ليس من شأنك

140 22 12
                                    

البارت حيكشف شوية حاجات ، طبعا مش كلها .
تفتكروا ايه اللى حيحصل ؟ 💜
---------------------------------------

بعد توقف اطلاق النار ، كانت الملاهى فى حالة يرثى لها ، كان بعض الناس فى حالة صدمة ، لا يستطيعون تصديق ما حدث للتو ، كانت جويرية تسير فى الملاهى و هى تنادى على شمس و زيد و ايناس .
بينما كان غيث منشغلا بالبحث عن اخته و ابنتها ، جاء رجاله بعد قليل تزامنا مع قدوم رجال الشرطة ، كانوا قلقين من وجود الشرطة لكن غيث اعطاهم التعليمات لكى لا يلفتوا الانتباه .
وجدت جويرية ايناس اخيرا فاحتضنتها بقوة و نظرت لها نظرة متفحصة و قلقة و هى تسألها إن كان مكروه ما قد اصابتها ، فنفت الاخرى برأسها و اخذت الاثنتان تبحثان عن امانات اخيهما ، خطيبته و ابنه .
بينما كانت شمس تحمى الطفلان خلفها حتى بعد توقف اطلاق النار ، فقد خافت ان يكون المهاجمين قد اقتحموا الملاهى ، تشبثت بها رحمة بيدين مرتعشتين ، بينما كانت تزداد شهقات زيد المتقطعة ، كان هذا الامر اكبر من ان يتحمله اطفال لا يتعدون السنوات الثمان ! ، سمعت رحمة صوت اسماء فركضت فى الحال لكن شمس اوقفتها قائلة:
- لم يزل الخطر بعد .
اجابتها رحمة و هى تشير لنفسها :
- انها امى .
نظرت لها شمس بتردد ثم اومأت و هى تقول :
- حسنا لكن انتبهى .
هرولت رحمة و كادت تخرج لكن قاطعها صوت شمس و هى تهتف بتعجب و تشكك :
- رحمة ! ، هل انت رحمة ؟!.
نظرت رحمة لها مجددا و هى تتفحص ملامحها حتى تعرفت عليها فهتفت و هى ترجع الى أحضانها مرة اخرى :
- شمس .
...............................................
كان محمود لا يفقه شيئا مما يحدث ، لماذا يريدهما هذا الرجل بهذه السرعة ؟! ، سأله محمود :
- لم العجلة ؟ .
غضب طاهر بشدة لهذا السؤال السخيف ، ما شأن هذا الطبيب ؟، لكنه اجاب بهدوء مرعب :
- انا حر .
نظر محمود لوجه طاهر المشتعل غضبا بنظرة متحدية و قال :
- لست حرا ، و لن تأخذهم .
لم يكد طاهر يتكلم حتى وجد لكمة تصيب وجهه ، نظر لمحمود بشر و بدأ الشجار ، اجتمع المشفى ليروا ما يحدث ، منهم من يحاول فض الشجار و منهم من يشاهد ، حتى انتهى الامر بخروج ياسمين من غرفتها و هى تصيح بصوتها الذى يسمعه محمود لأول مرة :
- كفى .
نظر لها الجميع بترقب ، ذهبت نحو محمود و هى تنظر له نظرات متوسلة أن يترك طاهر ، نفذ لها محمود ما تريد ، فركضت ياسمين و ارتمت فى حضن اخيها و اخذت تبكى بشدة ، كأنها كانت تنتظر وجوده لتنهار ، نظر لها طاهر بحنان اخوى و سألها :
- ماذا يوجد يا ياسمين ؟ ، لقد تعبت حتى وصلت لمكانك ، لقد كان خيار ابتعادك عنا خاطئا منذ البداية .
علت شهقات ياسمين فعبس وجه طاهر ، ثم قال لها :
- هل يوجد من ضايقك يا حبيبتى ؟ .
كففت ياسمين دموعها و سألت اخيها و هى خائفة من الاجابة :
- هل .. ماتت خالتى ؟ .
فى ذلك الوقت خرجت شيماء و توجهت بسرعة نحو ياسمين ، ابتلع طاهر لعابه و حاول تغيير الموضوع فسألهما :
- هل انتما هنا لذلك السبب ؟.
فأجابت شيماء بحدة غير مسبوقة :
- لا تجب على السؤال بسؤال اخر ، لقد سألناك سؤالا محددا ، فلتجب عليه اجابة محددة .
نظر لها طاهر بنظرات غامضة ثم قال بلا مبالاة :
- نعم .. لقد تم قتلها .
هنا انهارت الفتاتان مجددا ، ما اضعفهما فى مواجهة الصعاب ! ، هذا ما سيقوله من لا يعرف السيدة راضية ام شيماء و خالة ياسمين ، لقد كانت مثالا للطيبة و الحنان ، كانت اما لياسمين بعد ان ماتت امها ، كانت تحب ابنتها بشدة ، كانت لها الام و الاب و الاخت ، كانت عائلتها بأكملها ، من ذا الذى يطاوعه قلبه فى قتلها ؟! .
سألت شيماء بحدة و دموع :
- من الذى قتلها .. من ؟ .
اجاب طاهر و هو ينظر للإسفل :
- أنا من قتلها !.
خيم الصمت فجأة ، علت الصدمة الوجوه و تجمدت القسمات ، كانت ياسمين اول من تخرج من صدمتها عندما سألت طاهر :
- ماذا ؟ كيف و لماذا ؟ .
زفر طاهر بحزن ثم اجاب بإجابة لم يتوقعها احد :
- قتلتها ... لأنها حاولت قتلى .
ثم اردف بدموع :
- لقد دافعت عن نفسى فقط .
................................................
كانت كلتاهما لا تصدق ، هل التقيا حقا ؟! ، نظرت رحمة لشمس بحب و قالت :
- لم ارك منذ سنتين .
اومأت شمس بحزن و قالت :
- لم تزورونى ابدا ، لقد بحثت عن عنوانكم كثيرا لكننى لم استطع الوصول اليه .
كادت رحمة ان تجيب لكن قاطعهم دخول جويرية ، ارتمى زيد فى احضان عمته بخوف فربتت هى على ظهره بحنان ، نظرت جويرية لشمس و قالت و هى تشير لرحمة :
- من هذه يا شمس ؟ .
ابتسمت شمس ابتسامة واسعة و اجابت :
- انها رحمة .. ابنة اخى محمود .
ابتسمت جويرية بود لهذه الفتاة اللطيفة فبادلتها رحمة الابتسامة .
قالت رحمة و هى تنظر لجويرية بحب :
- انت جميلة جدا حقا .
ابتسمت جويرية ابتسامة خافته ، فهى عادية الملامح ببشرتها السمراء و عينيها البنية الداكنة و ملامحها الجريئة ، لم تكن تمتلك بشرة صافية حتى ، اردفت رحمة :
- جمالك جمال بسيط و هادئ ، حقا انت مختلفة .
ضحكت جويرية بمرح و ضمت رحمة بحب ، لقد احبت هذه الصغيرة نقية القلب .
بعد قليل كانت رحمة قد اجتمعت بأمها و خالها و خرج الجميع من اماكن اختبائهم ، صاح يزن فجأة مطالبا بأن تأتى الفتاتان حاملات السلاح ، لبت شمس و جويرية النداء ، وقف يزن امام جويرية و سألها :
- من اين لك بالسلاح ؟ ، هل هو مرخص ؟ .
اومأت جويرية و اخرجت هويتها فاتسعت اعين يزن دهشة و عاد بنظره الى جويرية و سألها :
- مفتشة ؟! .
اومأت جويرية فأشار يزن لشمس و قال :
- هل هى ايضا ؟! .
ردت عليه شمس قائلة :
- نعم ، نحن نعمل فى التفتيش العام .
قال يزن متعجبا :
- لكن .. كيف ؟! .
نظرت له الفتاتان باستفهام فأجاب يزن :
-أقصد كيف انتن مفتشات و ترتدين الحجاب الشرعى و الملابس الفضفاضة ؟! .
اجابت شمس و قد فهمت مقصده :
- لا يوجد مانع فى حجابنا من آداء عملنا ، و لو خيرونا بين العمل و الحجاب لاخترنا الحجاب .
قال يزن :
- كيف تأخذن حريتكن فى العمل لا افهم هذا ! .
نظرت له شمس بحدة و قالت :
- ليس من شأنك ! ، ارجو منك الابتعاد عن التفكير بهذه الطريقة .
اومأ يزن بإحراج و هو يقول :
- انا .. لم اكن اقصد مضايقتك .
اجابت شمس :
- لا مشكلة .
بعد انتهاء هذا الحوار جاء غيث ، نظر للجميع بغموض فنظر له يزن و سأله :
- ماذا قال هؤلاء الرجال؟ ، لقد تكلموا باللغة العربية .
فأجاب غيث :
- لم يقولوا شيئا مهما .
نظرت له جويرية بتعجب و قالت :
- بل قالوا .
قال غيث بغضب :
- ما ادراك انت ؟! .
فأجابت جويرية بتحد :
- انا مصرية ، و قد فهمت ما قالوا .
فسألها يزن :
- و ماذا قالوا ؟.
- قالوا انهم يحذرون شخص يدعى غيث و يقولون له ان يرجع عما فى رأسه ، و اعتقد ان غيث هو صديقك و انه يخفى شيئا ما ، لأنه عربى و لم يرد ان تعلم ما قالوا .
نظر يزن لغيث فوجد نظراته غامضة كالعادة ، فسأله يزن :
- هل كانوا يقصدونك انت يا غيث ؟ .
صمت غيث قليلا ثم اجاب بهدوء :
- نعم .
سأله يزن بتشكك :
- لماذا ؟ .
اجاب غيث و هو يرسم على وجهه ملامح بريئة و يائسة بكل براعة :
- لقد سرقوا من اختى هاتفها فبلغت عنهم و اقسمت الا ارجع عن البلاغ ، اتضح انهم عصابة كبيرة ، اى انهم هؤلاء المافيا المجرمين ، و السرقة جزء بسيط من اعمالهم ، لم اكن اعلم انهم كذلك ، لكننى مصر على عدم سحب البلاغ .
قالت جويرية بتشكك :
- ان كانوا حقا كما تقول فإن البلاغات ضدهم كثيرة ، لماذا علقوا على بلاغك انت بالذات ؟! ، هذا ليس منطقيا .
اجاب غيث باقتضاب :
- لا اعلم .
أومأت جويرية و هى غير مقتنعة بالقصة التى سردها هذا الرجل ، لابد ان هناك سببا اخر يخفيه ، لكنها ستحل هذا اللغز .

---------------------------------------
تفتكروا كذبة غيث حتتكشف ؟ .
و ليه خالة ياسمين حاولت تقتل طاهر ؟ .
كل دة حنعرفه فى الاجزاء اللى جاية .
متنسوش تعملوا فوت و تناقشونى فى الكومنتات 💜
الى اللقاء القريب 💙📝
منة الله عمرو 💙

قلب للمحاكمة ..... بقلم منة الله عمرو أبو زيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن