة تُبدى.
شارفت مُهلتي على الإنتهاء و قَرب اليوم الموعود ، بيني و بينه مهلة بزوغ الشمس و لم أفلح بإيفاء وعدي له ، انسحطت الأمور من يدي متناثرة أمامي و أنا أردد تهويذة الخيبة و لا يسعني فعل غير ذلك ، اختفى مساعدي منذ يوم الزفاف و لم أجد له أثرا ، تركني أجابه الواقع دون أن يخفف عني كما اعتاد ، استعنت برجال شين باي عسى أن يتقفوا أثره أجلي بيد أنهم رجعوا ماحين ما غرسته من أمل بداخلي.
حصرني الخوف و غلَّق علي الأبواب و هو يراودني عن نفسي ، أجدت طمس ما تولد بي من زهور على عيون زوجي ، خشية أن يلمع بمقلتيه شيء من الحميّة فيتربص شرا بمن ملء شرودي و صفاء ذهني ، ردعته عني بوداعة و قد تفهم أمري مرددا أن لي بقلبه أَثَرة و سيصبر في سبيلها حتى بلوغ أربه .
ارتجلت بأبعد طريق لا يحوي على ريح يذكرني بزيف عيشي الرابغ ، حرّرت ما حبس من فجوات عيني و أنا أستغيث بخالقي أن يمطر عليّ رحمة من عنده تقيني شر الهلاك .
التقطت همسا بالأرجاء يردد إسمي بوهن ، استدرت مراد معرفة هوية المجهول إلا أنني فوجئت به يحكم محاصرتي بين ساعديه ، لم يكن عسيرا أمر تخمين شذاه فأنا على دراية به أكثر من خاصتي ، أفرجت عن غبطتي و ربّقته في حضني أكثر ، قد تكون أول مرة أقترف و إياه هذا الفعل لكنه عائلتي الوحيدة المتبقية و لن أرضى أن ينطلق في سبيل لا أتواجد به فإنه ليحزنني أن يتخلى عني .
"لينغ ! أين كنت ؟ لقد خشيت أن يكون قد أصابك مكروه"
قلت بلهفة و أنا أتفحص كل قطعة منه ، أفسح القليل من المكان بين أجسادنا و هو يرمرم بصوت خافت.
"لقد أتيت ببيان الحق سيدتي كما وعدتك "
انفلتت صرخة من ثغري و قد مزجت ملامحي بين الفرح و الإرتباك ، حط بسبابته على شفتيّ و هو يناوب حدقتيه بين اليمين و الشمال كأنه محروس قائلا."سيدتي أرجو أن تحافظي على سكون أفعالك ، لديّ ما قد يزعزع صمودك لذلك أود أن أطلب منك الثبات و الصبر على ما سأقوله حسنا؟"
أجبته بإيمائة و قد تمكن الفزع مني، جرني نحو مركبته و هو يشبك أنامله بخاصتي كأنه غفل عن كوني رَبض رجل آخر، انطلق و هو يبتعد عن المدينة بأميال طويلة ، استفسرت عن الوضع بيد أنه أحكم إطباق شفتيه مرددا أني سأعرف قريبا .
"سيدتي فلتنظري بعيني و لتجيبيني "
تكلّم بعدما أقمنا بمكان ما خارج بكين .قطبت حاجبيّ بعدم فهم ، ثم استرسل .
"أبقلبك شيء له؟ أقصد ييشينغ؟
إلتجت أمواج قلبي بعدما أثارها عصف شديد، هامَ و هو يتقلب في مسار كَرُجاحة ، تارة يتقدم و تارة يتأخر و الأذى الوحيد الواقع يتربص بي وحيدة ، أغشاني ريح شديد البرودة كأنه حَساس حُمى و جفّ ريقي بعدما أُجهدت روحي لثقل الكلام، ألن أقترف حوبا و أنا أروي خيانتي للشخص الذي اقترنت به بجفاء دون رحمة ؟
أنت تقرأ
أَصْفَاد بكين
Fanfictionو ما كان بين يديْها إلاَّ سَقيم النُّهى ، يَبتسِل لها طوعًا و تُسايره كُرهًا . أظَلمْتُكَ كثيرًا؟" "لا ، على العَكس ! تَأسَّلْتِ بالفاروق " ■ زانغ ييشينغ. ■ لي واي جين . ذات فصول قصيرة . كل الحقوق تعود لي ككاتبة أصلية للقصة.