الفصل الثامن( اعتراف)

11 3 6
                                    

صقر: بتعملي ايه؟!
حور بخوف: ااااا
صقر بغضب: بتعملي ايه؟!
حور بتوتر:....اانا كنت....جايه اتكلم معاك
صقر بضجر: خيررر
حور بتوتر: هو......هو انت فكرت في كلام تسنيم؟
صقر بضجر: لأ ومش عايز
حور: مش عايز ايه؟!
صقر: مش عايز افكر في كلامها!
حور: ليه؟!.....هو انت مش ملاحظ انها لسه صغيره على انها تقول كلام زي ده؟!...وتطلب منك الطلب ده؟!
صقر بملل: عادي على فكره......وبعدين ده معناه ايه؟ معناه انها ذكيه وبتعرف تعبر عن مشاعرها وفي اطفال غيرها مبيعرفوش شوفتي بقى!! ليكمل بضحك: بصراحه استاهل حد يسقفلي صح عشان تعرفي بس اديني خلتها تعرف تعبر عن مشاعرها
حور بدهشه: أنا مش عارفه اقولك ايه بجد!!!!
صقر بفخر: متقوليش حاجه
حور بصدمه: هو انت مستوعب انت بتقول ايه؟! انت فرحان أن بنتك بتقولك كلام زي ده؟!......مبسوط انك مش معيشها سنها وبتعاملها اوحش معامله؟!......مبسوط انها بتطلب منك تحبها ومتضربهاش؟!
صقر بغضب: بقولك ايه أنا مش ناقص وجع دماغ......وبعدين انتي بتطلبي مني حاجه أنا عمري ما اخدتها من ابويا اصلا
ازاي اديها الحب والحنان اللي عمري ما خدته؟
ازاي مضربهاش واعيشها سنها وانا عمري ما عيشت طفولتي؟! انتي بقى لو كنتي خدتي الحب والحنان ده من أهلك اديهولها
انتي لكن متطلبيش مني حاجه أنا معرفش معناها ليكمل: واه أنا اخدت قرار خلاص بخصوص الزفت اللي فبطنك و قدامك خيارين وانتي  اختاري براحتك ياما تسمعي كلامي وتنزليه وتعيشي معايا عادي يأما تسيبيه واطلقك وارميكي في الشارع انتي وبنتك
حور بدموع وصدمه: ااانتت....انت بتتكلم جد؟
صقر: امال بهزار فكري براحتك وقوليلي
لم تستطع حور أن تنطق ببنت شفة وكل ما فعلته هو الذهاب الى غرفتها وهي تحت تأثير الصدمه و تحاول أن تحافظ على اتزانها لكي لا تسقط أرضا وتفقد الوعي مره اخرى
...........................
في سياره غيث بجوار الملجأ
كانت ترتجف من شده الخوف لا تستطيع أن تتحكم في نفسها كانت تحاول أن تخفي خوفها لكن دون فائدة تدعوا ربها بأن لا يحدث مكروه لرنيم وان ينتصروا على هؤلاء المجرمين.......فاقدين الرحمه.
محمود بجديه: غيث مين اللي هيدخل معاك
غيث: أنا وبيسان
محمود: تمام كل اللي هتعملوه انكوا هتدخلوا وتشوفوا اللي هيحصل جوه ولو حصل اللي احنا شاكين فيه فعلاً او حتى حد شافكوا رن عليا رنه وأنا هبقى جاهز أنا واللي معايا وهندخلكوا في اقل من دقيقه
غيث بقلق: تمام....أنا قلقان حاسس ان قلبي مقبوض
محمود: متقلقش إن شاءالله خير....يلا بقى عشان متتأخروش اكتر من كده لان كل ما الوقت يعدي الخطر بيزيد
غيث: تمام
نسرين بغضب: انتوا الاتنين هتدخلوا أنا بقى هعمل ايه مليش لازمه صحححح؟
محمود: لأ يا ذكيه انتي هتراقبي المكان معانا ممكن حد ييجي كده ولا كده  ومناخدش بالنا فساعتها تقوليلنا
نسرين بتهكم: متخدوش بالكوا؟! هو في ضابط ما بيخدش باله؟
محمود بغيظ: نفسي اعرف هتفضلي بلسان طويل لحد امتى؟!
نسرين بإستفزاز: وأنت مالك لساني وانا حره فيه وبعدين....
غيث بمقاطعة وهو يضغط على يدها: ما خلاص بقى يا نسرين راقبي المكان معاهم وخلاص وبطلي شغل العيال ده
ضيقت أعينها بنظره غاضبه وقالت: أنا عيله؟!....ماشي ماشي 
غيث وهو يوجه كلامه لبيسان: يلا؟
بيسان ببكاء: أنا.....أنا خايفه
غيث: اطمني طول ما ربنا معانا خير إن شاءالله ليكمل بضحك وبعدين أنا للدرجادي مليش لازمه ويتخاف من حاجه معايا مش موثوق فيا يعني؟!
بيسان وهيا تمسح دموعها: بصراحه اه
غيث بغضب متصنع: صريحه انتي اوي طب جامليني حتى !!
نسرين بخبث: وهيا هتجاملك ليه؟!
محمود بهمس لنسرين: كسفتي الراجل الله يخربيتك
نسرين بهمس: ملكش دعوه
غيث: احمممم....يلا
بيسان بقلق: يلا
نسرين: يلا استودعكم الله....ربنا ينصرنا
غيث: يارب
...........................
في فيلا صقر
كان يجلس على الكرسي الخاص بمكتبه ويضع قدم فوق الأخرى  رافعا إياها على المكتب يفكر في شىء ما رن هاتفه وكان يعرف مَن المتصل ويتعمد أن يتجاهله ولكن طفح الكيل فهذه  تقريبا المره المئه التي يتصل فيها وعلى الرغم من عدم وجود مجيب إلا أنه يتصل مره اخرى دون ملل أو كلل.فقرر أن يجيب عليه لعله يصمت أو يتوقف عن الاتصال.
صقر ببرود: الو
شوقي بغضب: عدى اسبوع ومشوفتش ربع جنيه حتى فين الفلوس؟!
صقر ببرود: معلش بقى مشاغل.....نسيت عادي يعني انسان وبنسى عادي
شوقي بغضب: أنت بتماطل معايا وشكلك مش هتديني حاجه في الآخر صح قولي بصراحه؟
صقر بضحك: طب ما انت حدق اهه وبتفهم
شوقي بمكر: يعني انت مستغني اوي كده؟
صقر ببرود: هخاف منك يعني؟ هتعمل ايه ؟
شوقي بمكر: هبلغ وساعتها انت مش هتبقى لوحدك هتبقى انت والست الوالده وأنا بصراحه اقدر اصرف نفسي لو وقعت
صقر بغضب: انت بتهددني يا شوقي الكلب!!!
شوقي ببرود: معرفش احسبها زي ما تحسبها
صقر وهو يقبض يده بقوه محاولا أن يهدأ نفسه: بقولك ايه......فلوسك جاهزه قابلني عند.........
شوقي بمكر: أنا كده احبك عشر دقايق وتلاقيني هناك....متتأخرش بقى يا نجم
صقر بمكر: طبعا مش هتأخر
ليغلق صقر هاتفه وهو ينظر إلى سلاحه الناري بشر
صقر بمكر: طلبتها وهتنولها إن شاءالله واخلص منك وارتاح من قرفك.
.............................
وحيد دون عائله مقيد مثل الطير فارقني الجميع وبقيت بمفردي في هذا المكان ومع وحوش لا يعرفون الرحمه...عانيت وشقيت ووقعت وبكيت و ها أنا مازلت بمكاني اعاني.
غيث بهمس: اقفي ورايا وياريت تحاولي متعمليش صوت و.....
لم يكمل حديثه حتى سمع صوت صراخ آت من إحدى الغرف البعيده
بيسان بخوف: انت سمعت اللي انا سمعته
غيث بهمس: ششش وطي صوتك ايوه سمعت
بيسان ببكاء: لو حصلها حاجه هبقى أنا السبب
غيث: متقوليش كده بس إن شاءالله مش هيحصلها حاجه...احنا لازم نعرف مصدر الصوت فين بالظبط
بيسان بخوف: شايف الأوضه اللي هناك دي
غيث بتعجب: مالها؟!
بيسان : بص تحت عقب الباب بتاعها هتلاقي أن طالع منها نور خافت جداً الاوضه دي غالبا مخزن ومحدش بيدخلها و النور بتاعها مش بيبقى قايد !!
غيث: وتقريبا الصوت جاي من هناك...تعالي ورايا
اخذ غيث وبيسان يقتربان من هذه الغرفه وكلما اقتربا يصبح صوت الصراخ أكثر وضوحا حتى اختفى تدريجياً وقفا أمام الغرفه وفتح غيث الباب ببطئ شديد محاولا عدم إصدار أي صوت وهنا كانت الصدمه.
أعينها مغلقه يحاوطها الدماء من جميع الجهات وعلى جسدها علامات وحشيه توضح كل ما حدث كانت تحاول أن توقظها ولكن لا حياة لمن تنادي فقد ذهبت الى من هو احن عليها بكثير رحلت عن هذا العالم القاسي الذي لم ترى فيه غير الشده والعنف.
عندما رأت هذا المنظر لم تستطع أن تصمد أكثر من ذلك دفعت الباب بشده وتوجهت إليها بجسدها الذي يرتجف من هول المنظر اخذت تنادي عليها بصرخات متتاليه وبصوت مبحوح توجه إليها غيث بأعين ممتلئه بالدموع التى لم يستطع أن يقاومها وهو يحاول أن يبعدها.
نظرت له بغضب وأخذت تضربه على صدره: انت قولتلي مش هيحصلها حاجه ووعدتني انها هتكون بخير انت كداب كدااااب..كلكوا كدابين
ثم توجهت إلى صابرين بغضب وصفعتها على وجهها وامسكتها من عنقها بعنف: يا حقيره يا زباله موتيها وارتاحتي أنا مش هرحمك ومش هسيبك غير وانتي ميته.
دفعها غيث قائلا: متضيعيش نفسك وحياتك عشان وحده زي دي سيبيها يا بيسان والبوليس هيتصرف معاها.
بيسان بغضب: عمري ما هرتاح ولا هشفي غليلي غير لما آخد حق رنيم وحق أي طفل اتعذب بسببها .
بينما هو يحاول أبعادها كانت هناك أعين تنظر بصمت وصدمه اخذت تتذكر الماضي وكيف تعرفت على رنيم وكم كانت هذه الطفله في غايه البراءه والهدوء
Flash back:
دلفت إلى أحدى غرف الملجأ بابتسامه لكي توزع بعض الهدايا على الأطفال لترى طفله مختلفه عن باقي الاطفال فجميعهم يلعبون أويتحدثون  بينما هي ظلت صامته تضم قدميها إلى صدرها وتنظر في اللاشئ
رنيم طفله ذات 6 سنوات تمتلك عينان تشبه حبات القهوه وشعر قصير اسود ناعم يزين جبهتها بغره وبشره قمحاويه.
نسرين بابتسامه: بس بسس القمر قاعد لوحده ليه؟
ارتجف جسد رنيم وبدأت تضم قدميها لصدرها أكثر.
لتكمل نسرين : اتفضلي عروسه شبهك على الرغم انك اجمل منها بكتير
رفعت رنيم رأسها بنظره غامضه ثم انزلت رأسها مره اخرى
نسرين بابتسامه: اسمك ايه؟
رفعت رنيم رأسها مره اخرى وبدأت تنظر إلى نسرين لعده دقائق دون اجابه حتى أجابت: رنيم
نسرين: انتي جديده هنا مش كده؟
رنيم: اه
نسرين وهي تمسك اصابع رنيم بمشاكسه: ايه رأيك نكون اصحاب؟
رنيم بتردد: ماشي
نسرين بإبتسامه: وانا اوعدك احاول آجي اكتر من يومين وهجيبلك حاجات حلوه معايا وانا جايه اتفقنا؟
رنيم بإبتسامه مرتعشه: اتفقنا
Back:
لم تستعد وعيها إلا على صوت عربه الإسعاف ومجموعه من الضباط الذين اقتحموا المكان وقاموا بالقبض على صابرين التى لم تستطع استيعاب ما يحدث حيث أنها ظنت أن الأمر سيمر بكل سهوله وان ضربها المبرح لرنيم سيمر مرور الكرام ولن يصل إلى الموت.
....................
بلندن
كانت تجلس بتيهه وتنظر في اللا شئ لا تستطيع استيعاب ما يحدث اخذت تتذكر الماضي والدموع تترقرق من عينيها تشعر بالذنب الشديد نحو كل ما فعلته مع ابنتها بدايتاً من طرد ابنتها ومرور سنوات عديده دون أن تراها حتى محاولات ابنتها في التواصل معها لاخر لحظه دون ملل أو كلل ومقابلتها لهم بالرفض.
توليب بحزن: ماما مش هتدخلي جوه الوقت اتأخر والدنيا برد
زمرد بتيهه: سيبيني عايزه اقعد لوحدي
توليب: عشان خاطري يا ماما ادخلي جوه و...
زمرد بمقاطعه: هو انتي كنتي بتكلمي ياسمين؟
توليب بقلق: اه
زمرد بدموع: كانت بتكلمك عني؟
توليب ببكاء: اه كانت بتقولي انها بتتصل عليكي كتير مبترديش ياسمين حاولت تعمل اي حاجه عشان حضرتك تسامحيها بس انتي مديتهاش اي فرصه لده.
أغلقت عينيها والدموع تترقرق منها وهي تشعر بالذنب الشديد حيال ذلك تتمنى أن يرجع بها الزمن للحظات فقط حتى تراها وتحتضنها وتخبرها أن ما حدث كان رغماً عنها.
توليب وهي تحتضنها: ياسمين مش زعلانه منك يا ماما هي بس كانت عايزه تعوض كل السنين اللي فاتت وترجع تاني.....شريف قالي أن فاضل اسبوعين بالكتير ونرجع مصر ارجوكي تحاولي تكوني كويسه انتي الوحيده اللي بقيالي.
نهضت زمرد بصمت متوجهه إلى غرفتها بدموع متمنيه أن يكون كل هذا كابوس مزعج وستستيقظ منه.

عفراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن