فور تلقيه العنوان و توقيت الموعد، تحرك جونغوو بسرعة نحو خزانته، فتحها بقلق حول ما سيرتديه اعتبارا أنه أول موعد مع شخص لا يعرف الكثير عنه، و لأنه بالطبع، سيأخذ صورا ليرسلها على انستغرام، هكذا كان قلقه بشأن شهرته على مواقع التواصل، ربما أهم من كونه في موعد، موعد حقيقي مع شخص ربما يدعونه بالرجل الذي يكسر القلوب.
إلتقط ملابسهُ التي ناسبت مفهوم الموعد، فقد بحث مسبقا عن العنوان ليحسن اختيار ما سيرتديه، و بطريقة ما لم يأخذ وقتا هذه المرة..
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
سترة كاجوال سوداء مع جينز و بعض التفاصيل الصغيرة كالصوفية بالرقبة الضيقة، و الأقراط الصغيرة. كان طبيعيا جداً، و لم يحاول أن يبهر أحدا. نظر إلى المرآة نظرة خاطفة لاستعجاله، ابتسم لنفسه بلطف قبل أن يحشر مفاتيحه و هاتفه في جيبه الداخلي و ينصرف خارج الشقة.
هرول نحو لوكاس الذي تسمر خارج المبنى منتظرا إياه، حالما رآه الأصغر لوح بيده إلى حيث حطت قدم جونغوو أخيراً، اقترب لوكاس معانقا إياه كنوع من التحية، مما جعل الأكبر يحمر خجلاً. دخل كلاهما المكان الذي بدا فاخرا منذ البداية و عند المدخل، انبعثت الأضوات البيضاء في سمة حمراء، خالقة جوا من الرومانسية الدافئة و المريبة في الآن ذاته، و التي بعثت التوثر أخيراً في نفس جونغوو، رغم أنه لم يعتبر الأمر في البداية جديا بقدر ما يرى بعينيه الآن.
جلس في مقعده مقابلا للوكاس، ضم يديه معا محدقا في ملامحه المشغولة بقراءة قائمة الطعام، لكن لكسر الصمت الذي كان يبني جدارا بينهما منذ البداية و ليأخذ فكرة عما يدور بداخل رأس لوكاس فقد بادر بالسؤال : " امم، لوكاس ألا تخطط للتحدث قبل تناول الطعام ؟"
" في الحقيقة، هذا ليس موعدنا، تعلم لا أريدك أن تبدأ الموعد على معدة فارغة، أخطط لقضاء وقت أطول معك اليوم، سنذهب إلى أماكن عدة أيضاً لذلك لازال يمكننا الحديث "
هز جونغوو راسه أخيرا متفهما خيار الأصغر، بينما تناول هو الآخر القائمة، حينها إذاً جاء النادل ليستقبل طلبيهما.
" بوسام "
" بالنسبة لي، آا، جابشي "
بالطبع كانت المشروبات بالفعل على الطاولة، لم يلمس جونغوو أي شيء عدى القائمة، و حتى عند تقديم الطعام، لم يلمس أعواد الأكل، بل استمر بالنظر إليها، بينما شرع لوكاس بالأكل بالفعل.
" جونغوو لما لا تأكل ؟"
كان جونغوو على وشك الإجابة، لكنه شعر بالتردد
" ألا تُحب الطبق ؟، تريد طلب شيء آخر ؟"
قبل أن يرفع لوكاس يده لمناداة النادل، أستوقفه جونغو ناطقا :
" لا لا ليس كذلك، إنه رائع.. لكنني لا أستطيع استعمال أعواد الطعام.."
توقف عن الكلام، ثم أضاف حالما استقام لوكاس مائلا بجسده نحو مكان جونغوو ليلتقط الأعواد..
" هل يمكنك إزالة الشوكة و السكين أيضا، أحتاج ملعقة فقط "
استغرب لوكاس، لكنه اكتفى بفعل ذلك، و ناولها للنادل الذي بادله بملعقة، منحها لجونغوو ليشرع أخيرا في تناول طبقه. في تلك الأثناء لاحظ لوكاس، كيف أنه يأكل ببراءة شديدة، راودته الفكرة نفسها مرارا، كيف لصبي هكذا أن يرميه بمشروبه هكذا من غير سبب، إن لم تكن طريقة لجذب انتباهه، فهو لم يبدُ مهتما جداً حول الموعد حتى.
" جونغوو، هل لديك شيء نحو الأطباق و السكاكين و هذه الأشياء "
قهقه جونغوو بلطف، ثم قال :
" أشعر بالتحفظ حيال هذه الأمور، لكن لألا تسيء فهمي، إنها فقط حالتي الصحية، لا تسمح لي بالبقاء بقرب عدد كبير من الأدوات الخطيرة لأنني قد أسبب الأذى عن غير قصد "
" ماذا تقصد ؟"
" ليس بالأمر الجلل، إنها متلازمة التشنجات اللاإرادية"
" و ما هي ؟"
" أحياناً حين اتوثر، لا أستطيع التحكم في أطراف جسدي، لذا غالبا أحرك يداي بطرق معينة مرارا دون القدرة على التحكم فيهما، و أحياناً أقول كلاما غير مفهوم أو أصدر أصوات العصافير، الأمر محرج. "
" أوه، فعلا ! لم أعلم ذلك أبداً، ألهذا غضب صديقك حين ناولتك الطبق "
" نعم بالضبط، لذا أرجوك اعذره"
ارتسمت نظرة عطوفة على ملامح لوكاس، شعر برغبة في عناق جونغوو، لكنه فجأة تذكر الحادثة التي تسببت في موعدهما هذا، حين رمى جونغوو مشروبه ناحية لوكاس
" بالمناسبة هذا يعني أنك رميت مشروبك دون قصد ذلك اليوم ؟"
لم تبد معالم السعادة أبدا على وجه لوكاس، و كأن توقعاته خابت..
