وضعتُ الكرسي مباشرةً تحت ذلك الحبلِ بعدما عقدْتهُ في السقف، وقفتُ على ذلك الكرسي ووضعتُ الحبل حول عنقي، نظرت جيدًا حولي نظرةً أخيرة، استرجعت كل ذكرياتي مِن طفولتي لمراهقتي لشبابي، تذكرت أبي وأمي الذين رحلوا وتركوني تائهةً في هذا العالم البَشِع، رأيت حبيبي .. الذي ذهب في حادث سيرٍ منذ سنة، رأيت أحلامي وآمالي وهي تنهار، سمعت صوت بكائي خارجًا مِن غرفتي، سمعت صوتي وأنا أُعلِن انهزامي واستسلامي، رأيت كل ذلك .. لَم أعُد أتحمل .. يكفي، أغمضت عيني وكنت على وشك تحريك الكرسي مِن أسفل رجلي ....
سمعت طرقًا على الباب ...
رجعت إلى تركيزي ولكن الباب ظل يدق ... رفعت الحبل مِن على عنقي و نزلت مِن على الكرسي ...
ذهبت لأفتح الباب ...
كان البواب...أيوة عاوز إيه ياعم محمد!؟
اتفضلي ياست شمس ده جواب جالك النهارده لقيته في البريد..
إيه ده هو لسه في حد بيبعت جوابات في زمن السوشيال ميديا والاتصلات! ..ماشي ياعم محمد شكرًا ..
أغلقت الباب ونظرت إلى الرسالة وفتحتها ...
" ماذا تفعلين؟ هل فقدتِ عقلكِ أمْ ماذا !؟؟ ، كيف ستُنهين حياتكِ بتلك الطريقة!
هل تعتقدين أنكِ ستحظين بالنعيم إذا أنهيتِ حياتك!؟، هل تعتقدين أنكِ بهذا ستنعمين بالراحة الأبدية!؟
إذا كنتِ تعتقدين ذلك فأنتِ مخطئة ياعزيزتي.. لَم يكن الموت هو الراحة أبدًا صدقيني، التفكير في الموت ماهو إلا هروبٌ وجُبنٌ مِن امتحانك، مثلكِ مثل أولئك البشر الذين طالما اتهمتهم بالضعف والجبن، ماذا حدث؟ هل أصبحتِ مثلهم! ...إنْ كنتِ أنتِ الوحيدة التي فقدتِ مَن تحبين فاذهبي لذلك العنوان وأنظري بنفسك...
" شخص يريد منكِ البقاء لأجله"
أغلقت الرسالة وتساءلت مَن هذا؟ وكيف عرف أنني سأنهي حياتي اليوم!؟ كنت في دوامةٍ مِن التفكير المُستمر، نظرت إلى الحبل الذي مازال معلقًا ونظرت مرةً أخرى إلى الرسالة ،ذهبت وأزلت ذلك الحبل، ارتديت ملابسي وذهبت إلى العنوان الذي حدثني عنه المجهول ..
لَم يكن يبعد كثيرًا .. وصلت إلى المكان بعد نصف ساعة ..
نظرت إلى المكان جيدًا ورأيت بيتًا كبيرًا يشبهه القصر مِن الخارج، معلقٌ عليه لافتة ..
"دار للأيتام "
ماذا!؟ دار للأيتام ... هذا هو المكان إذن!؟
ذهبت مسرعةً إلى الداخل لأرى ماذا يقصد!؟ إنهم جميعًا أيتام مثلي! هذا فقط!؟
كان المكان جميلًا جدًا ومنظمًا، رأيت صاحبة الدار وكانت سيدة تُدعى هدى، في العقد الخامس مِن عمرها، جميلة جدًا، ملامحها تحتوي على دفئٍ لَم أراهُ مِن قَبل، سألَتْني ماذا أريد ولِمَ أنا هنا ... لَم أعرف بماذا أخبرها، نظرتُ إليها ثم صمتُّ، لَم أعرف ماذا أقول... نظرَت إليَّ في تعجُّب ثم ابتسمت لي و أمسكت يدي وجلسنا سويًا....
أنت تقرأ
للنصيب رأي أخر
Roman d'amourلكل منا حكايه، مواقف وقصص لا أحد يعرفها.. أنما الحب بحر، فلا تحكم على حبك للبحر من الشاطئ، حتى تغرق به حينما تقول أحبه... قد تعجب بناس كثيرا، وتحب البعض، وتربطك علاقه بأحد ولكن دائما للنصيب رأي أخر... جميع الحقوق محفوظه للكاتبه " تسنيم خالد "