مرة أخرى ؟!

115 21 12
                                    

ذهب الجميع لسياراتهم، و منهم من ركب المواصلات العامة مثل جويرية و اسرتها الصغيرة ، جلس الجميع فى مقاعدهم و انطلقت الحافلة ، جلست شمس و جويرية متجاورتان ، كانت كلا منهما تسترجع تفاصيل اليوم ، سألت شمس صديقتها جويرية :
- برأيك هل بالغت فى توبيخ هذا الرجل ؟ .
- اى رجل ؟.
- الضابط الذى سألنا عن كيفية عملنا مع الالتزام بالحجاب الشرعى .
أومأت جويرية بالايجاب و هى تقول :
- برأيي لقد بالغت بالفعل ، كان من الممكن ان تفهميه الامر فحسب ، لكنك فضلت ان تصرخى به .
نظرت شمس للاسفل بإحراج ، كان من الممكن بالفعل ان تجاوبه عن سؤاله فقط لكنها لم تفعل ، سألت شمس :
- ماذا على ان افعل .
- برأيي يستحق اعتذارا .
اومأت شمس موافقة على كلمات جويرية .
وصلت الحافلة الى وجهتها فهبط منها الجميع و تفرقوا كلٌ الى وجهته ، وصلت شمس لبيتها و سلمت على والديها ، ثم دخلت لغرفتها و لا يوجد فى عقلها سوى انه يجب عليها ان تصل لهذا الرجل و تعتذر عن تحدثها بهذا الاسلوب .
................................................
طوال طريق العودة خيم الصمت على راكبى السيارة ، سيطر الضيق على غيث عندما تذكر كذبته ، سخر من نفسه كثيرا ، فهذه الكذبة لا تنطلى على طفل حتى ، كم كان غبيا ، لكن هذه الفتاة هى من وضعته فى هذا الموقف ، كان يظن انه لا احد سيفهم ما قيل غيره ، حتى المهاجمين ظنوا هذا ايضا لهذا تكلموا باللغة العربية .
كانت اسماء تجلس فى الخلف بينما سيطرت رحمة على المقعد المجاور لغيث ، نظر غيث لأخته و سألها لكى يخرج كذبته الساذجة من رأسه :
- هل مازلت تحبين محمود ؟ .
تفاجأت اسماء من السؤال ، لكنها اجابت :
- نعم .
- ما هذه الصراحة ؟ .
- لا داعى للكذب ابدا ، انت تعلم الحقيقة كاملة .
- و ما هى الحقيقة ؟ ، هل انك تحبينه ؟ .
- لا ، بل اننى ضحيت بسعادتى و حرمت ابنتى من والدها من اجلك ، لكى لا اسافر مع محمود الى سويسرا فضلت الطلاق و البقاء بجانبك ، قلت انك اخى و يجب ان اكون معك و لا اتركك ، قلت انه ان تركك الجميع لا تتركك اختك ، اخفيت عن الجميع طبيعة عملك ، كنت اكتفى بنصحك فقط ، لم استمع لعقلى ابدا ، لاننى ان استمعت لصوت عقلى لكنت الان فى السجن ، لكن ماذا تفعل انت ؟ ، تضرب بنصائحى عرض الحائط و تستمر فى هذا العمل .
صدم غيث من اجابتها ، هل يقابل تضحية اخته بلا شئ ، هل ضحت هى من اجله و هو لم يضحى من اجلها و لو لمرة واحدة ؟ ، حاول طرد هذه الافكار عن رأسه و قال :
- ان لم يكن يريد الطلاق لكان استغنى عن هذه الوظيفة التى اتت له من الخارج .
- هل كان يوقف مستقبله ، ان كنت مكانه لاخترت العمل ، محمود حاصل على درجة الدكتوراة فى قسم معقد ، كما اننى خدعته ، اخبرته اننى سأرسل له رحمة لتقيم معه لكننى لم افعل .
قال غيث معترضا :
- ماذا عنك ؟ .
- لم يكن يحبنى ، لكننى لم ارى منه اى سوء مع ذلك .
كاد غيث يتكلم لكن قاطعته :
- لقد اتخذت قرارا .
- ما هو ؟ .
- سآخذ ابنتى و اذهب لمصر .
................................................
