الفصل الثالث

39 3 0
                                    

حل الليل وساد الظلام وكان الصمت سيد المكان إلا صوت واحد هو صوت عفراء التي لم تنم بعد حيث كانت ترسم خلسا حتى لا يعلم أبويها أنها مازالت مستيقظه . كانت ترسم يزيد وياسمين وهي تقف بينهما ورسمت أخيها الصغير الذي تخيلت شكله ورسمته على بطن امها ببراءة.
عفراء: ده بابي ودي مامي ودي أنا وده عثمان وورود و شمس الله دي شكلها حلو اوي!.
ه‍حطها هنا والصبح هخلي بابي يعلق.....
لم تكمل كلمتها حيث انتفضت من مكانها ووقعت على الأرض من شده الصوت الذي لم يتعدى عليه ثوان حتى أصبحت غرفتها محطمه الجدران ومليئه بالنيران التى تزداد أكثر وأكثر .
وهذه الطفله المسكينه الخائفه أصبحت تصرخ وتبكي ولا تعرف ماذا تفعل شكل وصوت النيران المنتشره في أرجاء غرفتها جعلها أكثر من مرعوبه .
لكن اخافها اكتر صوت أباها الذي يصرخ بإسمها بشكل مدوي: عفرااااااااااااااء
عفراء ببكاء وصراخ: بابيييييي الحقني يا بابي أنا خايفه اوي مامي ارجوكي الحقيني
نار......نار..... كتيره اوي يا بابي عشان خاطري متسبينيش .
اخذت عفراء تبكي وتصرخ بإنهيار
حتى سمع أحد الجيران هذا الصوت واستيقظ من نومه ليرى الدخان يملئ بيته
وريف بخوف: الله اكبر هو في ايه ايه كل الدخان ده.
ليدلف وريف الي شرفته ويرى نار تملأ فيلا يزيد بالكامل
وريف بخضه: ينهار اسود حريقه في بيت البشمهندس يزيد
ليتناول هاتفه طالبا النجده من المطافي
وريف: لا اله إلا الله ده أنا لسه مقابله من شويه
ليذهب وريف مسرعاً الى فيلا يزيد ويتجمع الجيران وهم يسمعون صوت صراخ عفراء
ليقول أحد الجيران بصوت عال: متخافيش يا حبيبتي متخافيش احنا معاكي .
عفراء بصراخ : عاااااااااااا النار بتقرب يعمو...... بابيييييييييي.
ليأتي عاملي المطافى و بعضهم يحاول ان ينقذ عفراء التي تشوهت بعض التشوهات في قدميها وذراعيها من آثر النيران وينجحوا في إنقاذها بعد أن فقدت الوعي و بعضهم في إطفاء النيران التي احتلت المكان ودمرته بالكامل وبعضهم يحاول إنقاذ يزيد وياسمين الذان لم يصدرا اي صوت ويحاولوا العثور عليهم لكن .....
قد تأخر الوقت ...... فقد كانت النار التهمت أجسادهم دون رحمه فعندما نادى يزيد على عفراء كان هذا النداء الاخير وكأنه يودعها ولقد تم العثور على بقاياهم التى أصبحت رماد في احدى أرجاء المنزل التي كادت أن تبكي من شده المنظر ! .
ليخرج أحد عمال المطافي قائلا: لا حول ولا قوه الا بالله البقاء لله
وريف بصدمه وهو يهزه بعنف: انت بتقول ايه ؟ بمشمنهدس يزيد ومراته ماتوا
عامل المطافى: أنا آسف بس هيا دي الحقيقه
وريف والدموع تتصلب في عينيه: ازاي ده ....ده أنا..لسه....لسه كنت شايفه من شويه..... وومسلم عليه ازااااي ....ده مراته حامل!!!
عامل المطافى بحزن: لا اله إلا الله
..................
في مكان آخر
شوقي بإبتسامه نصر: الو ياباشا
..........: ايوه يا زفت خلصت ؟
شوقي بمكر: ليه بس كده يا بشمهندس صقر عموماً مقبوله منك المرادي و موضوعك خلص
صقر: ولعت في البيت كله
شوقي: عيب عليك يا باشا الفيلا كانت في اقل من الثانيه النار بتاكل فيها
صقر: انت متأكد؟
شوقي: عيب عليك ده زمانهم عند ربنا دلوقتي
صقر: ماشي
شوقي: تمام يا باشا أنا هاخد فلوسي امتى
صقر بصوت خفيض : يومين وهيوصلولك
حور : صقر أخيراً جيت
صقر بتوتر: انتي ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي
حور: مستنياك
صقر ببرود: لأ بعد كده تنامي أنا مش عايزك تستنيني
حور بخوف: بس أنا قلقت عليك
صقر بغضب: ليه عيل صغير أنا هتخافى عليه ليشدها من خصلات شعرها ويقول بصوت جهوري:بعد كده اقول الكلمه تتسمع ومترديش عليا
حور بألم والدموع تنهمر من عينيها:ححاضر
صقر: غورييي
ليرن هاتف صقر معلنا بمتصل لكنه تفاجأ عندما رآه يزيد (فقد عثر أحد عمال المطافي على هاتفه بين الأنقاض) فإطمأن عندما سمع صوت أحد الجيران وهو يقول: البقاء لله وحده يا بشمهندس صقر اخو حضرتك توفى هو ومراته وبنته في المستشفى بين الحيا والموت وبقالها اكتر من3 ساعات في اوضه العمليات ولسه منعرفش عنها حاجه.
ليقبض صقر يد بغيظ وغضب ويحاول تهدئه نفسه ليقول بحزن وصدمه متصنعه : لا اله الا الله أن مش مصدق ده حصل ازاي ده أنا لسه شايفه العصر يعني ابويا واخويا يموتوا ورا بعض كده لا حول ولا قوه الا بالله.
الجار بحزن: وحد الله وادعى بنته تقوم بالسلامه .
صقر بحزن متصنع: لا اله الا الله أنا جاي حالا دي بنت اخويا الله يرحمه يعني زي بنتي بالظبط.
الجار: ربنا يخليك .
اغلق صقر هاتفه ورماه على الأرض بغضب قائلاً: الله يخربيتك يا شوقي الكلب اديها لسه عايشه ومامتتش ....حيوان.
صقر بصوت عال:حوووووووور
حور بخضه: ايه في ايه؟
صقر ببرود: يزيد وياسمين توفوا وبنتهم في المستشفى بين الحيا والموت
حور بصدمه: صقر انت بتضحك عليا صح قول الحقيقة قول أنهم لسه عايشين قولي أن ياسمين مماتتش.
صقر بحزن متصنع: هيا دي الحقيقه
حور بإنهيار:لاااااااا ددي ....حامل.....يعني البيبي الصغير ده مات قبل ما يخرج للدنيا
يياسمين...ماتت! ده أنا مليش غيرها ههيا اللي بتسمعني وبتتكلم معايا عاااااااااا لأاااا
لتكمل مترجيه:عشان خاطري يا صقر ابوس ايدك قولي اني بحلم وان ده مش حقيقي.
صقر بحزن متصنع: للاسف انتي مش بتحلمي ليكمل أنا رايح المستشفى لعفراء.
حور والدموع تنهمر من عينيها: عايزه آجي معاك عشان خاطري.
صقر ببرود: البسي بسرعه 5 دقايق وهمشي
حور والدموع تنهمر من عينيها: ححاضر
استيقظت تسنيم على صوت بكاء أمها
تسنيم: مامي هو أنتي بتعيطي ليه ؟
حور وهيا تمسح دموعها: مفيش حاجه يا نيمو ممكن تكملي نومك .....أنا هروح مشوار صغغن واجي.
تسنيم بإستسلام: حاضر بس ممكن تجبيلي حلويات معاكي.
حور بإبتسامه مبتذلة: حاضر يا روحى
..................
ما أقسى الحياة عندما تَسرِق مِنك أغلى ابتسامة، وأجمَل فَرحة، وأروعِ قلبٍ، فتَكرهُ حياتِك، وتَنقلب الدُنيا على رأسِك، وعندما تُصبح الآلام والأحزان لصيقةً بحياتِك في كُلِ مراحِلها ولحظاتِها بما في ذلك ساعاتِ الفَرح، وعندَما تبكي ولا يَسمَعك أحد، وتَصرِخ فلا يُجيبك أَحَد، وتشكو فلا تَردُ عليكَ سِوى الجُدارن، عندما تُصبِح الوِحدة رفيقةَ دَربِكَ، والضيق أقرَب خِلانِك، والمرارةُ أَعز أصدِقائِك.
يدلف الطبيب من حجره العمليات بعد فتره دامت 4 ساعات ويظهر عليه علامات الإجهاد ليندفع إليه وريف واحدى الجيران قائلا خير يا دكتور طمنا
الطبيب: الحمدلله عدت على خير انتوا لو كنتوا استنيتوا شويه كمان كانت ممكن توصل لمرحله اصعب أو لقدر الله منعرفش نتصرف وتموت.
وريف بلهفه: يعني هيا كويسه يا دكتور
الطبيب بإبتسامه: ايوه الحمدلله بس هي مش هتفوق على طول لأن أنا ادتها مسكنات هتخليها تنام اطول فتره ممكنه عشان الجروح اللي في ايديها ورجليها ليكمل هو انت باباها؟
وريف بحزن: حاجه زي كده
ليدلف صقر وحور مسرعين إلى المشفى ويبحث عن غرفه عفراء.
صقر: لو سمحت ممكن تقوليلي اوضه عفراء يزيد النويري رقم كام؟
السكرتيره: آخر الكوريدور اوضه رقم 20
وريف بصوت خفيض: الحمدلله انك فكرت تيجي .
صقر: هيا عامله ايه دلوقت؟
وريف: لسه طالعه من اوضه العمليات والحمدلله الدكتور طمنا
صقر بغضب مكبوت: طيب انتوا تقدروا تمشوا دلوقت وأنا هفضل معاها ومتشكر على كل حاجه
وريف: لا شكر على واجب يا بشمهندس صقر دي زي بنتي واكتر
صقر ببرود: تقدروا تمشوا
وريف بإحراج: تمام حضرتك ....البقيه في حياتك
صقر: في حياتك الباقية
حور بنظره دامعه: أنا هدخل لعفراء
صقر ببرود: اتفضلي
استغل صقر دخول حور لعفراء وقام بإجراء مكالمه يخبر بها والدته عما حدث و اخذ يسب ويلعن شوقي على غبائه وأخذت سعاد تندب حظها فعفراء هي الوريث الوحيد بعد يزيد.
...................
في احدى الاماكن بلندن

عفراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن