مع نسيم الفجر البارد، ومع كل طير عن عشّه شارد، ومع تحول لون السماء الي اللون البنفسجي البرتقالي وبروز اول ضوء للشمس الذهبيه لتعلن بدايه يوم جديد مليئ بالأمل والتفاؤل وأيضاً مليئ بالصدمات والألم
6:00Am
صوت هاتف مزعج يصدر من غرفة هذان النائمان في سبات عميق يستحيل الاستيقاظ منه .
اخذ يتحرك يميناً ويساراً من آثر الصوت ويتمنى أن يتوقف تنهد بيأس ليفتح عينيه العسليتين ويتناول الهاتف ليرى من المتصل
يزيد بصوت ناعس:الو
امينه (خادمه فيلا عثمان ):ايوه يا يزيد بيه عثمان بيه تعبان اوي وعايزك تيجي بسرعه
انتفض يزيد من سريره قائلا: ايييه !! أنا جاي حالا سلام.
لتستيقظ ياسمين بقلق: في ايه يا يزيد ؟
يزيد وهو يرتدي قميصه بعشوائية: بابا شكله تعبان اوي يا ياسمين أنا لازم ارحله دلوقتي.
ياسمين:طب استنى هاجي معاك
يزيد:لا يا حبيبتي خليكي انتي مع عفراء وأنا هروح اشوف بابا ماله خلوا بالكم انتوا من نفسكوا بس
ياسمين:وخلي بالك من نفسك انت كمان
يزيد:طيب سلام
...........................................................
في فيلا عثمان:
سعاد بإستهزاء: انتي ياللي اسمك امينه انتي يا غبيه يالي هنا
امينه:نعم يا هانم
سعاد بصوت عالي نسبياً:ياه أخيراً الست هانم ردت ايييه مبتسمعيش بقالي ٣ساعات بنادي
امينه:اسفه يا هانم
سعاد:اتصلتي بسي زفت وقولتيلوا ييجي
امينه:ايوه ياهانم
سعاد:أنا بستغرب بصراحه حتى وهو بيموت عايز يزيد سعادبسخريه اكبر :يزيد هاتولي يزيد أنا عايز يزيد أنا عايز زفت ياخي ربنا ياخدك أنت ويزيد ونرتاح منكم انتوا الاتنين
عثمان بضعف: حتى وأنا بموت وانتي بتكرهيني فيكي اكتر واكتر يا شيخه اعملي حاجه كويسه في حياتك خليني افتكرك بيها أنا ندمان على كل يوم كان بيعدي عليا وانتي على ذمتي الله يسامحك يا بابا انت السبب.
صقر بصوت جهوري:أنا مش فاهم انت عايزه ليه هينجيك من الموت يعني ولا هيخفف عنك ده حته عيل ملوش اي تلاتين لازمه وانت بس اللي مديه قيمه على الفاضي ده أنا ساعات بحس اني مش ابنك بحس انك جايبني من ملجأ
لتبتسم سعاد بمكر لعثمان
عثمان بصوت خفيض:طول عمري بحاول مطلعكش زي امك وانك تطلعلي أنا عشان مش عايزك تبقى اناني وحقود بس للاسف فشلت.
يفتح الباب فجأة ويظهر يزيد اللذي يظهر عليه علامات القلق
صقر بسخريه:اهو الابن البار وصل اهو
يزيد بتوتر :بابا !! مالك يا حبيبي ؟
عثمان:تعالى يابني
يزيد وهو يتجه لفراش والده بقلق وهو يتصبب عرقا:نعم يابابا
عثمان بصوت خفيض يكاد لا يسمع :بص يابني انت الحاجه الحلوه اللي كانت في حياتي والوحيد اللى عمره ما هينساني بعد ما اموت
يزيد مقاطعا:بعد الشر عليك يا بابا
صقر بسخريه:مثل مثل وبين نفسك طيب قدامه
عثمان متجاهلا كلام صقر :اسمعني يا بني وتقاطعنيش خلي بالك من نفسك ومن مراتك ومن عفراء اللي هتوحشني وقلها اني بحبها اوي واوعدني لو مراتك خلفت ولد تسميه على اسمي وخلي بالك من مرات اخوك حور وتسنيم
صقر بغضب:يااااه للدرجادي مليش لازمه طب هو مالو بمراتي وبنتي
عثمان بإستهزاء: دلوقتي افتكرت أنها مراتك اللي بتعاملها زيها زي الخدامين ولا بنتك اللي بتزعقلها وتمد ايدك عليها بنتك اللي بتخاف منك !!! ليسعل عثمان بشده ثم يكمل قائلا بوصيك يا يزيد تخلي بالك من الشركات والشغل أنا عارف انك عامل اللي عليك وزياده وخلي بالك من عفراء وتسنيم خلي بالك منهم مش عايزهم ينزلوا دمعه بعد ما اموت
يزيد وعيناه مليئه بالدموع:متقولش كده يا بابا انت هتبقى كويس وهترجع احسن من الاول صدقني
عثمان مبتسما:مع السلامه يا يزيد مع السلامه. كان يقول هذه الكلمات وهو يودعه لا بل يودع الدنيا بأكملها ليذهب لربه الذي اختاره لانتهاء رحلته في الحياه والذهاب إلى المكان الابدي الذي لا نهايه له.
ليغلق عينيه ويترخى جسده ليذهب إلى مكان آخر تاركاً الحياه
يزيد ببكاء:قوم يا بابا قوم انت اكيد مش هتسبني لوحدي قوم عشان خاطري يزيد بصراخ:باااااابااااا!!!!
يخطف أعز الأشخاص لدينا دون سابق أنذار أو موعد بل أنه يأتي دون إستئذان نشعر بالصدمة والحزن الشديد على من رحلوا وتركونا رغما عنهم وعلى قدر المعزة والمحبة التي يكنها في قلوبنا لمن غادر الحياة على قدر حزننا عليهم وبكائنا على فراقهم.فاللهم ارحم موتانا وموتا المسلمين و أجعل مثواهم الجنه ❤️
*******************************
مر اسبوع وهو على نفس الحاله لا يأكل شيئا معزولا في غرفه وينام بعد فتره طويله من البكاء.
عفراء:مامي هو بابي زعلان مني
ياسمين بحزن:لا يا روحي
عفراء:امال ليه معدش بيلعب معايا ذي الاول ومعدش بيكلمني
ياسمين:لأ ياحبيبتي هو زعلان عشان جدو عثمان راح عند ربنا
عفراء ببرائه:امممم بس أنتي قولتيلي أننا هنشوفه في الجنه مش كده ؟
ياسمين:ايوه يا حبيبتي إن شاءالله
عفراء:هو جدو هيوحشني اوي بس أنا هستنى لحد ما نروح الجنه واشوفه
ياسمين بإبتسامه: إن شاءالله يا حبيبتي أنا هروح اشوف بابي ماشي
عفراء:ماشي
لتردف ياسمين الي الغرفه التي تملكتها العتمه والظلام
وتفتح إحدى النوافذ لينتشر ضوء الشمس الذهبية في أنحاء الغرفة لتنظر الي تلك النائم الذي فقد الكثير من وزنه واصبح ذو ملامح باهته ومرهقه وعينيه المنتفختان من آثر البكاء الذي ترك اثر على وجنتيه
لتقترب منه وتطبع قبله على وجنتيه قائله بصوت هامس:يزيد حبيبي قوم كفايه نوم بقى يا كسول
ليفتح يزيد عينيه المرهقتان بإبتسامه مبتذله:صحيت اهو
ياسمين بإبتسامه: أخيراً ده أنا وعفراء مستنينك تصحي من زمان ده حتى بيبي عثمان مستنيك من زمان
ليبتسم يزيد قائلا :انتي بجد هتسميه عثمان !!؟
ياسمين بإبتسامه: ايوه
يزيدبإمتنان :أنا مش عارف اقولك ايه يا ياسمين أنا متشكر بجد على كل حاجه بتعمليها معايا وبتحاولي تطلعيني من الي انا فيه عارف تعبتك معايا الايام دي
ياسمين:انت بتقول ايه يايزيد ده واجبي والمفروض اني اقف جمبك في ظروف زي دي بطل تقول الكلام ده عشان هزعل منك بجد
عفراء بفرحه:بابي!!!
يزيد مبتسماً:عفرائي تعالي يا قلب بابي
عفراء وهي تحتضن يزيد: وحشتني اوي يا بابي
يزيد :وانتي اكتر ايه رأيك نلعب مع بعض
عفراء بحماس:ايوه فكره حلوه
يزيد: انتي احلى .
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
في فيلا صقر
كانت تلعب تسنيم بإحدى الدمى التي اسمتها روز والتي كانت تعاملها مبثابه اخت لها
تسنيم: بصي ياروز أنا امبارح عملتلك ضفيره انهارده هفردهولك بصي شكله حلو ازاي انتي جميله اوي يارلوز كان نفسي عفراء تشوفك وتيجي تلعب معانا هتحبيها اوي
صقر آتيا من خلف تسنيم بغضب لينتزع منها دميتها روز ليقطع لها أحد ذراعيها :اياك اسمعك بتنطقى اسم البت دي على لسانك انتي فاهمه ......فاهمه ولا لأ!!؟
تسنيم ببكاء وخوف :فاهمه
صقر بغضب: يالا امشي من قدامي وخدي ست روز بتاعتك دي
لتأخذ تسنيم روز التي أصبحت ذات اليد الواحده و تتناول اليد الأخرى بيد مرتعشه وتذهب بعيداً كما طلب منها أباها الذي أسمته ببرائتها الوحش المخيف .
..........................................................
رايكوا عشان دي اول مره اكتب؟
اتمنى يعجبكم 💓
أنت تقرأ
عفراء
Roman d'amour. طريق كالسد المهجور تملأ جنباته الصخور طريق تحوطه الأشواك من كل جانب ليس به أي نور وقعت ووقعت ومت ورجعت ولازالت داخل الطريق لا أنا خرجت ولا أنا رجعت كما كنت.