فى مشفى الامراض النفسية بسويسرا كانت الصدمة قد سيطرت على الوجوه ، طاهر قتل خالته لأن خالته حاولت قتله ؟! ، شئ لا يصدق .
كان محمود ينقل بصره بين ياسمين و شيماء و طاهر ، لا احد يتكلم ، الفتاتان مذهولتان ، طاهر ينظر لهم بألم و ندم ، لا شئ آخر ، لم يستطع محمود تمالك نفسه و سأل طاهر :
- هل حاولت خالتك التى هى بمقام امك ان تقتلك ؟! ، كيف هذا و لماذا تفعل شئ كهذا ؟ .
نظر طاهر لشيماء و دموعها المتساقطة بألم شديد ، لا يتحمل رؤية دموعها ، لطالما كان يدافع عنها منذ الصغر و يقف فى وجه كل من يضايقها ، لكن الان لا يقدر على فعل شئ ، فببساطة هو قاتل امها .
تنهد طاهر بوجع و بدأ يقص عليهم كل شئ منذ البداية :
- منذ سنوات طويلة ، تحديدا منذ عشرون عاما ، كان ابى يمتلك شركة لصناعة الملابس ، كانت هذه الشركة مشهورة فى تركيا بأكملها ، كان والد شيماء يعمل كمساعد فى هذه الشركة ، فى يوم من الايام بعد ولادة شيماء ، اصيبت راضية بمرض القلب ، ثم واجهت ازمة قلبية ، ضاق الحال بوالد شيماء خاصة مع الراتب الضئيل الذى يمنحه والدى له ، طلب والد شيماء من ابى ان يأخذ بعض المال فرفض ، عرض عليه ان يخصمه من راتبه لكنه رفض ايضا ، استخدم والد شيماء كل الطرق الممكنة للاقناع فلم يفلح ، ازدادت حالة خالتى راضية سوءا حتى ان الاطباء قالوا انها ان لم تدخل العمليات ستموت ، عرض عليهم والد شيماء ان يدفع المبلغ بالتجزئة فرفضوا ، لجأ والد شيماء الى الحل الاخير الذى ينقذ حب حياته و والدة ابنته ، لجأ إلى ما يعرف ان الله سيعاقبه عليه اشد عقاب و سرق المبلغ المطلوب من الشركة .
صمت طاهر قليلا ثم تنهد و اردف :
- خرجت خالتى من المشفى بعد الاطمئنان على صحتها لكن و لسوء الحظ علم ابى بالسرقة و فاعلها ، لم يتصل بالشرطة ، لم يحل المشكلة وديا ، بل استدعى والد شيماء و اطلق عليه ، فضل ان يقتله ، لقد كان ابى مستبدا وظالما ، و ما زال ، عندما علمت خالتى بما حدث جاءت الى لتقتلنى ، ظنت انها ستنتقم من ابى بقتل ابنه ، بعدها حدث ما حدث .
قال اخر كلماته و هو ينظر ارضا .
صاح احد الاطباء بانفعال كبير :
- اخرجوا هؤلاء القتلة من هنا .
صرخت به ياسمين :
- نحن لسنا قتلة ، لا تأخذنا بذنب ما فعله اهلنا .
عدلت لها شيماء بحقد ظاهر :
- نحن لسنا قتلة ... باستثناء طاهر .
ثم صرخت و هى تصفع طاهر :
- انه قاتل امى و ابيه قاتل ابى .
................................................
جلست شمس و هى تتصفح هاتفها فى ملل ، لكن فجأة سمعت طرقا على الباب فنهضت و وضعت حجابا على رأسها و فتحت الباب ، وجدت امامها جويرية و الصغير زيد ، احتضن زيد شمس بشدة و هو يقول :
- اشتقت لك ... امى .
نظرت له شمس بتعجب ، فهذه هى المرة الاولى التى ينعتها بأمى ، ابتسمت جويرية و هى تقول :
- لقد اصر ان نأتى اليك قائلا انه يريد امه شمس .
اتسعت ابتسامة شمس ثم اشارت للداخل :
- تفضلى .
جلست الفتاتان و اخذتا تتبادلان اطراف الحديث ، قالت جويرية فجأة :
- يوجد متجر ملابس قد تم فتحه حديثا فى نهاية شارعكم .
صمتت ثم اردفت بحماس :
- ما رأيك بالتسوق ؟ .
اومأت شمس سريعا و هى تقول :
- اعطنى خمس دقائق فقط ، خمس دقائق ، سآخذ الاذن من ابى و آتى على الفور .
ثم نهضت و اتجهت لأبيها و اخذت الاذن منه فوافق ، بعدها ذهبت الفتاتان لهذا المتجر الذى وجدوا به العديد من التصميمات التى ابهرتهم .
................................................
اوقف غيث سيارته بسرعة كبيرة بعد ان سمع آخر كلمات اخته ، نظر لها نظرة باردة رغم كل الخوف الذى يجعل قلبه يخفق بألم ، قال لها :
- لا ... لا يمكنك تركى و الذهاب هكذا ، انت لست فقط اختى ، انت ببساطة ... امى .
نظرت له اسماء بشفقة ثم قالت :
- و انت ايضا تعتبر ابنى ، لا احتاج ان اشرح لك مكانتك فى قلبى فأنت تعلمها بالفعل .
صمتت ثم اردفت بتأثر :
- اقسم لك اننى لا اريد الذهاب حتى ، لكنك لن تترك ما تفعل الا اذا رأيت انه يمكننى الذهاب ، يمكننى تركك ، حينها فقط ستتوقف من اجلى ان لم يكن من اجل نفسك .
هبط غيث من السيارة و تبعته اسماء ، نظر لها نظرة مطولة كأنه يفكر فى شئ ما ، ثم ضمها اليه بشدة و هو يقول :
- سأحاول ، لا تغادرى و تتركينى ، سأحاول من اجلك .
ابتسمت اسماء و ربتت على ظهره بحنان ثم ركبوا السيارة مجددا فوجدوا رحمة قد افاقت ، انطلقت سيارة غيث فى طريقها و خيم الصمت عليها مرة اخرى ، لكن هذه المرة رحمة هى من قطعت هذا الصمت و هى تنظر لأمها نظرات مترجية و قالت :
- امى ... هل يمكننا الذهاب لشمس ، ارجووك .
نظرت لها اسماء بعدم فهم و هى تقول :
- لكن ... نحن لم نلتقيها منذ سنتان ، ربما لا تود رؤيتنا .
نفت رحمة برأسها سريعا و هى تقول بحماس :
- لقد قابلتها فى الملاهى ، كانت تحمينى انا و فتى اخر من الهجوم ثم تحدثنا بعدها و كان يبدو انها حزينة لاننا لم نزورها و قالت انها بحثت عن عنواننا كثيرا .
نظرت لها اسماء بتفكير ثم ابتسمت و قالت :
- حسنا اذا ، لنذهب و نزورها ، اعتقد ان رقمها لدى ، سآخذ موعدا .
صرخت رحمة بفرح و عانقت امها بشدة ، فمنذ ولادة رحمة و شمس صديقتها ، كانوا يفعلون كل شئ معا ، حتى تطلقت اسماء فانقطعت  عن زيارتها .
................................................
رجعت الفتاتان الى منزل شمس برفقة زيد الذى كان يضحك بشدة ، نظرت له شمس بتذمر و قالت :
- ماذا ؟ ، ما المضحك ؟! .
- لقد .. كان... موقفا مضحكا بحق .
قال كلماته و هو يقهقه ، عضت جويرية على شفتها السفلى لكى لا تفلت ضحكتها فنظرت لها شمس و قالت :
- هل انت ايضا ؟! .
لم تتحمل جويرية و انفجرت ضاحكة و هى تقول :
-اعتذر ، لقد كتمت ضحكتى كثيرا فى الشارع ، لكننى الان لا اتحمل .
خرجت والدة شمس من المطبخ و قالت لشمس و هى تجفف يدها :
- شمس ... هل جئت يا ابنتى ؟ ، هل اعجبتك التصمي.....
قطعت جملتها و هى ترى فستان ابنتها الذى ترتديه ملطخا بالطين بالاضافة لحجابها ، سألت ابنتها على الفور :
- ما هذه الحالة ؟ ، ما الذى حدث ؟ .
اجابت شمس بثقة و هى غير عابئة بضحكات زيد و جويرية :
- لقد تعثرت فى قدم زيد و وقعت فى الوحل .
انهت كلماتها و تحركت بكبرياء الى غرفتها .
بعد وصول شمس لغرفتها وجدت رقما غير مسجل يتصل بها ، ردت عليه فجاءها صوت رحمة :
- شمس .
ابتسمت شمس و قالت :
- رحمة ، هل هذه انت .
- نعم ، انا هى رحمة محمود ، كيف لى ان اساعدك .
- حقا ؟ .
ضحكت رحمة قليلا ثم قالت و هى تعطى الهاتف لاسماء :
- امى تريدك .
بعد قليل جاءها صوت اسماء و هى تقول :
- شمس ، كيف حالك ؟ .
- بخير و الحمد لله .
- كيف حال والديك ، هل هم بخير ؟ .
- يوصلون لك السلام .
تنهدت اسماء ثم قالت :
- اعتذر لاننى لم اجعلك ترين رحمة طوال هذه الفترة ، لكننى اريد ان اعوضه الان ، هل يمكننا زيارتك ؟ .
- بالطبع يمكنكم ، اريد هذا بشدة .
- حسنا اذا ، هل انت متفرغة اليوم .
- نعم متفرغة ، انتظرك بعد قليل ، كما ان صديقتى جويرية هنا و اود ان اعرفك عليها .
- سأسر بذلك .
انهت شمس المكالمة ثم خرجت و قالت لجويرية :
- ستأتى رحمة برفقة اسماء ، سأفرح كثيرا ان بقيت انت ايضا .
فكرت جويرية قليلا ثم نظرت لزيد و قالت :
- حسنا ، يمكننا البقاء ، كما ان زيد يريد ان يلعب مع رحمة .
بعد قليل سمع الجميع طرقات على الباب ، توجهت شمس الى الباب و فتحته و استقبلت اسماء بالاحضان ، دخل الجميع الى غرفة الضيوف فنظرت اسماء لشمس و قالت و هى تشير لغيث :
- هذا اخى ... غيث .
نظرت له جويرية و شمس فى آن واحد فقالت جويرية :
- لقد التقينا من قبل .
قال غيث موافقا على كلامها :
- نعم ، فى الملاهى .
قالت جويرية و هى تنظر لأسماء :
- ان اردت هاتفا آخر عوضا عن الذى سرق اعرف متجرا جيدا .
نظرت لها اسماء بعدم فهم و كادت تجيب فضغط غيث على يدها ، فنظرت له باستفهام فأومأ برأسه ، نظرت اسماء لجويرية ببسمة حاولت ابقاءها ثابته و قالت :
- اشكرك ، لقد اشتريت هاتفا جديدا بالفعل .
اومأت لها جويرية ببسمة ودودة .
بعد قليل كان الجميع جالسا يتبادل اطراف الحديث  فسألت اسماء جويرية :
- قلت ان اصلك مصرى ، لماذا اتيت الى هنا اذا ؟ .
- انا لم آت الى هنا ، لقد ولدت هنا بالفعل .
- كيف ؟ .
- لقد ترك ابى مصر و اتى الى هنا ليتزوج من امى ، فقد كانت امى تركية من انقرة ، كانت فى جولة سياحية للاسكندرية و التقت هناك بأبى ،  احبها ابى و بادلته هى المشاعر ، فقررا ان يسافرا معا الى تركيا و يتزوجا لأن امى لم تكن لتترك عائلتها ، سافرا و تزوجا بالفعل ، و اخذ  ابى الجنسية التركية ، و بعدها انجبوا اخى اسماعيل ، ثم جئت انا ، و ماتت امى بعد ولادة ايناس .
- رحمها الله .
عدلت لها جويرية بألم :
- رحمهم الله جميعا .
- اللهم امين ، هل مات اباك ايضا ؟ .
- نعم مات منذ عشر سنوات ، و مات اخى اسماعيل منذ اكثر من شهرين .
- فليسكنهم الله الفردوس .
اومأت جويرية بصمت ، سأل غيث الذى لم يتكلم منذ بداية الحوار :
- هل سافر والدك من موطنه من اجل والدتك فقط ؟ ، لابد انه هناك سبب اخر .
- مثل ماذا ؟ .
- لقد هاجرت انا و اختى مثلا بسبب عدم توفر فرص عمل ، كان لابد ان نهاجر بعد وفاة والدى .
- و هل عثرت على عمل بعد الهجرة ؟ .
- نعم .
- هل يمكننى معرفة ما هو ؟ .
- اعمل فى ...
- فى ماذا ؟
صمت غيث قليلا و هو يحاول ترتيب افكاره ، لن يكذب كذبة ساذجة هذه المرة ، يجب ان يصدقوا هذه المرة ، قال بعد صمت قصير :
- انا صاحب عملى ، لدى متجر سجاد .
- انت تاجر اذا .
- بالضبط .
صمت الجميع مرة اخرى حتى قالت شمس لغيث :
- هل تعرف هذا الرجل ؟ ، الذى كان فى الملاهى ، هذا الضابط  .
- نعم انه صديقى يزن .
- نظرت له شمس باحراج و قالت :
- هل يمكننى ان تتصل به و تعطينى الهاتف لأحدثه ، فأنا مدينة له باعتذار .
فكر غيث قليلا ثم كون رقما و اعطى الهاتف لشمس ، فنظرت له شمس بامتنان و قالت :
- اشكرك .
ثم ذهبت لغرفتها .
................................................
كانت رحمة تجلس مع زيد بعد ان اصابهم التعب من كثرة الركض ، سأل زيد رحمة  و هو يشير لأسماء :
- هل هى امك ؟ .
اومأت رحمة بالايجاب فقال زيد بتأثر :
- ليحفظها الله لك .
سألته رحمة :
- و انت اين امك ؟ .
- انها عند الله ، ان شاء الله تكون فى الجنة .
صمت زيد قليلا ثم سأل رحمة و هو يشير لغيث :
- هل هو والدك ؟ .
- لا ، انه خالى غيث .
- اين والدك ؟ .
- لقد تطلق هو و امى منذ سنتين ، لا اراه سوى فى مكالمات الفيديو ، انه فى سويسرا .
قالتها و الدموع تنهمر على خديها فنهض زيد بعيون دامعة و احضر الرسمة التى رسمها لأبيه و اراها لرحمة و قال :
- هذا هو ابى ، لقد مات هو ايضا ، لقد كان شخصا رائعا ، لقد كان يحبنى و ...
قطعت دموعه كلماته و اخذ يبكى بنشيج مسموع ، نظرت له رحمة بشفقة و كادت تتحدث لولا هاتف والدتها الذى كان بحوزتها الذى اصدر رنينا معلنا بمكالمة فيديو من محمود ، اجابت رحمة على الهاتف بحماس و قالت :
- ابى ، كيف حالك ؟ ، اشتقت اليك كثيرا .
ثم نظرت لزيد فوجدته ينظر لها و هو يبتسم بمرارة فوجهت الفيديو ناحيته و هى تقول :
- انظر يا ابى ، هذا زيد .
نظر محمود لزيد بحب و قال :
- اهلا بك يا زيد ، بالطبع انا اعرفه يا رحمة ، انه طفل عظيم .
ابتسم زيد باتساع ، فهذه كانت جملة والده .
................................................
انهت شمس المكالمة مع يزن بعد ان قبل اعتذارها ، كادت تخرج من الغرفة لولا رنين هاتف غيث ، لم تنظر لاسم المتصل احتراما لخصوصيته كادت تخرج لتعطيه الهاتف فضغطت يدها بغير قصد على زر الرد ، كان صوت فتاة ! ، تأكدت شمس من الاسم فوجدته مسجل ب( جيمرى ) ، كادت تغلق المكالمة لولا جيمرى التى صاحت بانفعال و حماس و فرحة و شمس تسمعها :
- ايها الزعيم ، لقد وصلت شحنة السلاح الجديدة ، يجب ان تراها ، انها رائعة .
................................................
البارت اكتر من ٢٢٠٠ كلمة اهو 😂💙
تفتكروا شمس حتعمل ايه ؟
طب غيث حيتصرف ازاى ؟
كل دة حنعرفه البارتات الجاية ان شاء الله 💜
الى اللقاء القريب 📝💙
منة الله عمرو 📝
قلب للمحاكمة 💙

قلب للمحاكمة ..... بقلم منة الله عمرو أبو زيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن