اللقاء

192 22 29
                                    

حقيقى بعتذر جدا عشان البارت اتأخر و ان شاء الله مش حتتكرر 💜
هو دة البارت اللى نقدر نقول انه بداية الرواية ، اللى فات كان مجرد تمهيد و تعريف للابطال 💖
ححاول اخف النكد شوية 😂💙
---------------------------------------
رجعت الى المنزل برفقة شمس و اختها ايناس ، كانت حالتها النفسية و الجسدية سيئة لدرجة لا تحسد عليها ، مشت جدتها و هى تتكئ على عكازها بأسرع ما يمكن و اللهفة تقفز من عينيها ، لطالما كانت جويرية هى طفلتها المدللة ، لم تكبر فى عين جدتها قط ، احتضنت الجدة صفية حفيدتها بألم ، انهمرت دموعها رغما عنها ، بادلتها جويرية العناق بصعوبة بسبب رصاصة كتفها و جبيرة قدمها ، ابتعدت عنها الجدة و نظرت لها بلهفة ثم قالت :
- حمدا لله على سلامتك يا حبة القلب ، هل يوجد ما يؤلمك ؟ .
ابتسمت جويرية بألم و هى تنفى برأسها .
انها تكذب بقول انه لا شئ يؤلمها ، ان لم تكن جروح جسدها تؤلمها فجروح قلبها و روحها تفعل .
قبل أن تخطو خطوة اخرى ، كان ذلك الصغير يتشبث بها بقوة ، اخذت تربت على ظهره ، لم تحسب حساب هذه اللحظة ، ماذا ستقول له ؟! ، لكنه فاجأها حين سألها :
- مات ابى .. اليس كذلك ؟! .
عقدت حاجبيها ثم نظرت لجدتها و سألتها :
- هل اخبرته .
نفى الصغير برأسه سريعا و قال :
- شمس هى من اخبرتنى .
ثم مسح دمعة هربت من عينه سريعا قبل ان يراه أحد .
شعرت شمس به فركضت اليه و ابعدته عن جويرية و ضمته بقوة و هى تقول :
- إن ذهب اباك فأنا بجانبك دائما ، اعلم انه لا يمكننى التعويض لكننى سأحاول .
صمت الفتى قليلا ثم قال بتساؤل :
- هل ذهب ابى لأمى ؟ ، هل هو معها الان ؟ .
سارعت شمس بالرد :
- ان شاء الله يكونون معا فى الجنة .
ابتسم زيد باتساع ثم قال :
- رائع !.
ثم ركض لغرفته و احضر الوانه و بدأ يرسم ابيه ، فقد اعتاد ان يرسم الراحلين ، هبطت دموعه بغزارة فمسحها حتى لا تسقط على الرسمة و تفسدها .
---------------------------------------
كانت تمشى فى الشارع و تتجه للموقع الذى ارسل لها ، شعرت بالخوف من هذه الغابة الموحشة ، كيف يمكن لإنسان أن يعيش هنا ، شعروا بصوت رصاص يأتى من بعيد فتشبثت صغيرتها بها بذعر ، مشوا قليلا حتى وصلوا للمكان المحدد ، و المفاجأة أن مصدر الصوت كان من نفس المكان ، نظرت لما يحدث و هى تخبئ ابنتها وراء ظهرها ، وجدت مجموعة من الشبان و الفتيات و هم يرمون رصاصاتهم على جثة هامدة معلقة بإحكام ، قال احد الشبان لصديقه بتحدى :
- من يصيب العين اليسرى يفوز .
نظرت لهم بذعر و لم تشعر بنفسها سوى و هى تصرخ بهم :
- توقفوا .
نظر الجميع اليها بتعجب و صوبوا اسلحتهم ناحينها ، شعرت بشهقات ابنتها فهبطت دموعها هى الاخرى و هى تنادى :
- غيث .
لم يأتها رد فرفعت صوتها أكثر :
- غيث ، اين انت ؟!.
اقتربت منها احدى الفتيات و هى تأمر الاخرين بإخفاض السلاح و قالت لها بتشكك :
- من اين تعرفين الزعيم ؟.
فأجابت على الفور :
- انا اسماء .. اسماء اخته .
نظرت لها الفتاة نظرة متفحصة ثم تناولت هاتفها و كونت رقما ، و عندما جاءها الرد قالت :
- يا زعيم ، توجد فتاة هنا تدعى انها اختك .
صمتت قليلا ثم اجابت :
- امرك سيدى .
ثم اغلقت المكالمة و ارجعت نظرها لاسماء مرة اخرى و هى تمد يدها لها و تقول :
- هويتك .
اعتطها اسماء هويتها سريعا فقرأت الفتاة محتوياتها ، ثم ابتسمت و ردت البطاقة لاسماء و قالت :
- اين رحمة ؟.
خرجت الطفلة من خلف امها بتردد ، فأومأت الفتاة و هى تعرفهم بنفسها :
- اسمى هو جيمرى .
فأومأت اسماء و قالت :
- مرحبا انسة جي .. جيم ..... ماذا ؟ .
فضحكت الفتاة و قالت :
- جيمرى .
وصلت الفتاتان الى البيت فقالت جيمرى :
- هذا هو المنزل ، سأكون بالخارج ، ان احتجتم لشئ فنادونى ، سيأتى الزعيم بعد قليل .
أومأت اسماء فخرجت جيمرى و اغلقت الباب .
بعد قليل ، جلست اسماء و على قدمها تنام رحمة بسكون و براءة ، اخذت تتأملها ببسمة خافتة ، ابنتها هى من تبقت لها ، استصعبت تربيتها بدون اب فى بداية الامر ، لكن بعد فترة من طلاقها لم تجد ان فى الامر صعوبة كبيرة ، لكنها مازالت تحب طليقها و بشدة ، لا تستطيع تخيل انهما تطلقا حتى الان ، مرت سنتان على طلاقهما لم تكف فيهما عن التفكير به .
قطع افكارها دخول غيث الى المنزل ، كاد ان يتكلم فأشارت اليه بالصموت و هى تشير لرحمة ، فأخفض صوته و قال و هو يجلس بجانب اخته :
- كيف حالك ؟ .
- بخير و الحمد لله .
أومأ غيث بصمت فسألته :
- اين كنت ؟ .
- كان على حل بعض الاعمال .
- يمكنك ان تحكى لى .
اخذ غيث نفسا عميقا ثم قال :
- يريدون منى أن أبيع لهم بنصف الثمن ، هل يبيع احد السلاح بنصف ثمنه قط ؟! ، رفضت بالطبع لكنهم رأوا ان السلاح الذى بحوزتى يعطيهم ثروة كبيرة ، هددونى ، لكن ليس غيث من يهدد .... لن يقدروا على فعل اى شئ .
--------------------------------------
مر شهران كاملان بدون إسماعيل ، مر شهران من البحث عن رجال المافيا الذين أفلتوهم ، مر شهران و قسم المخابرات يبذل قصارى جهده ليجدوا طرف خيط ، لكن .. لا شئ ! .
- هؤلاء الرجال يعرفون كيف يختفون عن الانظار ، لن نجدهم بسهولة .
قال أحد رجال المخابرات بإرهاق ، فهذه المرة العثور عليهم و على وكرهم ليس بالهين اطلاقا .
نظر أحد رجال المخابرات ( و الذى لم يكن سوى يزن صديق غيث المقرب ) الى الحاسوب امامه و قال بيأس :
- لم تعد تصلنا اى معلومات ، كما أن أخبار الجاسوس الذى وضعناه لا تأتى ، هل قتلوه يا ترى ؟.
كاد احد الرجال يتكلم لكن قاطعه يزن و هو ينهض بملل و خرج الى الخارج ، هو لا يعرف هذا المفتش الذى مات او حتى احد من عائلته ، لكنه يعرف اسمه من الجرائد ( اسماعيل مصطفى ) ، لقد كان من افضل المفتشين ، لكنه مات على يد هؤلاء الرجال الغامضين ، و قد كلف يزن ان يتحرى عن هذا .
---------------------------------------
كان الجميع قد عاد لحياته ، ليس تماما لكنهم اعتادوا ، احيانا يندهش الانسان من قوته فى مجابهة الصعاب ، لم تكن تعلم انها قوية كفاية لمجابهة هذا الالم .
ركض زيد الى عمته و جلس على قدمها و ابتسم ابتسامة هى تعرفها جيدا ، فبادلته الابتسامة و قالت :
- هيا قل ما تريده بلا مقدمات .
عقد حاجبيه و قال بتذمر :
- و هل من الضرورى ان اطلب شيئا لكى اثبت لك اننى احبك ؟.
قالت جويرية ببسمة :
- حسنا اذا ، انت لا تريد شيئا ، اليس كذلك ؟.
لم يستطع زيد المراوغة اكثر فقال برجاء :
- هل يمكننا الذهاب للملاهى ؟.
ضحكت جويرية بخفوت ، فأردف زيد بنبرة متوسلة :
- ارجوووك .
تنهدت جويرية و هى تفكر ، لا يجب ان تشعره بغياب والده ، عليها أن تنفذ له ما يقول خصوصا في هذه الفترة .
أومأت له بالإيجاب فقفز بفرحة و ضمها اليه و هو يقول بابتهاج :
- اشكرك كثيرا ، انت افضل عمة فى العالم .
زمجرت ايناس التى كانت تتابع الحوار منذ البداية :
- جويرية هى افضل عمة فى العالم و ايناس سيئة ؟!.
نفى زيد برأسه سريعا و هو يعدل :
- جويرية افضل عمة فى العالم و ايناس أفضل عمة فى المجرة .
ضحكت ايناس بشدة على براءة و لطافة هذا الصغير .
قالت جويرية بطريقة طفولية :
- حسنا يا زيد ، لنصنع سباقا ، من يرتدى ملابسه اولا يفوز .
هرول الصغير سريعا لغرفته و هو ينادى على ايناس لتساعده ، بينما جرت جويرية سريعا الى غرفتها و هى تطلق ضحكات طفولية ، امسكت هاتفها و اتصلت بشمس و قالت لها :
- هيا ارتدى ملابسك .
- الى اين ؟.
- الى الملاهى .
---------------------------------------
اخذ يرتشف كوب الشاى فى شرفة شقته بعد ان عاد اليها برفقة اخته و ابنتها ، و هل يوجد افضل من الشاى التركى ليعدل المزاج ، نعم لقد كان مزاجه متعكرا للغاية ، لا يكفون عن تهديده ، تفاوض معهم على السعر و اعطاهم الشحنة مقابل مبلغ يرضيهم ، لكن اتضح أن مشكلتهم ليست الشحنة بل مشكلتهم هى غيث نفسه !.
وجدوه يكبر و خافوا ان يتجاوزهم و يعلوا صيته على صيتهم ، هذه هى قوانين هذا العمل ، من يكبر يجب ان يكون قاسيا ، من يكبر يجب ان يقتل بدم بارد ، من يكبر يجب ان يكون الاكثر مالا ! ، يتمتع غيث بكل هذا اذا فهو يشكل لهم خطرا و يجب التخلص منه .
لأول مرة يخاف غيث ، يخاف ان يستغلوا نقاط ضعفه ، يخاف ان يهددوه باخته و ابنتها ، فهو ليس لديه غيرهم فى هذه الحياة ، كانت اخته تعلم هذا فضحت بسعادتها من اجله ، تطلقت من زوجها حتى لا تسافر مع زوجها و تتركه ، لم يكن ليتحمل ان يراها فى الاجازات فقط ، هى الوحيدة التى تعلم بطبيعة عمله ، لكنها تعارضه و بشدة و تردد عليه دائما " هل هذه الافعال تليق بمسلم ؟! " ، حسنا هو يعطيها الحق ، لكنه لن يخسر كل شئ بناه ، لم يكن غيث تركيا او حتى حصل على الجنسية ، بل هو مصرى مقيم بتركيا ، هذا كل ما فى الامر .
تنهد غيث بتعب ثم امسك بهاتفه و اتصل بصديقه الوحيد يزن ، كان يزن تركي الجنسية من اب و ام تركيان اصيلان ، يملك تلك اللكنة التركية التى لا يملكها غيث ، هو يعلم ان صداقته بيزن سلاح ذو حدين ، فهو رجل مافيا و صديقه رجل مخابرات ، و شتان بين الاثنان ، بعد قليل جاء رد يزن :
- غيث ، كيف حالك يا رجل ؟.
- انا بخير ، كيف حالك انت ؟ .
- بخير و الحمد لله .
صمت يزن بعدها فى انتظار ان يتكلم صديقه ، فقال غيث :
- انا متعب يا رجل .
- من ماذا ؟ .
اجاب غيث بغموضه المعتاد :
- لا يهم من ماذا ، المهم هو اننى فى مشكلة ما و اريد نصيحة .
- تعامل مع الامور ببساطة ، لا شئ يستحق ان تحزن عليه او تقلق بشأنه ، فوض امرك لله و توكل عليه .
ثم اردف بعد صمت قصير بتشكك :
- هل فى الامر امرأة ما ؟ .
نفى غيث سريعا و قال :
- لا ، اقسم انه ليس كذلك .
- حسنا يا رجل لم الفزع ؟ .
زفر غيث بضيق و قال باقتضاب :
- سأغلق .
و لم ينتظر رد صديقه ، فقد انهى المكالمة بالفعل .
---------------------------------------
كان محمود يمشى فى ممر المستشفى بلا مبالاة ، حتى وقف امامه رجل ضخم الجثة و سأله :
- هل انت الطبيب الذى تتابع حالة ياسمين و شيماء ؟.
أومأ محمود و سأله بجدية :
- من انت ؟ .
- قريبهما .
صعق محمود و لم يستطع الحراك لوهلة ، ما يعنى قريبهما ؟! ، هل ياسمين و شيماء اقارب ؟ ، لم يصدق محمود اذنه فسأل الرجل :
- قريب اى منهن ؟ .
- الاثنتان .
- كيف ؟.
اخرج الرجل هويته و اعطاها لمحمود و هو يقول ببرود :
- انا طاهر عبد اللطيف ، اخ ياسمين و ابن خالة شيماء .
دارت معركة عنيفة داخل رأس محمود ، تذكر يوم دخول الفتاتين الى المشفى ، كان يظهر انهم ليسوا من سويسرا اطلاقا ، بلغ الجيران عن سماع صوت صراخ فى الشقة المجاورة ، و عندما وصلت الشرطة وجدت ياسمين تعيش انهيارا عصبيا عنيفا و نقلوها للمشفى ، و من هناك نقلوها الى مشفى الامراض النفسية ، اما عن شيماء فقد وجدت بالشارع و هى تعيش انهيارا عصبيا هى الاخرى ، لاول مرة ينتبه محمود الى ان الحالتين وجدوا بنفس الحالة تقريبا و فى نفس اليوم ، و وضعوا بالصدفة فى نفس الغرفة ، عرف الجميع اسماءهما من بطاقات هويتاهما ، لكن من كان يتوقع انهن ابناء خالة ؟! .
انتبه مجددا على صوت طاهر و هو يقول :
- اريد اخذهن من فضلك .
حاول محمود اختلاق حجة فى رأسه فلم يجد نفسه سوى و هو ينفى قائلا :
- لم يتم شفاءهما بعد ، عليهما البقاء هنا لفترة اخرى .
تفاجأ محمود بطاهر يصرخ به :
- ليس من شأنك ، سآخذهما .
كاد محمود يعترض فقاطعه طاهر بصوت غليظ :
- الآن .
---------------------------------------
وصل الجميع الى الملاهى ، كانت شمس تسير و هى تمسك يد زيد ، و على يسارها كانت جويرية و ايناس تمشيان متجاورتان ، دخل زيد و انبهر بالالعاب فأخذته ايناس و قطعت التذاكر .
فى نفس الوقت كان غيث و يزن و اسماء قد اتوا للملاهى ايضا من اجل رحمة ، جرت رحمة بسرعة كبيرة حتى اصطدمت بسيدة ما ف همت بالاعتذار قائلة :
- اعتذر سيدتى ، حقا اعتذر .
و لم تكن تلك السيدة سوى شمس فقالت لها بهدوء :
- لا بأس عزيزتى ، بالتأكيد لم تقص..
لم تكمل شمس جملتها حتى دوى صوت اطلاق النار فى المكان ، فزع الجميع و اخذوا يهرولون هنا و هناك ، صرخت رحمة بشدة فوضعتها شمس وراء ظهرها و اخرجت مسدسها فى نفس الوقت الذى اخرجت فيه جويرية مسدسها ، بينما كان غيث و يزن يقبضون بشدة على مسدساتهم و قد جرى كل منهم الى مكان ، ذهبت شمس و اخذت زيد بسرعة خاطفة ، بينما اصطدم غيث بجويرية فأومأت له و اخذوا يصوبون مسدساتهم على من يهاجمون الملاهى ، بعد قليل كانت السيارات التى تحمل الهاجمين قد رحلت ، لكن قبل ان ترحل صدح رجل ما فى ميكروفون ضخم اشبه بميكروفونات الباعة الجائلين :
- رسالة الى غيث ، أترك ما تفعل و الا انت تعلم ما سيصيبك .
--------------------------------------
طب يا جماعة لو لقيت تفاعل حنزل بارت يوم الخميس ان شاء الله 💙
البارت كان طويل اهو كتعويض عن انى اتأخرت 😂💝
شاركونى توقعاتكم للجاى 💜💜
الى اللقاء القريب 💖

قلب للمحاكمة ..... بقلم منة الله عمرو أبو زيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن