الفصل السادس عشر

47.2K 2.8K 163
                                    

الفصل السادس عشر.

صعد سيف درجات السلم في خطوات واسعة، محاولاً اختصرها كي يصل لاخته التي اقدمت على فعل أحمق لا يليق بها!، وحتى إن استمع لاسبابها لن يرحمها.

فتح الباب بمفاتيحه الخاصة، ثم اندفع إلى الشقة باحثًا عنها، وجد الانوار مغلقة، ماعدا نور واحد في منتصف الشقة، ابتسم متهكمًا لتفكيرها الساذج، يبدو أنها نسجت خطة كي تنجو من عاصفة غضبه.

اندفع نحو غرفتها ثم فتحها مرة واحدة، فزعت كلاً من ليال وفاطمة ولكن كانت فزعتهما تشبه التمثيل البايخ، رفع حاجبيه معًا لوجود ليال في هذه الساعة المتأخرة في منزله،  وبنبرة ساخرة تفوه بها وهو ينظر في عمق أعين من تصر على مفاجئته دوما:

-إيه لم الشامي على المغربي.

شعرت فاطمة بالاحراج بسبب قوله المندفع، فرمقت ليال بطرف عينها، لمحت  تعجبها البادي على ملامحها، ونظراتهت لوحت بعدم بعدم فهمها لقوله، فسارعت تردف بصوت متلجلج:

- في إيه يا سيف..شامي إيه ومغربي إيه بس..

رمقها سيف بنصف عين، قاصدًا إرسال نظراته المسكتشفه لها، كاشفًا خباياها، فما سر تحولها الرهيب بين ليلة وضحاها، فبالأمس كانت تشكو له لمَ فعلته والدة زوجها ومحاولتها في إثارة غيظها ...استطاع ارتداء قناع الامبالاة الزائف.. أما داخله كان يغلي بإستشاطة بسبب تفكير تلك الحرب'اء.

استمر صمت سيف الطويل تحت نظراته المتعلقه بأخته التي كانت تخفي وجهها منه، اقترب منها بخطوات بطيئة حينما لمح الكدمات المسيطرة على معظم وجهها، فجذبها كي تقف أمامه، وبنبرة هادرة خرجت منه  وهو يسألها:

- هي اتجننت ازاي تعمل فيكي كده.

استغلت فاطمة غضبه وقررت أن تنقذ نفسها حينما أتت اليها الفرصة، استجمعت دموعها بسبب الآمها المتفرقة في انحاء جسدها، وقالت:

- شوفت يا سيف عملت فيا إيه، وفي الاخر بتتبلى عليا.

قبض سيف فوق مرفقها، والغيظ يتملك منه:

- وانتي إيه خرجك اصلاً من باب البيت.

وضعت ليال يدها فوق يده تمنعه من تعنيفها بهذا الشكل:

- انت بتمسكها ليه كده، هي المجنى عليها على فكرة.

احتشد الغضب في صوته من تدخلها:

- ست المحامية ابعدي عني الساعة دي.

لم تعرف لِمَ تضايقت من أسلوبه الفظ معها، وكأن تلك الايام التي اختفت بها أثرت عليه مجددًا، ليعود بعجرفته وقلة ذوقه يعنفها بطريقته المهينه تلك:

- بلاش قلة ذوق، أنا بدافع عن اختك علشان شوفت كل حاجة، دول كانوا هيموتوها.

رمقها باستفزاز قبل أن يحول بصره لاخته، سائلاً إياها بنبرة غليظة:

ندبات الفؤاد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن