انت مجددًا ؟

73 15 11
                                    

لقيت نفسى فاضية شوية قولت انزل حاجة عشان متأخرش عليكم و متملوش ..💙
---------------------------------------
إتسعت أعين الجميع بصدمة من رد شمس بالرفض... لم يتوقع أحد أن ترفض بعد هذا العرض الرومانسى ، حتى جويرية تفاجأت من موقف صديقتها ... لقد توقعت أن توافق على عرضه أو على الأقل تخبره أن يمنحها بعض الوقت للتفكير ثم إن شاءت ترفضه بطريقة أفضل من هذه .
بينما شمس عادت لمقعدها ببرود غريب عليها ، ثم نادت على إحدى زميلاتها قائلة :
- سلوى ... هلا أتيتِ من فضلك .
التفتت لها سلوى باستنكار لكن شمس أردفت بلا مبالاة :
- لقد أخبرتنى أنكِ توصلتِ لمعلومات جديدة عن المجموعة التى تتاجر فى الأعضاء ، هلا عرضتها على حاسوبكِ رجاءً ؟ .
رمقتها جويرية بغضب شديد ، ثم وجهت نظرها إلى يزن الذى يحدق فى الخاتم بصدمة ، تكاد تقسم أن قلبه يتقطع لأشلاء ، و كيف لا و قد أصابته كلماتها فى مقتل ؟ ، لقد رفضته دون لحظة تفكير واحدة ، بل و فوق ذلك ها هى ذا تجلس على مكتبها غير مبالية بالدمار الذى سببته فى نفسه ...
نظرت له جويرية بشفقة كبيرة و إحراج فى آن واحد ثم زفرت بغضب و قالت بنبرة حاولت إبقاءها هادئة قدر المستطاع :
- سيد يزن ... هلا نهضت من فضلك .
لم يأتها منه أى رد ، بل بقى على نفس وضعيته راكعًا على ركبته و ماددًا يده بالخاتم .
جاء اثنان مِن مَن هم بالمكتب و هم يرفعون يزن بشفقة ، و بالفعل إستجاب لهم و نهض معهم ، ثم ألقى نظرة مكسورة معاتبة على شمس التى تجلس ببرود ثم رحل ... رحل بآلام قلبه ... رحل و قد تم رفضه من قبل معشوقته ، أخذ يفكر طويلا فى سبب رفضها له ، هو لم يعاملها هى أو غيرها بطريقة سيئة من قبل ، كما أنه ذو خلق ، ذو ذوق رفيع ، يعرف دينه جيدًا و يصلى ، اذًا لمَ ترفضه ؟! .
ابتسم فجأة بثقة ... لن يتركها حتى توافق عليه ، هو ليس من الذين يتخلون عن حبهم ابدا ...
نعم فهو يحبها ، بل يهيم بها عشقا ، يشعر انها تكمل نواقصه ، هى الحنونة و هو الحازم ، حسنا ... هو امامها يصبح حنونا ايضا .
................................................
شعرت ايناس بالملل و هى تجلس على مكتبها ، فتحت باب غرفتها و توجهت لغرفة الممرضين ، دلفت للداخل فالتفت لها الجميع بتعجب ، قالت بتذمر :
- الا يوجد ما يمكننى فعله الان ؟! ، لقد مللت حقا .
نهض اكين و قال بهدوء :
- لقد انهينا كل شئ ، بامكانك ان ترتاحى فى مكتبك استاذتى .
صرخت به إيناس قائلة :
- هل جئت لتقول لى ان ارتاح ؟! ، اذهب و انظر ان كان يوجد شئ يمكننى فعله .
صرخ بها اكين هو الآخر :
- لا يمكنك ان تصرخى بى هكذا .
و على عكس المتوقع صمتت ايناس بهدوء ... و قالت بنبرة هادئة :
- انتبه على كلامك قبل الحديث .
ثم التفتت و خرجت بخطى واسعة .
نظر اكين فى اثرها بتعجب ماذا فعل هو الان ؟ ، هى المخطئة و رغم ذلك تريد ان تجعله هو يشعر بالذنب ... حقا ؟! .
نظر اكين لباقى الممرضين فوجدهم يكتمون ضحكاتهم بصعوبة ، فقال لهم بتذمر :
- يمكنكم الضحك ، ان لم تضحكوا ستنفجرون .
رنت ضحكات الممرضين فى الغرفة فشاركهم اكين الضحك و هو يفكر فى هذه المشاكسة ... 
................................................
خرجت جويرية من عملها غاضبة من شمس التى تتعامل ببرود حتى الان ، اخذت تمشى و هى تلعنها فى سرها ، قطع هذا صوت ما ينادى عليها بخفوت :
- جويرية ...
نظرت لمن ينادى عليها فوجدته هو ... و من غيره الذى يحتل تفكيرها فى الفترة الأخيرة ؟ ....
بينما غيث نظر لها بحنان ، فقد كان مرعوبا عليها بعد رسالة التهديد التى تلقاها ، بينما جويرية نظرت له بحرج و قالت :
- اعتذر لكن ... لا يمكننا ان نقف هكذا ...
نظر لها غيث و اومأ بتفهم و ما كاد يتحدث حتى وجد جويرية تعتذر منه سريعا و هى تتجه لمكان ما بشر :
- على ان احل امرا ما .
بينما جويرية ذهبت حيث تقف زميلتها فى العمل سلوى و هى تضحك مع رجل غريب ، لكن ما اوقفها كان عندما رأت احتضان سلوى له و قد تلقفها هو فى احضانه بكل سرور ...
اعتقدت انها ربما اساءت الفهم ، ربما هو زوجها ، او اخيها مثلا ...
ذهبت جويرية و صافحت سلوى ثم سألتها بحرج :
- هل هو زوجك ؟
اجابتها سلوى بلا مبالاة :
- لا .
- اخيك اذا ؟ .
و مرة اخرى تتكرر الاجابة :
- لا .
نظرت لها جويرية بشك و قالت :
- من اذا ؟ ، هل تسمحين لى ان اعرف ؟ .
اجابت سلوى بلا مبالاة :
- انه مجرد صديق فقط .
نظرت لها جويرية باستنكار ثم قالت و قد حاولت ان تهدأ :
- و هل ... تحتضنين مجرد صديق ؟! .
نظرت لها سلوى و ذلك الرجل بعدم فهم ، لتقول جويرية بحنانها المعتاد :
- انت تعلمين اننى لا اتدخل فى حياتك و ليس لى حق فى ذلك بالطبع ، و تعلمين اننى اعتبرك اختا لى يا سلوى .
اومأت لها سلوى لتكمل جويرية بابتسامة حنونة :
- انظروا ... سأنصحكم بنصيحة و ازودكم بمعلومة ربما لم تكونوا تعرفونها من قبل ... لقد حرم الله اتخاذ الأخدان ، و الاخدان تعنى الصديق من الجنس الآخر ، فقال سبحانه و تعالى فيما يخص النساء «محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان» ... و فيما يخص الرجال «محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان » ، فى سورتى النساء و المائدة ، فكما سمعتم لا يوجد ما يسمى بالصداقة بين رجل و امرأة فى الإسلام ، فالمرأة بالنسبة للرجل إما زوجته ، أو أحدى محارمه ... و يمكن أن تكون زميلة عمل او دراسة تفرض الظروف تواجدهما فى مكان واحد و فى هذه الحالة يجب الالتزام بقواعد الدين فى العلاقة بينهما ، فلا يكون هناك تلامس ولا تقارب ولا ما فوق ذلك ، اما اللقاء نفسه فهو جائز شرط ان يكون فى مكان مفتوح و قائم على غض البصر من الطرفين ، و ان يكون الكلام بالمعروف و لا يتجاوز الحدود ... اتمنى اننى استطعت التوضيح بشكل جيد .
نظر لها الاثنان بصدمة ثم نظروا لبعضهم البعض بتوتر ، هل حقا هم مذنبون الى هذا القدر ؟! ...
بينما جويرية استأذنت منهم سريعا و كادت ترحل الا ان غيث اوقفها مجددا ، نظرت له جويرية بتعجب و سألته :
- الم تذهب بعد ؟ .
- لا ، لقد كنت انتظرك .
- انظر ... لا يمكننا الوقو ...
قاطعها غيث قائلا :
- لقد استمعت لك و انت تنصحين صديقتك .
ثم اردف بانبهار :
- من اين لك بكل هذه المعلومات ؟ .
نظرت له جويرية و زفرت بيأس ثم قالت :
- نحن فى عصر اصبح من يعرف قواعد دينه مميزا .
اومأ لها بحزن ، فأردفت هى بحدة طفيفة :
- و بما انك سمعت ما قلته ، فيمكننى الرحيل لأن وقوفنا هكذا ليس مبرَرا ابدا .
لم تنتظر رده حتى ودعته سريعا و ذهبت لركوب المواصلات العامة.
................................................

عارفة ان البارت قصير جدا بجد بس انا قولت انزل اى حاجة و لو صغيرة عشان متملوش ، ان شاء الله لو عرفت انزل تانى قبل الامتحانات حنزل 💜
الى اللقاء القريب 📝💙
منة الله عمرو أبو زيد 💜💜

قلب للمحاكمة ..... بقلم منة الله عمرو أبو زيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن