لقد وقع القلب !.

116 18 11
                                    

الجواب باين من عنوانه اهو 😂😂
................................................
ثبتت شمس مكانها بلا حراك ، لم تعلم ماذا يجب ان تفعل او كيف تتصرف ، غاصت فى بحر الحيرة و قلبتها امواجه ، سألت نفسها العديد من الاسئلة كان معظمها ( لماذا ؟! ) ، ظنت انه ربما الامر ليس كما تفكر ، بالتأكيد خال ابنة اخيها ليس ... ليس مجرما ، بالتأكيد لا يتاجر فى  السلاح ، هل تخبر اخته ؟ ، هى لا تعلم ، هل تخبر جويرية ؟ ، لكن جويرية لن تتناقش فى شئ ، هى تعرفها ، ستسلمه للشرطة على الفور ، لكن ماذا عن رحمة ؟ ، لقد رأت تعلق رحمة الشديد بخالها ، من المؤكد انه لو تم القبض على غيث ستتوتر علاقتها بابنة اخيها ، عليها التفكير فى الحل .
اخذت تفكر كثيرا حتى حسمت امرها ، خرجت من الغرفة و اتجهت نحو غيث و اعطته الهاتف بابتسامة متوترة و شكرته ، ثم اتجهت ناحية اسماء و قالت :
- اريد ان اتحدث معك قليلا ، هل يمكن ان تأتى لغرفتى ؟ .
اومأت اسماء بالايجاب ثم اتجهت برفقة شمس الى الغرفة ، جلستا سويا ثم قالت شمس بعد صمت قصير :
- هل تثقين فى اخاك ؟ .
تفاجأت اسماء من السؤال ، لكنها اجابت :
- بالطبع اثق به ، انه اخى .
صمتت شمس و هى تحاول ترتيب كلماتها ، كيف ستقول لها ؟ ، سألتها اسماء و قد لاحظت توترها :
- هل انت بخير ؟ .
خرجت الكلمات من فم شمس اخيرا و قالت :
- انظرى ، انا لا اجيد صنع تمهيد للكلمات .
ثم اردفت :
- غيث يعمل فى تجارة السلاح .
صعقت اسماء من كلمات شمس ، كيف علمت شمس بهذا الامر ؟! ، سألتها بذعر :
- كيف علمت بالامر ؟! ، من اخبرك ؟ .
- كيف ؟ ... هل كنت تعرفين بالامر ؟ .
نظرت اسماء لشمس بترجى  و قالت :
- ارجوك لا تخبرى احد ، ارجوك .
لم تجب شمس فأردفت :
- لقد وعدنى انه سيترك هذا العمل ، انا اعرف اخى ، سيتركه .
................................................
كان زيد يجلس بجانب جويرية و هى تنظر له بحنان ثم سألته  :
- اين رحمة ؟ .
- انها تحدث ابيها فى الهاتف .
كادت جويرية ان تتكلم لولا رحمة التى اخذت تنادى على زيد ليكملوا اللعب ، نهض زيد على الفور بمرح طفولى .
سأل غيث جويرية :
- هل ذهبت الى مصر من قبل ؟ .
- نعم بالطبع ، اذهب كل عام لبعض الايام .
اومأ غيث بابتسامة ، ثم نظر لجويرية و سألها :
- كيف مات اخاك ؟ .
صمتت جويرية و لم تجب ، لكنه لمح فى عينيها الحزن ، لا يعلم لماذا حزن لحزنها ، لماذا يريدها ان تبتسم ؟ ، اشاحت جويرية بنظرها بعيدا بألم ، هى لم تتخطى موته بالكامل بعد ، نظر لها غيث مطولا ، لا يليق بها الحزن ، لام نفسه كثيرا على طرحه لهذا السؤال ، آلمه قلبه عندما ادرك انه سبب حزنها ، التقت عينيها بعيناه لبرهة فأخفضتها سريعا ، بينما هو كان لا يستطيع ايقاف قلبه الذى يقفز بجنون .
................................................
بعد ان انهى محمود المكالمة مع ابنته التمعت عيناه بالدموع ، لقد اشتاق لرحمة كثيرا ، مر الكتير من الوقت منذ اخر مرة ضمها اليه او جلسا معا يضحكان ، هو حتى لا يعلم كل تفاصيل يومها و هذا يحزنه و يؤلم قلبه ، ماذا عن اسماء ؟ ، لقد كانت زوجة صالحة و طيبة ، هى لم تخطئ بأن تختار اخيها ، بل هو المخطئ ، هو من ترك عائلته و مقابل ماذا ؟،  مقابل وظيفة ! ، شعر بالندم كثيرا ، الى متى سيستمر هذا الوضع ؟ ، الى متى سيترك كل شئ من اجل العمل ؟ ، حسنا هو لا ينكر ان العمل مهم ، لكن بالطبع العائلة اهم بكثير ، لابد ان يجد حلا ، لن يكرر نفس الخطأ مجددا ، خرج من مكتبه و اخذ يسير فى الممر ، توقف امام غرفة ياسمين و شيماء ، لقد غادروا برفقة طاهر او بمعنى اكثر وضوحا طردوا ، اتجه محمود لمكتبه مرة اخرى و قد تذكر شيئا ، اخذ يبحث فى اوراقه عن ورقة ما حتى وجدها ، اخذ يكتب فيها شيئا ما ، ثم اخذها و اتجه لغرفة صاحب المشفى ،  وضع الورقة بكل احترام على المكتب امامه فأخذها الرجل و قرأ ما فيها ، ثم نظر لمحمود و قال :
- لماذا تقدم استقالتك ؟ .
- لقد اخطأت منذ  البداية فى قبول الوظيفة ، على العودة لأسرتى .
................................................
خرجت شمس و اسماء من الغرفة و جلسوا فى غرفة الضيوف برفقة غيث و جويرية ، بعد قليل استأذنت منهم اسماء قائلة :
- علينا المغادرة الان ، لقد سررت بالوقت الذى قضيناه معا .
ذهبت شمس الى الباب و ودعتهم ، و جلست بجانب جويرية بتوتر ، فهى الان تخفى سرا عن الجميع ، لاحظت جويرية توترها فسألتها :
- هل انت بخير ؟ .
- نعم بخير ، لا تقلقى .
- انا اعرفك ، هل حدث شئ ما ؟ .
- لا .
- هل انت متأكدة ؟ .
صرخت بها شمس قائلة :
- لماذا تضغطين على ؟! ، لقد سئمت حقا .
نظرت لها جويرية بصدمة ثم نهضت و قالت لها و هى تأخذ زيد :
- اعتذر ، سأغادر الان .
ثم اخذت زيد و خرجت من المنزل و تركت شمس فى حيرتها اللامتناهية ، زفرت شمس بضيق شديد ، يسيطر هذا الضيق على قلبها بشدة ، عليها ان تعتذر لجويرية فقد اخرجت كل غضبها عليها ، لم يكن عليها الصراخ هكذا ، لقد كانت جويرية تحاول فقط معرفة سبب توترها و حزنها لتخفف عنها او تحاول ان تجد لها حلا ، تناولت هاتفها و اتصلت بجويرية فأجابت جويرية :
- كنت بالفعل انتظر اتصالا منك ، كنت انتظر توضيحا لما حدث .
- انا اعتذر لك حقا ، اعتذر لك يا صديقتى .
ثم صمتت و اردفت :
- توجد بعض الاشياء التى تنتظرين منى توضيحها اعلم ذلك ، لكن حقا لا استطيع .
- هل وعدت احدا بحفظ سره ؟.
- نعم .
- اذا لا اريد معرفة الامر ، اكتمى السر مهما كان و اوفى بوعدك .
- كنت اعلم انك ستتفهمين الامر .
- حسنا ، لكن كان من الممكن ان تخبرينى انه سر دون الصراخ بى ، لم اكن لأتحدث ابدا ان اخبرتنى من البداية .
- اعتذر حقا ، انت تعلمين اننى احبك و بشدة ، تعلمين انك اقرب صديقة لى ، لقد افرغت غضبى بك لكن ارجوك لا تحزنى .
اطرقت جويرية و هى تفكر قليلا ثم قالت ببسمة :
- لا بأس ، سامحتك .
ابتسمت شمس بامتنان ، فصديقتها نقية القلب ، لا يستمر غضبها كثيرا  .
................................................
اوصل غيث اخته و ابنتها الى المنزل ، ثم ذهب الى مقر افراد عصابته ، فقد اخبرته جيمرى عن شحنة السلاح الجديدة ، كما انها اخبرته انها اتصلت به من قبل و اعلمته بهذا ، ففكر انه ربما فتح مكالمتها دون قصد ، لكن هذا الاحتمال ضئيل جدا ، فى هذه الحالة لا يوجد سوى احتمال واحد ، هل رد احدهم على جيمرى و علم بشأن الشحنة ؟! ، هذه كارثة حقيقية .
كان يقول سيارته و هو يسخر من نفسه بشدة ، لقد وعد اخته انه سيخرج من هذا العمل لكنه لا يستطيع ، كلما ابتعد وجد نفسه يعود اليه مرة اخرى ، كأنه بداخل دوامة لا يستطيع الخروج منها ، نعم انها دوامة ، انها هذه الدوامة التى يدخل اليها العصاة و كلما قرروا التوبة يرجعون للذنب مرة اخرى ، انها الدوامة التى يدخل اليها الحزين فتتدمر نفسيته ولا يستطيع الضحك مرة اخرى ، الدوامة التى يدخل اليها من فقد حبيبا فلا يتقبل قلبه حبيبا اخر ، انها باختصار ... دوامة الحياة .
وصل غيث لوجهته و هبط من السيارة و توجه الى هذا البيت المهجور الذى يتخذونه مقرا ، وجد افراد عصابته فرحين و هم يحلمون بالارباح التى سيكسبونها بسبب هذه الشحنة ، نقل غيث نظره بينهم لكن توقف عندما رأى ملامح رجله ( كرم) العابسة بشدة ، نظر له غيث بتعجب ، ثم اتجه له و سأله :
- هل كل شئ بخير ؟ .
نظر له كرم مطولا ثم قال بتوتر :
- سيد غيث ، انا اريد ان اترك العمل .
نظر له غيث ثم انفجر ضاحكا و هو يقول :
- ماذا يعنى اريد ترك العمل ؟! ، هل تطلب الاستقالة من مديرك فى الشركة يا بنى ؟! .
ابتلع كرم ريقه برعب لكنه قال بثبات :
- سيدى ، جميعنا نعلم ان هذا العمل يحملنا الذنوب ، لقد ثقلت ذنوبى يا سيدى ، اريد التوبة ، اخاف ان اموت  فيسألنى الله عن الارواح التى قتلت بالاسلحة التى نهربها ، و ان يسألنى عن الارواح البريئة التى قتلناها لأنهم كادوا يكشفوننا ، اخاف الموت و انا عاص له ! ، اخاف عذاب جهنم ، اخاف الله ! .
نظر له غيث مطولا و هو على وشك البكاء ، لا يعرف ما الذى يقوله ، هو يلهو فى الحياة الدنيا و ينسى عذاب الاخرة ، كانت كلمات كرم كاليد التى صفعته فأفاقته من غفلته ، نظر للجميع ثم نادى على جيمرى ، قالت جيمرى :
- تفضل سيدى ، ماذا تريد ؟ .
- لن نهرب هذه الشحنة ، الغى كل شئ .
- لكن سيدى ...
قاطعها غيث و هو يقول بحدة :
- لا تناقشينى ، افعلى ما اقول .
................................................
وصلت جويرية للمنزل و هى لا تفكر سوى فى سؤال غيث  " كيف مات اخاك ؟" ، سقطت دموعها رغما عنها و هى تهمس :
- اعتذر يا اخى .
ثم اخذت تسترجع ذكريات هذا اليوم .

قبل شهرين
-------------
ذهب الجميع لمداهمة المصنع المهجور الذى اتضح انه مخبأ احد اكبر تجار الاعضاء ، بدأت المداهمة بإشارة السيد سيشكين ، انطلق الجميع و هم يطلقون النار بمسدساتهم ، فقدوا العديد من زملاء المهنة و سقط الكثير من الجرحى ، حينها امرهم سيشكين ان ينسحبوا ، اعترضت جويرية على الانسحاب لأنه تبقى القليل فقط ، عارضها الجميع لأنه بقى القليل من جهتهم ايضا ، لكن جويرية امسكت مسدسها و انطلقت لمنتصف المصنع و اخذت تطلق الرصاصات منه ، اصيبت قدمها فتحملت و اكملت ، بعدها اصيب كتفها فسقط سلاحها من يدها و اخذت تصرخ ، صرخت شمس و هى تمسك بسلاحها :
- تحملى يا جويرية .
كادت رصاصة اخرى تصيب قلبها مباشرة لولا اسماعيل الذى ركض و وقف امامها بسرعة كبيرة فصد الرصاصة عنها ، ركض الباقون و حملوا جويرية و اسماعيل و هم يذرفون دموعهم .
------------
علت شهقات جويرية ، لقد مات اخيها بسببها ، بسببها هى اصبح زيد يتيما ، بسببها لم تكتمل فرحة شمس ، استغفرت الله فورا فور مرور هذا الخاطر برأسها ، فالله من يعطى و الله من يأخذ ، ذهبت الى غرفة زيد و تسطحت بجانبه ثم غطت فى نوم عميق  .
................................................
رجع غيث الى بيته ، وجد اسماء و رحمة يشاهدون التلفاز ، ذهب لغرفته و هو يفكر فى الكثير من الأشياء ، كان ابرزها جويرية ! ، استغرب نفسه كثيرا ، كان الحديث القصير الذى دار بينهم يشغل عقله كثيرا كما لم يفعل اى حديث اخر ! ، ذهب الى فراشه و تسطح عليه طالبا النوم ، لكنه لم يستطع ابدا ، كانت تشغله عيون جويرية ، ابتسامة جويرية ، بشرتها السمراء ، ضحكتها الخافتة ، هو يعلم ان ملامحها عادية لكنها محببة الى قلبه ، لماذا يراها اجمل الجميلات الان ؟! ، ترتسم صورتها امام عينيه رغما عنه ، وجد نفسه بلا وعى منه يضحك عندما يتذكر ضحكها ، يحزن عندما يتذكر حزنها ، وجد قلبه و لأول مرة يخفق بقوة مع تذكره لكل تفصيلة بها ، ان كان الجمال انسانا فسيكون جويرية ، ان كان الحياء انسانا فسيكون جويرية ، ان كان الحنان انسانا فسيكون...... ، مهلا ! ، ماذا يحدث له ؟! ، لماذا يفكر بها مطولا ؟ ، نهض سريعا من السرير و نظر لنفسه فى المرآة و هو يقول بمشاعر كثيرة :
- هل.... هل احبها ؟! .
نظر لصورته فى المرآة كأنه ينتظر منها الاجابة ، لكنه اجاب نفسه بنفسه حينما ابتسم و قال :
- نعم افعل .
خرج من غرفته بابتسامة واسعة و قلب يخفق بشدة ووقف امام اسماء التى تعجبت من رؤيته و سألته :
- الم تنم حتى الان ؟ .
اجاب غيث بلا وعى :
- لقد وقع القلب! .
نظرت له اخته بعدم فهم فأكمل :
- لقد وقع قلبى فى حب جويرية .
نظرت له اسماء بصدمة و لم تكد تجيب حتى سمعوا طرقا على الباب ، اسرعت رحمة و فتحت الباب بهدوء ، لكن سرعان ما صرخت بفرحة و هى تعانق الطارق بتعجب :
- ابى ... انت.... انت ابى ! .
ركضت اسماء برفقة غيث لترى ما يحدث ، ثم هتفت باندهاش :
- محمود !
................................................
توقعاتكم للى جاى 💙
متنسوش الفوت و ناقشونى فى الكومنتات 💙
الى اللقاء القريب 💙
قلب للمحاكمة 💙
منة الله عمرو أبو زيد 💙📝

قلب للمحاكمة ..... بقلم منة الله عمرو أبو زيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن