❷❶

121 14 3
                                    

" اسمع، يمكننا انقاذه بدلاً عن لومك الآن صحيح ؟ فلتدع أمر تأنيب الضمير لاحقاً جونغوو

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

" اسمع، يمكننا انقاذه بدلاً عن لومك الآن صحيح ؟ فلتدع أمر تأنيب الضمير لاحقاً جونغوو. "

هل كانت تلك الكلمات قاسية ؟
لقد جعلته يعود إلى الواقع و يتدارك نفسه، رغم عدم قدرته على السيطرة على جسده المرتجف، ادرك أن باستطاعته التحكم في تفكيره على الأقل، و قد كان هذا الأهم.
بينما لا تنفك الدموع تتدحرج على خديه بسلاسة، استقرت يد وينوين على خاصته محاولاً طمأنته، لقد قال المُسعِف أن الأمر ليس بتلك الخطورة طالما لم يتأخر وينوين في طلب الإسعاف و ليس هناك نزيف داخلي.

تم نقله إلى غرفة الطوارئ في ثواني، لم يسمح لأي منهما الدخول و لم يكن أي منهما ينوي ذلك على أية حال.
أضيئ اللوح الكهربائي الأحمر فوق باب غرفة الطوارئ دليلاً على بدء العملية.

لكنه أخذ وقتا طويلاً جداً..

أثناء ذلك التحق دويونغ و جايهيون بالمكان حالما وافاهما خبر الحادث.
جلس كل منهما في جانب جونغوو، أمسك دويونغ برأس الأصغر و أماله ليستند بكتفه ثم ربت على ضهره برفق، كان جايهيون سينطق لولا نظرات دويونغ المهددة نحوه تخبره أن يقفل ناطقه.
لم يكن الوقت المناسب للسؤال عما جرى و كيف و متى..
يعلمان أن هذا الحادث حتى لو نجى منه لوكاس، لن يكون نهاية سعيدة، يعلمان أن جونغوو ليس من النوع الذي يغفر لنفسه و أن كونه هنا الآن هو دليل أكثر من كافٍ على أنه يحاول النجاة من نفسه المظلمة، من تلك التي تخبره كل يوم أن لا دافع من استمراره في العيش.
و أن الجرح الأكبر حدث ناحية شخص يحبه،
شخص تقبله بكل عيوبه و مساوئه، شخص نجح في النفوذ إلى تفكيره و تغييره؛ شخص استحوذ على كل أسباب عيشه.
لوكاس.

لقد مرَّ وقت طويل، بدأ يتساءل الفتيان عن حاله جهاراً، الأمر يثير القلق أكثر فأكثر.
ماذا لو لم يسعفوه ؟
ماذا لو حدث خطأ و هم في صدد المحاولة ؟
ماذا لو خرج الأمر عن إرادتهم ؟
هكذا توالت التساؤلات في دماغه، تفاقم الفضول و تفاقم الهلع، ازداد ارتجافه و قلقه، لكن وجهه بلا تعابير.
كان يبدو كشخص مارٍّ، كشخص لا يدور شيء في عقله، فقط بعض الدموع الجافة على خدوده.
لكنه وجه خالٍ، لا يوحي بشيء.
لكنه كان عالِقا فقط، كما تعلق الحياة بنا و نستمر في المرور بنفس المرحلة مراراّ، لا نتدارك أنفسنا بين الفجوات و نستمر بالموت حتى ترغب الحياة أن تعود إلى أجسادنا.

" الأمر تحت السيطرة، لا داعي للقلق "
قفز من غيوم التفكير التي حلقت فوق رأسه حالما تناهى إلى سمعه تعليق الدكتور.
لا يزال في الحال نفسها بدون تعابير، انحنى ثم عاد إلى مقعده رغبة جامحة في البكاء تعتريه لكنه غير قادر على تحريك شفاهه و الكلام حتى.
كان جايهيون متفاجئا من رد فعله الضعيف، بينما دويونغ يصلي شاكرا الإله على عطفه.
" جونغوو هل أنت بخير ؟"
سأل جايهيون محيطا بذراعه جسد الأصغر، لكنه جونغوو لم يتكلف عناء النظر في وجهه، أو ربما كان ذلك خارج مقدرته.





◦•●◉✿ 🌸 ✿◉●•◦



تأخر الوقت كثيراً، ظهر الشفق في السماء ليزينها بدرجات القرمزي، جونغوو قد غفى ذهنيا بعينين مفتوحتين، رأسه فوق فراش لوكاس و في راحته يد المستلقي يقربها من وجهه ليتنفس عطره.
ذات العطر الذي يتجرع منه خلال كل عناق، نهاراً، ليلاً، في كل لحظة عشوائية بينهما.
حين يحتضنه و ليلاً و يجرفهما النوم، كان هذا اليوم استثناءا من الاستثناءات التي لن يرغب بها ابداً، حتى إن كان سيضطر لوكاس للرحيل بعيداً في يوم ما لرؤية عائلته، حتى لو كانت والدة جونغوو ستعود في العطل و ستمنعهما من النوم معا على السرير نفسه، حتى لو اعترض علاقتهما والدا لوكاس اللذان لا يملك جونغوو عنهما أدنى فكرة، حتى لو كان يجب أن يختار فعلاً بين رفيقيه و لوكاس، و حتى لو آن له هو أن يترك الحياة في آن ما.
ما كان ليكون بهذا السوء، كانا قادران على تجاوز الامر معا..
لكن الحياة مبدعة في تعذيبنا، مبدعة في اختيار أسوأ آفاتنا، في الدَّوْسِ على جروحنا و استغلال نقاط الضعف لدينا.
لذا كان عليه أن يواجه الأمر بمفرده..



استفاق بسبب الوضعية السيئة التي نام بها ثم ألقى نظرةً على لوكاس.




" هل أيقظتك ؟"
تسربت الدموع من عينيه في اللحظة التي خُيِّل له بها أنه لن يستطيع أن يذرف المزيد.
تشبت بيد لوكاس أكثر و احتضنها إلى صدره ثم ألقى بوجهه على السرير، و استمر في النحيب بصمت.

" لا تبكي !"
شعر بالتربيت المنتظم على شعره، ارتفع ثم اقترب من لوكاس الذي مكث جالسا على السرير الطبي.

" سامحني.. "
قال من بين شهقات عديدة ملأت جوفه. فتح لوكاس ذراعيه سامحاً له بالنفوذ إلى أحضانه، و لكل تلك الدموع أن تجد مسقطها على كتفه.

" هل قَلِق صغيري علي لهذه الدرجة ؟"

لم يتلق أي جواب من القابع بين ذراعيه، كان لا يزال في عالمه يحاول إيجاد طمأنينته في كنف لوكاس،
يحاول اختزال كل ما حدث في تلك اللحظة فقط.

" آسف لأني تأخرت عليك. "

𝙏𝙄𝘾𝙎. { luwoo }Where stories live. Discover now