الفصل السادس

19 3 3
                                    

تساقطي يا أوراق الخريف فليس بالنفس ما يزيد، تساقطي يا أوراق الخريف وعجلي بالرحيل، تساقطي يا أوراق الخريف، وأعلني بدأ الرحيل، تساقطي يا أوراق الخريف فما بان الربيع، تساقطي يا أوراق الخريف وانثري أوراق العهد القديم، وجددي لبيك بـعيد العروس الجديد، وانثري زهور الربيع من جديد.
تقف وحيده في شرفه المنزل بأعين دامعه تنظر لأوراق الشجر التي ذبلت وسقطت على الأرض . مثلها تماما فهي لم تعد كما كانت وتحولت من ورده يانعه زاهيه اللون يملؤها المرح والأنوثة الى ورده هزيله باهته اللون تكاد تكون على قيد الحياة يملؤها الحزن والهم .تتذكر الخبر الذي لم يكن على الحسبان وهو أنها تحمل طفل في احشائها لم تفهم متى؟ وكيف؟ لم تشعر بأي سعادة أو فرحه فقط شعرت بالحزن والقلق فكيف ستخبر معذبها بهذا الخبر ومن الممكن أن يأمرها بقتله كما أمرها من قبل لتتذكر عندما علم بخبر حملها في طفلته الأولى.
Flash back:
حور وهي تقفز بسعاده: عندي ليك خبر حلو
ليقف صقر وهو يضحك: ايه هو؟
حور بإبتسامه وهي تقترب منه وتمسك يديه : أنا حامل
صقر بتذمر وهو يبعد يديه: ايه!!! حامل ازاي؟!! احنا مش اتفقنا مفيش بيبي دلوقت!!
حور بحزن: مهو مش بمزاجي ده من عند ربنا هو انت مش فرحان؟
صقر بغضب: اه طبعا أنا مش عايز بيبي أنا!!!
احنا كده كويسين
حور ببكاء: لأ مش كويسين يا صقر انا عاوزه بيبي يقعد معايا يسليني وياخد كل وقتي انت قعدتني من شغلي وخلتني اقعد في البيت ومبخرجش بره وانت طول النهار في الشغل ده حتى مبروحش عند بابا وماما ولا حتى بروح اقعد مع ياسمين.
صقر بغضب: يوووه هنرجع لنفس الموال!!
أنا مش ناقص صداع انتي هتيجي معايا ننزل البيبي ده من غير ماحد يعرف
حور بدهشة: هتقتل ابنك؟؟
صقر ببرود: أنا مش عايزه
حور ببكاء: بس أنا عايزاه
صقر وهو يشدها من شعرها بصراخ: وانتي مش هتعملي غير اللي انا عايزه
حور بصراخ: لأ أنت مش هتموته أنا عايزاه!!!
ليدق جرس الباب ويذهب صقر ليفتحه
عثمان بغضب: ايييه صوتكم طالع لييه!!!
وحور بتعيط ليه؟!!
صقر: مفيش يا بابا
حور ببكاء: لأ فيه أنا حامل يا بابا
لينظر لها صقر بتوعد
عثمان بفرحه: ألف ألف مبروك ياولاد بقى تتخانقوا في وقت زي ده!!! ده انتوا المفروض تحتفلوا.
صقر بإبتسامه متصنعه: معلش بقى يا بابا هرمونات الحمل وكده ولا ايه يا حور؟
حور وهي تخفي دموعها: اه فعلاً
Back:
لتبكي وتنهار أكثر عندما تذكرت يوم ولادتها ورده فعله عندما رأى ابنته تسنيم
Flash back:
بسمه (والده حور): بسم الله ماشاء الله بنوته زي القمر .
كمال( والد حور) بإبتسامه: اه فعلاً واخده ملامح باباها وشعر وايدين مامتها
حور بإبتسامه وهيا تقبلها من وجنتيها: روح قلب مامي ياناس
كمال: مش عايز تشوف بنتك يا صقر!!؟
صقر بتذمر: معلش اصل جسمي مكسر مش قادر اقوم اشوفها
كمال بخبث: وماله اجبهالك أنا لحد عندك
ليحملها كمال ويعطيها لصقر : اتفضل....سمي الله
ليحملها صقر وينظر لها بتذمر ليقول في داخله: يعني مش كفايه اني استحملت أن في زفت بيبي وفي الاخر يطلع بنت كمان ليكمل بسخريه: لأ وشبهي كمان
بسمه بإبتسامه: هتسموها ايه؟
صقر ببرود وهو يعطيها لحور: سموها انتوا أنا ماشي
حور بحزن وألم: هنسميها تسنيم ياماما
كمال بغضب: هو مش طايقها كده ليه؟
حور بإبتسامه متصنعه: لأ طبعا يابابا هو بس تلاقيه تعبان ومضغوط من الشغل.
Back:
لتنهار من البكاء أكثر فقد مات والديها وأصبحت وحيده بلا عائله ولا تعرف ماذا سيحدث لهذا الطفل المسكين الذي أتى بدون موعد وكيف ستخبر والده؟
...................
كنّا معاً دائماً نتقاسم الأفراح والأحزان، كنّا دائماً نحاول أن نسرق من أيّامنا لحظاتٍ جميلة، نحاول أن تكون هذه اللحظات طويلة، نحاول أن نحقّق سعادةً وحبّاً دائمين، حاولنا دائماً أن نبقى معاً لآخر العمر، لكن لم يخطر ببالنا أنّ الّلقاء لا يدوم، وأنّ القضاء والقدر هو سيّد الموقف، وأنّه ليس بيدنا حيلة أمام تصاريف القدر، وتقلّباته.
جالسه في غرفتها العاتمه بوجه شاحب اللون وأعين دامعه ممتلئه بالحزن والقهر أصبحت ذات جسد نحيل وهزيل فقد امتنعت عن الطعام خلال الأشهر السابقه وامتنعت عن الكلام وامتنعت عن كل شيء الا البكاء.فقط تبكي في صمت بدون اي تعبير وجه.
ليدلف إلى غرفتها بوجه حزين قد امتلئ بالدموع.
زين ببكاء: مامي أنا عاوز اكلم أُبي
توليب:...............
زين ببكاء اكبر: يمامي أنا عاوز أكلمه وبابي اخد مني الموبايل زمانه اتصل عليا كتير أوي
توليب:..............
زين ببكاء وهو يمسك يديها بترجي: عشان خاطري يمامي ردي عليا عشان خاطري انتي مش بتتكلمي معايا وبتعيطي علطول و بابي دايما في الشغل ومش بيتكلم معايا هو انتوا زعلانين مني!!؟ ده حتى تيته راحت المستشفى تاني و أنا مش لاقي حد اتكلم معاه عشان خاطري يمامي خليني اكلم أُبي
توليب:................
ليدلف إلى الغرفه سريعاً عندما سمع صوت ابنه وهو يبكي .
شريف بغضب: ممكن اعرف ايه اللي جابك هنا!!!!
زين ببكاء: عشان خاطري يبابي خليني اكلم أُبي مامي مش بتتكلم معايا ولا انت بتتكلم معايا ومش لاقي حد العب معاه عشان خاطري خليني أكلمه
شريف بغضب: أنا مش قولتلك قبل كده انت مش هتاخد الموبايل ده تاني عشان تبقى تركز في مذاكرتك يلا روح اوضتك ذاكر .
زين بإنهيار: يبابي أنا بركز في مذاكرتي ومش بقعد عليه كتير
شريف بسخرية: مهو واضح من درجه الماث اللي جبتها دي
زين ببكاء: يبابي الامتحان كان صعب اوي
شريف بغضب: مفيش حاجه صعبه على اللي بيذاكر وموبايل مش هتاخده تاني
زين ببكاء وترجي: طب هكلم أُبي واديه لحضرتك تاني مش هتأخر
شريف بصراخ: ولا كلمه أنا قولت على اوضتك يلاااا.
ليسرع زين إلى غرفته بإنهيار وبكاء .
لا يعلم لماذا يعامله والده بهذه الصرامه فقط يريده أن يذاكر ويذاكر ويذاكر حتى في أيام العطله يريده أن يذاكر ولا يترك له أي وقت للمرح مع صديقه المفضل أُبي الذي تعرف عليه حيث أنه يسكن بجوار منزله في الاسكندريه.
كانت تشاهدهم في صمت على الرغم من اعتراضها بما حدث وغضبها من شريف لكنها لم تتحدث.
شريف وهو يحتضنها: لسه برده مش عايزه تتكلمي
لتبعده توليب عنها بغضب
شريف وهو يحتضنها مره اخرى: مش هسيبك غير لما تتكلمي.
لتحاول توليب ابعاده عنها لكن دون جدوى
شريف:مش هسيبك
لتدفعه توليب بأقصى ما عندها بغضب وبصوت مشتت: ااااا.....ببب.....ععع.....ددد
شريف بفرحه وهو يحتضنها مره اخرى: اخيرا أخيرا يا توليب
توليب ببكاء: سسس.....ببب...ن..ي....ففف....حححا..ل..يي
شريف: اسيبك ازاي ده انتي غلبتيني عشان تتكلمي
توليب بإنهيار: سسس....ييي..ب..وو..نني...ففحاالي....بقى
شريف بحزن: اهدي يا توليب والله مامتك هتبقى كويسه عارفه أنا كل يوم بدخلها واطمن عليها صدقيني بتتحسن وممكن قريب تفوق وتخف وترجع احسن من الاول صدقيني أنا واخد بالي منها كويس اوي إن شاءالله هتبقى بخير.
توليب ببكاء: وو.....ممم....ككك...نن...ت..مم...وو...ت وتسبنيييي ههياا ككماان
شريف بحزن: إن شاءالله هتبقى كويسه والله وهترجع احسن من الاول
توليب بإنهيار: سس....بب...ننن...ييي..لووحد...دييي
شريف بحزن واستسلام: حاضر
ليخرج من غرفتها بإستسلام ويذهب إلى مكتبه ليفرغ كل ما بقلبه من ألم وحزن وقهر على توليب.
...................
في الملجأ
مرت عده اشهر وعلى الرغم أنهم قليلون إلا أنها تعرضت الي العنف والقسوة والضرب لأتفه الأسباب وخاصه من صابرين التي لاتعرف معنى الرحمه.
أصبحت تخاف من كل شيء واي شيء لم تعد تتحدث كثيرا وإذا تحدثت تتحدث مع آيه التي اعتبرتها اختا لها أو بيسان التي احبتها كثيرا وأصبحت صديقتها المفضله. ولم تتركها أحلامها المخيفه مع النيران فقد أصبحت تخشى النوم بسبب هذه الكوابيس البشعه التي تلاحقها دائماً وأصبحت تخاف من النار أكثر من ذي قبل
لم تستطع أن تنام من شده البرد حيث أنها كانت ترتدي كنزه من الصوف الخفيف التى اهدتها إليها بيسان .
نظرت إلى جميع الأطفال الذين ينامون في سبات عميق تحت ضوء خافت وكان السكون سيد المكان. لتسمع فجأة صوت صراخ طفله آتٍ من احدى الغرف البعيده شعرت بالخوف الشديد وازداد ارتجافها فنظرت لآيه التي تنام في سبات عميق وحاولت ايقاظها ولكن دون جدوى.
كان صوت الطفله يزداد أكثر فأكثر فلم تستطع أن تبقى مكانها فخرجت من الغرفه محاوله أن تقترب من مصدر الصوت وكلما كانت تقترب اكثر كان قلبها يدق أكثر وأكثر
صعقت عندما رأت هذا المنظر لم تتحرك أو تصدر صوتاً من شده صدمتها فقد رأت أمامها غرفه شبه مغلقه فقامت بفتح الباب ببطئ شديد لترى صابرين وهيا تقص شعر طفله صغيره من نفس عمرها و تكاد تكون مجرده من الملابس ويظهر على جسمها علامات من الكدمات .
صابرين بصوت كفحيح الأفاعي: عشان تبقى تتكلمي تاني مع حد وتقوليله بنعذبك ده أنا هوريكي العذاب الوان واياك تنطقي.
البنت ببكاء: عشان خاطري مش هعمل كده تاني
لتقوم صابرين بضربها بعصا غليظه وطويله على جسدها الصغير المتورم المليئ بالكدمات دون رحمه .
عندما رأت هذا المنظر البشع وسمعت صوت صراخ هذه الطفله أرتجف جسدها من شده الخوف ولم تستطع فعل أي شىء سوى الهروب. اخذت تركض بشده حتى تعثرت وسقطت على الأرض بقوه فاصدرت صوت عالِ تمكنت صابرين من سماعه .
اسرعت صابرين إلى الخارج لترى مصدر الصوت .
كانت تحاول أن تنهض ولكنها لم تستطع النهوض من شده الالم .رأت صابرين ظلها فعلمت أنها أحد اطفال الملجأ فأسرعت إليها لتحاول امساكها .
عندما سمعت صوت صابرين حاولت النهوض بكل قوتها وأخذت تجري بشده محاوله الهروب منها حتى اصدمت برجل مقنع لا يظهر منه سوى عينيه ويديه كادت أن تصرخ من شده الخوف لكنه امسكها بسرعه لا تتعدى الثانيه وغطى فمها بيديه واختبئ خلف أحد الجدران .
اخذت صابرين تبحث عنها في كل مكان ولكنها لم تتمكن من ايجادها. تذكرت انها لم تبحث عنها في غرفه التنظيف فأخذت تقترب اكثر واكثر حتى تمكن الرجل المقنع من سماع صوتها و علم أنها تقترب منهم فإختبئ بكل براعه وخفه خلف احدى المغسلات.
ففشلت صابرين في ايجادها ودعت أن تكون هذه مجرد تخيلات أو أن هذه الطفله لم ترى اي شئ.
عندما علم الرجل المقنع برحيل صابرين أخذ ينظر لعفراء فوجدها تنظر له بخوف وترتجف بشده وتحاول أن تهرب منه وتبعده عنها
الرجل بصوت منخفض: متخافيش أنا مش هأذيكي أنا عايز انقذك أنا عايز بس اعرف الست دي كانت بتعمل ايه في البنت اللي جوا و....
لم يكمل حديثه فقد شعر ان ارتجافها يزداد بقوة وشعر ببروده أطرافها وسمع صوت دقات قلبها الذي يدق بعنف.
الرجل بقلق : متخافيش أنا مش هعملك حاجه أنا هنقذك من طنط الوحشه دي ومش هخليها تضربكوا تاني أنا عايزك تقوليلي عملت ايه مع البنت اللي كانت بتصرخ دي.
لم تتحدث عفراء من شده الخوف فشعر أنها لم تستطيع التحدث فقرر أن يعيدها إلى غرفتها مره اخرى بيأس.
وعندما أعادها الرجل المقنع الي غرفتها مره اخرى شعرت آيه بإرتجافها وسمعت صوت بكائها فظنت أنها كانت تحلم بكابوس كعادتها واحتضنتها وهيا تقول: متخافيش أنا هنا جنبك مفيش عفاريت ومفيش نار هنا أمان متخافيش طول مانا معاكي وأخذت تهدئها حتى نامت بصعوبه.
..................
في شركه النويري للمعمار وبالتحديد في مكتب صقر
صقر بغضب:انت اتجننت ايه اللي جابك هنا!!!؟
شوقي بمكر: أنا جاي آخد حقي اللي شكلك مش ناوي تديهولي
صقر بغضب: حق ايه يا ابو حق؟ هو انت كنت عملت اللي قولتلك عليه عشان اديك فلوسك.
شوقي بغضب: يا سلام امال مين اللي ولع في البيت ومسابش حته في البيت الا وفحمها
صقر بصوت منخفض: وطي صوتك الله يخربيتك
شوقي: ومادام انت خايف اوي كده ماتديني فلوسي ويادار مادخلك شر
صقر: أنا مش معايا فلوس دلوقتي
شوقي: مش مشكلتي
صقر بغضب: بكره هديهوملك
شوقي بخبث: ماشي بس لو اتأخرت عن كده متزعلش من اللي هيحصل
صقر بصراخ: اطلع بره
شوقي: ماشي بس بكره آخر معاد
ليرن هاتف صقر معلنا بمتصل
صقر: نعم
سعاد: أنا كلمت المحامي عز وقولتله على كل حاجه أنا مش هقدر استحمل اكتر من كده
صقر بسرعه: قولتيله ايه؟
سعاد بخبث: قولتله إن يزيد مات هو ومراته وقولتله أننا محتاجين الفلوس دي عشان نتبرع بيها وكده
صقر: وهو صدقك؟
سعاد بغضب: وميصدقش ليه ؟انا قولتله ييجي النهارده عشان ناخد الفلوس ونخلص
صقر: ماشي أنا مش هتأخر
بمجرد أن أغلق صقر هاتفه وجده يرن مره اخرى لينظر إلى المتصل ويجده حور فيغلق هاتفه مره اخرى دون رد.
....................
في لندن
استيقظ ووجد نفسه نائم في مكتبه خرج ليطمأن على توليب ولكنه رأى زين يقف في الشرفه ويعزف بالهارومينيكا والدموع تترقرق من عينيه وهو ينظر إلى السماء عندما انتهى من العزف توجه إليه وقال: بتعيط ليه؟
زين: مفيش حاجه عن اذنك
شريف بغضب وهو يشده من ذراعه: ولد!!!!! لما اكون بكلمك ما تسبنيش وتمشي بتعيط ليه؟
زين بحزن: عشان ماما مش بترد عليا وبتفضل تعيط كتير اوي وانت بتزعقلي كتير ومش عايزني اكلم أُبي
شريف بإجهاد: متقلقش ماما هتبقى كويسه أنا هحاول ابذل أقصى مجهود عشان تيته ترجع تاني وتبقى كويسه وبالنسبة لأُبي أنا موافق انك تكلمه بس بشرط
زين مقاطعاً: بجد يا بابا!!!!
شريف: اسمع الشرط الأول هديك الموبايل ساعتين بس ساعه تكلم فيها أُبي وساعه تلعب فيها اللي انت عاوزه ولو اتشطرت اكتر من كده أنا هديهولك من غير وقت محدد
زين بفرحه: ماشي أنا موافق
شريف بإبتسامه: طب مفيش شكرا ولا اي حاجه كده
زين بخجل: شكرا يا بابا
ليحتضنه شريف ويقبله من وجنتيه: العفو يا زينو
ليخرج من جيبه الموبايل الخاص بزين ويقول: اتفضل يا سيدي بس هما ساعتين بس
زين بفرحه: ماشي
ليذهب زين إلى غرفته ويحدث صديقه أُبي بكل حماسه وفرحه
زين بفرحه: ألو ازيك يا أُبي وحشتني اوي
أُبي: زين انت كنت فين كل ده أنا قلقت عليك
زين: الموبايل مكانش معايا كان مع بابا
أُبي بحزن: اخدوا منك تاني؟
زين: اه بس قالي أنه هيديهولي ساعتين في اليوم بس
أُبي: ماشي....ازيك؟
زين: الحمدلله
أُبي: هو انت مش هتيجي مصر تاني؟
زين بتفكير: امممم مش عارف بس بابا قالي أننا هنرجع لما تيته تبقى كويسه
أُبي: زين فاكر الكوره اللي قولتلك عليها؟
زين: اه دي حلوه اوي
أُبي بسعاده: روحت جبتها انهارده
زين بفرحه: بجد!!!
أُبي: اه وهستناك عشان نلعب بيها سوى
زين بإبتسامه: ماشي
وظل الاثنان يتحدثان معاً عن أيامهم الماضيه وكيف قضوها مع عائلتهم فأحدهم كان حزين والآخر كان سعيد.
....................
أنهت بيسان عملها في الاتيليه الخاص بها ثم توجهت الى الملجأ لكى تطمئن على آيه وعفراء وباقي اطفال الملجأ.
عندما وصلت إلى الملجأ رأت رجلا يحمل اكياس كبيره من الهدايا فعلمت أنه أحضرها للاطفال وابتسمت .
اجتمع اطفال الملجأ نحوه وقام بتوزيع الهدايا عليهم جميعاً ولكنهم تركوه واسرعوا الى بيسان عندما علموا بقدومها.
تفاجئ الرجل من رده فعلهم وشعر بالضجر عندما رآهم يجتمعون حول تلك الفتاه التي انبهر من جمالها لم يتحرك من مكانه عندما تعمق في رؤيتها فقد شعر انها حوريه بشعرها الجذاب الناعم الطويل وعينيها البندقيتان وبراءه ملامحها وصوتها الناعم الدافئ فقد احس أنه يريد التحدث معها بأي شكل وبدون سبب .
توجه إليها وقبل أن يتحدث قالت له بوجه مبتسم: بشكرك جدا على الهدايا اللي جبتها للاطفال أنت متعرفش هما فرحوا ازاي
غيث بإبتسامه: على ايه ده واجبي أنا باجي هنا كل حد اقعد معاهم واديهم هدايا
بيسان بتعجب: أنا باجي هنا كل يوم وعمري ما شوفتك !!!
غيث: اصلي كنت باجي بدري عن كده وساعات اختى بتيجي بدالي اصلي مش عايش هنا وباجي عشان اختى وامشي علطول
بيسان بإبتسامه: اه عشان كده
(غيث شاب عنده31 سنه شعره بني وناعم وعنده دقن خفيفه وعينيه بني وطويل وبيشتغل محاسب في بنك في اسكندرية وبييجي القاهره عشان يطمن على أخته نسرين( أخته من الاب) اللي عايشه مع مامتها ويرجع تاني)
غيث بإبتسامه: أنا غيث
بيسان: وأنا بيسان
غيث: اتشرفت بمعرفتك
بيسان:وأنا كمان
لاحظت بيسان اختفاء آيه وعفراء لتسأل أحد الأولاد
بيسان: طارق هو فين عفراء وآيه؟
طارق وهو يشير إلى الداخل: قاعدين جوه ومش راضيين يطلعوا
بيسان بتساؤل: متعرفش ليه؟
طارق: لأ
بيسان: طيب أنا هروح اشوفهم
غيث: أنا جاي معاكي
بيسان: طبعا اتفضل
..................
آيه ببكاء: عفرااااااااء ردي عليا عشان خاطري ارجوكي متسبينيش لوحدي ردي علياااا
عفراء:..................
عندما سمعت بيسان صوت بكاء آيه قامت بفتح الباب بسرعه
بيسان بفزع: في اييه!!؟
تجمد غيث في مكانه ولم يتحرك فهو يعرف هذه الفتاه جيدا......نعم إنها فتاه أمس وهو......الرجل المقنع
بيسان بصراخ: عفرااااااااء!!!! الحقني ياغيث
انتبه غيث واسرع إليها قائلا: هاتو كوبايه مايه بسرعه
اسرعت آيه لإحضار الماء والدموع لا تفارق عينيها
بينما اخذ غيث يتأكد من نبض عفراء
غيث بفزع: ده مفيش نبض
بيسان ببكاء وهي تمسك يد عفراء الصغيره: لأ عشان خاطري متمشيش ارجوكي. لتبدأ بالصراخ وهي تمسك يد غيث بلا وعي: عشان خاطري اعمل اي حاجه أنا مش عايزاها تموت
غيث بحزن : طب اهدي وهيا هتبقى كويسه
آيه ببكاء: المايه اهيه ياعمو
امسك غيث كوب الماء وقام برش القليل على وجهه عفراء وقام بالضغط على صدرها بشده حتى استطاعت تلك الصغيره من استعاده وعيها مره اخرى .
عفراء بخوف وصراخ: بابيييييي
ابتعدت عفراء عنهم جميعاً وأخذت تهتز بشده وهيا تقول: أنا عايزة بابي ومامي أنا خايفه
حاولت بيسان أن تقترب منها حتى تهدئها ولكنها لم تستطيع حيث أن عفراء كانت تصرخ بشده عندما تقترب منها.
بيسان ببكاء: سيبيني اقرب منك انا عايزة اطمنك هنا أمان مفيش حد هيأذيكي
عفراء بصراخ: رنيييييم
بيسان بدهشه: رنيم !!!!
آيه ببكاء: رنيم ضايقتك طب عملتلك ايه رنيم مشيت مع مامتها وباباها الجداد من زمان يا عفراء!!!!
عفراء ببكاء: أنا شو...ففف..تتها
بيسان ببكاء: ازاي؟
غيث بلا وعي: رنيم مين؟ هيا دي البنت بتاعت امبارح!!!؟
بيسان بإستفهام: أنا مش فاهمه حاجه انت تعرف رنيم؟
غيث: أنا لازم امشي
بيسان وهي تمسك يده: استنى ...أنا عاوزه افهم
غيث: مش هينفع هنا
بيسان بتعجب: ليه!!؟
لتدلف صابرين وهيا تقول: بيسان هانم ممكن تخلي البنتين دول يطلعوا بره مع الأطفال
عفراء بصراخ: عاااااااا
صابرين: مالها دي!؟
غيث بغضب: اتفضلي انتي واحنا هنطلعهم
صابرين: ماشي
بيسان لعفراء: صابرين عملتلك حاجه
غيث بصراخ: مش هينفع تتكلمي هنا كده هتسببيلها خطر كبير جداً
بيسان ببكاء: وانت بتزعقلي ليه منا مش فاهمه في ايه؟
غيث: اتفضلي معايا لو عايزه تفهمي
بيسان وهي تقرب من آيه: ممكن متسيبيهاش وتفضلي جنبها وتهديها أنا هروح معاه نص ساعه وارجع بسرعه مش هتأخر خلي بالك منها واطلعوا مع الاولاد اللي بره عشان صابرين متزعقش.
آيه ببكاء: ماشي
بيسان وهي تقبلها من وجنتيه: خلو بالكم من نفسكم
غيث وهو ينظر لبيسان: يلا
بيسان بإستسلام: ماشي
اخذ غيث بيسان إلى أحد الكافيهات لكي يحكي لها كل شيء وهنا كانت الصدمه
غيث: الملجأ ده خطر على كل الأطفال اللي فيه
بيسان بإستفهام: ليه؟
غيث: هحكيلك.............
بيسان بصدمه: اييييه!!!!!
...................
في قصر عثمان
عز بحزن: كده انتوا خدتوا اللي انتوا عايزينه استأذن انا
صقر: متخليك شويه انت مشربتش حاجه
عز: متشكر اوي بالاذن
صقر: مع السلامه
سعاد بهمس: ماله ده!!
صقر بإستهزاء: تلاقيه زعلان عشان سي يزيد
سعاد: سيبك انت المهم هتصرف الشيك امتى أنا عايزة الفلوس ضروري
صقر: بكره الصبح هروح البنك إن شاءالله ونخلص من الموضوع ده
سعاد: تمام وأنا هاجي معاك
صقر بخبث: مش لازم أنا مش عايزك تتعبي نفسك
سعاد بضحكه خبيثه: أنا بقى عايزه اتعب قبل ماخد الفلوس
ليرن هاتف صقر
سعاد: مترد
صقر بضجر: دي حور
سعاد: يعني مش هترد؟
صقر وهو يغلق هاتفه : يوووه لأ
ليرن الهاتف مره اخرى
صقر بغضب: خير أنا مش قولت متتصليش عليا وانا في الشغل
تسنيم ببكاء: الحقني يا بابي مامي وقعت على الأرض ومش بترد عليا
صقر ببرود:...........
........................
اتمنى الفصل يكون عجبكم ❤️✨












عفراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن