الفصل الخامس

24 3 0
                                    

النيران منتشرة في أرجاء المكان وتقترب منها أكثر واكثر كانت تحاول الهروب ولكنها لم تجد مخرجاً للنجاة ليظهر والدها فجأة وهو يصرخ بإسمها ويحاول إنقاذها .
يزيد بصراخ وهو يقترب منها: عفرااااااااء......متخافيش ياحبيبتي أنا هنقذك ...امسكي فيا بسرعه.
ليأتي من خلفه رجل أشبه للوحش ذو مخالب طويله ووجه قبيح غاضب
يمسك يزيد ويدفعه نحو النيران وهو يضحك .
لتصرخ عفراء ببكاء: بابييييييي..... متسبنيش ارجوك
صقر بضحك وهو يدفعها نحو النيران: متخافيش.....هتحصليه انتي كمان...هاهاها.
لتستيقظ من هذا الكابوس اللعين وهيا تبكي وتصرخ بإنهيار
عفراء ببكاء: بابييييييي.....نار نار نار في كل مكان
آيه بصوت مفزوع: عفراء في ايه
عفراءبإنهيار: نار.... نار....كتيره اوي....و...
.وبابي وقع فيها......وحش كبير.....بيضحك...شكله.....بيخوف اوي.....وأنا وقعت....فيها.....أنا....كمان....عااااااااااااااا
آيه بحزن وهي تحتضنها: شكلك كنتي بتحلمي بحلم وحش اوي
عفراء ببكاء: لأ حقيقي..... أنا....شوفت.... بابي....ونار نار حقيقيه
لتشتد آيه في احتضانها: مفيش حاجه اهدي
مفيش نار ولا اي حاجه ومفيش وحش هنا
أنا جمبك متخافيش
لتبكي عفراء بإنهيار: أنا عايزة بابي ومامي
آيه ببكاء: هما في مكان احسن بكتير من هنا يا عفراء .
لتبكي هذه الطفله المسكينه بإنهيار دون توقف تترجى آيه أن تحضر لها والديها.

طفـــله .. نعم طفله صغيــــره طفله بريئه... طفــله يتيــمه.. لا أم تسقيها حناناً... لا أب يلبّي احتياجاتها ويعطف عليها... لا أخ يشاركها همومها... لا أخت تدللــها... وحيـــده ليس معها أحد... يشاركها همومها وأحزانها... ما أقساها من دنيــا وما أصعبها.
.................
في احدى مستشفيات لندن
شريف بإبتسامه: كويس جدا حضرتك تقدري تمشي من المستشفى انهارده
زمرد بفرحه: بجدددد!!! ياه اخيرا
شريف بجديه:ايوه بس لازم برضه الراحه التامه
زمرد: ماشي متشكره أوي يا دكتور شريف على كل اللي بتعملوا معايا والتعب اللي تعبته الاسبوع ده بسببي
شريف: لأ متقوليش كده حضرتك زي والدتي بالضبط
زمرد بإبتسامه: ربنا يخليك..... امال توليب فين؟
شريف: أنا قولتلها متجيش انهارده عشان حضرتك هترجعي البيت وعشان زين هيبقى لوحده لأن أليس مجتش انهارده
زمرد: ماشي اقدر اروح امتى؟
شريف: باقي إجراءات الخروج وبعدها هروح حضرتك
زمرد: تمام
..................
في فيلا صقر
كانت تجلس في احد أركان غرفتها وهي تضم قدميها الي صدرها كموضع الجنين وتنهمر الدموع من عينيها التي دبلت وكانت تتذكر كلماته القاسيه التي كان يرميها عليها وكأنها سهام دخلت قلبها ومزقته تماما.
Flash back:
حور ببكاء وقهر: ياااه للدرجادي كنت مغفله اوي كده وصدقت انك بتحبني بجد وانك متجوزتنيش عشان فلوسي لأ بجد برافو عليك عرفت تمثل مضبوط
أنا عايزه اقولك كلمه اخيره انت مش مجبر انك تخليني على ذمتك..... صقر طلقني.
صقر ببرود: مش بمزاجك على فكره ولا انتي مفكره دخولك في حياتي زي خروجه .
صقر بنبره أعلى: لأ أنا اللي اقرر مش انتي وبعدين مالك واثقه في نفسك اوي كده ليه ده أنا بمجرد ما اطلقك هرميكي في الشارع وتتشردي انتي وبنتك هو انتي مفكره أن فيه حد هيعبرك أساساً بمنظرك ده شوفي شكلك عامل ازاي شوفي وشك اللي عامل زي الباندا وعنيكي اللي طالعه بره دي شوفي جسمك عامل ازاي ده أنا بقف جمبك بحسك عفريته .
صقر بسخريه اكبر: وبعدين هتشتغلي ايه ممكن تقوليلي؟ هتشتغلي بشهادتك؟
هترجعي مترجمه تاني لأ أنا مبهور بجد مين هيقبلك أساساً.
حور بقهر وهي تصرخ: انت السبب...... ايوه انت.......انت اللي قعدتني في البيت......وانت اللي خليت شكلي كده من نكدك وقرفك......انت اللي وصلتني للمرحلة دي......خلتني زي الذليله عندك ولحد دلوقتي بتعمل كده......بس لأ أنا اقدر ارجع اقوى من الاول واحسن .....اقدر ارجع بس لو بعدت عني.......بعدك راحه بالنسبالي......وصدقني هييجي اليوم اللي هتبقى فيه ذليل عندي وبتترجاني ارجعلك تاني وهتبقى بتموت عليا......وبنتك عمرها ما هتحبك يا صقر وهتفضل تكرهك طول حياتها وكل ماتشوفك تستعر منك...... وعمرها ماهتقف في صفك ابدا......صدقني هتندم على كل حاجه عملتها ولسه بتعملها معايا
ومع غيري خصوصاً عفراء اللي حضرتك رميتها في الملجأ
صقر ببرود: كلامك ده تحطيه في الزباله وبرضه مش هعمل غير اللي انا عايزه برضاكي أو غصب عنك وكلامك ده هتتحاسبي عليه بعدين.
حور ببكاء: أنا بكرهككك
صقر ببرود: ببادلك نفس الشعور
Back:
حور ببكاء: أنا عملت ايه في حياتي عشان اتجوز واحد زي ده.......أنا صدقته فعلاً لما قالي أنه بيحبني.......و كنت واثقه فيه وحبيته بجد ......طلع طمعان فيا وفي فلوسي......ططب وبنته مفكرش فيها.....مفكرش ولا مره في مشاعرها واحساسها لما بيضربني وبيزعقلي قدامها.......عمره ما حسسها أنه ابوها اساسا دايما زعيق وضرب.....ده غير أنه مش قابلها.......ده أنا عمري ما شوفته بيحضنها.......يارب اكتبلي اللي فيه الخير وابعدني عن كل شر أنا وبنتي وقويني يارب عشان أنا معدتش قادره استحمل خلاص.
صقر وهو ينادي على حور بغضب: حورررر انتي يا هانم
حور بتهكم:نعم
صقر بغضب: ادخلي حضريلي الاكل أنا جاي من الشغل تعبان.
حور: اعمل لنفسك
صقر بغضب هو يشدها من شعرها: لأ مهو مش عشان سكتلك مره واتنين وتلاته تتمادي فيها بس الظاهر اني دلعتك زياده ولازم تتعلمي الادب و....
تسنيم بمقاطعة: بابي في حد بيتصل عليك
صقر بتوعد لحور: ربنا نجاكي المرادي بس مش هسيبك
تسنيم بهمس: متخافيش يا مامي مش هخلي بابي يضربك أنا هنقذك
حور ببكاء وهيا تحتضنها: ياروحي ربنا يخليكي ليا
تسنيم: مامي هو بابي بيضربك ليه؟
حور بقهر: بصي هو بيبقى متعصب وبيعمل كده غصب عنه فمتزعليش منه
تسنيم بغضب: لأ يامامي أنا زعلانه منه اوي عشان ضرب عفرء كتير ووداها في حته بعيد وكمان قال أنه مش بيحبها ومش بيحبني أنا كمان وكمان بوظ روز وانتي اللي صلحتيها أنا زعلانه منه ومش هكلمه تاني
تسنيم ببكاء: ده مش بابايا اصلا
حور: لأ يا تسنيم مينفعش تقولي كده باباكي بيحبك وبيخاف عليكي
تسنيم ببكاء: لأ يامامي بابي بيضربني كتير اوي وبيحبسني فأوضه ضلمه أنا مش بحبه
عمو يزيد احسن منه أنا هيتناه ييجي عشان اقوله على اللي عمله فيا أنا وانتي وعفراء وهنقعد عند طنط ياسمين ومش هنيجي هنا تاني
حور ببكاء: ياريت يا تسنيم ياريتهم ماكانوا ماتوا
تسنيم ببكاء: ماتوا!!!!!!! يعني ايه؟
حور ببكاء: راحوا عند ربنا ومش هنشوفهم دلوقتي
تسنيم ببكاء: وعفراء راحت معاهم؟
حور ببكاء: لأ بس منقدرش نشوفها هيا كمان
تسنيم ببكاء: لأ يامامي أنا عايزه عفراء
حور وهي تحتضنها وتواسيها ببكاء: إن شاءالله هنشوفها وهترجعي تلعبي معاها تاني بس ادعي كتير يا روحي ادعي كتير اوي.
.................
في فيلا عثمان
كانت تجلس هي وصديقتها في بهو المنزل وتدخن سيجار من النوع الفاخر وهي تضع ساقاً فوق ساق وتفكر بأمر ما
كوثر بخبث: هو انتي واثقه فإبنك ده
سعاد: مش اوي بس أنا مبينالوا اني واثقه فيه وكده متخافيش أنا عارفة أنا بعمل ايه كويس
كوثر: ماشي براحتك بس حاولي تخلصي الموضوع بسرعه احنا عايزين نطمن عليكي
سعاد بغرور: تطمنوا عليا برضه ولا تطمنوا فلوسي
كوثر بضحكه متوتره: اه منك اكيد لأ طبعا عايزين نطمن عليكي انتي وبعدين ما احنا اتفقنا أن لينا نسبه ولا ايه
سعاد بخبث: على فكره كل ده بمزاجي و برضايا أنا اللي اقرر
كوثر بضحكه خبيثه: يا ستي احنا صحابك واحنا اللي قايلنلك الفكره
سعاد: اه بس متنسيش اني مطلبتش منكم ده انتوا اللي اتطوعتم وجبتم فكره تبديل دوا القلب بتاع عثمان لدوا تاني عشان يقلل نبضات القلب بالتدريج ويموت بس في كذا طريقه كنت اقدر اموته بيها عادي جدا ومن غير مساعدتكم وأنا اللي قررت اديكي انتي ومنى نسبه يعني جايه من عندي أساساً.
كوثر بغضب مكتوم: ماشي أنا هقوم امشي أنا دلوقت
سعاد بخبث: ماشي
كوثر بهمس متوعد: هتشوفي
..................
في لندن
كان يقف في حديقه المنزل ويتأمل شكل السحب البيضاء والأشجار التي تملؤها الزهور وصوت زقزقه العصافير التي تملأ المكان .
ظهرت ابتسامه على ثغره الصغير فقد علم أن هذا المكان هو المكان المناسب للعزف أخرج آلته الموسيقية المفضله لديه وهي الهارومينكا وبدأ في العزف ببراعه فعلى الرغم من أنه لم يتعدى العاشره إلا أنه يستطيع أن يعزف على بعض الآلات الموسيقية مثل البيانو والجيتار والعود ولكن المفضله لديه هي الهارومينكا فقد تعلم العزف عليهم من مدرسته فأصبح العزف على آلالاته الموسيقية أحد هواياته.
بعد انتهائه من العزف سمع صوت تصفيق التف ورائه وجدها أمه توليب وهي تبتسم بسعاده وتفتح ذراعيها لكي تحتضنه
ذهب مسرعاً إليها بسعاده.
توليب بإبتسامه وهي تحتضنه: عمري ما سمعت عزف بالجمال ده يا زينو انت بتعزف حلو اوي
زين بفرحه: شكرا يامامي
توليب: العفو يا قلبي
زين: أنا فرحان اوي
توليب بإستفهام: اشمعنى؟
زين: عشان انتي مش بتعيطي وبتضحكي مامي هو انتي كنتي بتعيطي ليه؟
توليب بحزن: عشان كنت زعلانه شويه
زين: ليه؟
شريف مقاطعا: زين ممكن تروح على اوضتك عايز اتكلم مع ماما شويه
زين بتذمر: حاضر
توليب بقلق: في ايه ماما كويسه
امسك شريف يدها بنظره مطمئنه: اه كويسه متقلقيش هيا قالتلي انها هتدخل تنام شويه
توليب بحزن: ماما بدأت تلاحظ شكلي يا شريف وأنا مش قادره أخبي اكتر من كده مش قادره أخبي الوجع اللي جوايا بضحكه أنا عايزه اقولها أن ياسمين خلاص ماتت عشان على الأقل تسامحها
شريف: اوعي يا توليب مامتك لسه عامله عمليه ومش هتستحمل خالص الموضوع ده
توليب ببكاء: امال هفضل اخبي عليها لحد امتى يا شريف أنا تعبت خلاص
شريف: استنى لما الدنيا تهدى شويه عشان خاطري مامتك خطر عليها الزعل دلوقتي
توليب بإستسلام: حاضر

عفراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن