11/جرعة مسكن

93 16 10
                                    

البارت الحادي عشر:جرعة مسكن

أنا خلدت إسمي في خانات الجفاء..ماضيي كان يكتسح السواد..لم تكن لتسقطني أية ضربة مشاعر خرساء او لتطيحني نزلة فتنة في هوة حيث اللارجعة...

هوة الغرام قاع عميق الامتداد..فإن سقطت يستعصي عليك التسلق إلى سطح الاتزان...

تلك كانت أولى تجاربي في ألعاب الهوى و ماهي سوى نزلات ضاربات .. الهوى وحش مفترس لا رأفة به.. قواطعه حادة تطيح الصواب و الوعي...

لثوان معدودات كنت قد أقسمت أني لن أستسيغ منها أية أحرف تقذفها صوبي بمقلاع الرجاء.. عيبي أني بت مرهفا كالقطن..أقطع بسهولة في حضرتها فقط...

ذاك القرب كان علة ألمت بخافقي فأردته صريعا في فراش الالم...

خلت أنها تتقطع لفراق فرصة العمل لا لفراقي.. و لو كانت شكوكي تصيب الهدف فإني لمتهشم شظايا يأسي و حزني ..

شدت يدي الوثاق حول معصمها و عدستاي تخللهما زمهرير من الاسى العاتي .. إخفائه كان من المستحيلات..

"كلا...هل تظنني مادية الى هذا الحد..؟!"

كانت أولى ماراتي التي أشهد فيها على براءة المدان في محكمة منطقي دونما دليل مادي..

ربما لأن دواخل كانت ستتهشم لو تعثرت بحجة تعاكس هذه..

"أنا أصدقك فعلا.. أظن أني لست بقادر على مخاصمتك اكثر"

مع إنحلال تعابيري الحزينة تدفقت أولى إبتساماتي أمامها كاسرة قواعدي...

"حقا؟! انت لطيف جدا سيد كيم"

تسلل لحني المفضل عبر أذاني بسلاسة إلا أن مضمونه دفع بي إلى الغوص في أعماق الخجل..قدت دفة رأسي نحو الجهة المعاكسة و أطرقته..

"ما رأيك في هدية للصلح..سأطبخ لك شيئا يروقك"

أن يبارك لساني بمنتوج من صناعة يديها نعمة.. إلا أن تياراتي الهائجة تأبى الانصياع..منذ متى و أنا أرقد تحت سقف الانقياد...

رميته بنظرة تكدست و البرود..و من ثم أفرغت عكس ما يتجول داخلي..

"أعتقد أن رياح العمل هي من إقتادتك إلى هنا..فالنبقي على السبب .. أتيت لكي تباركي بخبرتي الهائلة .. إذن فالتجلسي و لنبدأ حتى تغادريني سريعا.."

"ياااا... إلى هذه الدرجة تمقت قربنا..ظننت أنك رقيت علاقتنا للصداقة"

سممتني بسموم كلماتها تلك.. و هي تلتحف التعجب..قذفتها بنظرة تغلفت بالحدة كانت بديلة لحديثي المخبئ...

وجه البوكر/الضاحكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن