الفصل العشرون

52.8K 2.8K 371
                                    

الفصل العشرون..

في اليوم التالي..

دخل زيدان بإرهاق لمنزله باحثًا عن أنس بعينيه التي كانت تود الغوص في نوم عميق لا يقطعه أحد، ظهر أمامه والدته ويزن والصغير، حيث كان يزن يحاول إطعام الصغير رغمًا عنه، تقدم منهم وبنبرة صوته المجهدة قال:

-صباح الخير!.

رفع أنس عينيه بفتور تام ولم يلقي عليه التحيه كعادته وكأن الصغير أُرغم على فقدان شغفه في عمره هذا!.

- مالك يابني!.

قالتها منال بصوت قلق، فرد عليها زيدان بنبرة جاهد بإخراجها:

- ضغط الشغل بس، أنا كويس متقلقيش!.

ثم التفت نحو أنس وبدأ يرسم على وجهه علامات السعادة والحماس رغم أنها زائفة فاقدة للحيوية ولكن ابن اخيه يستحق بأن يجاهد لاخراجه من الحزن المسيطر عليه.

- خلص فطارك يا أنس علشان نسافر لبابا وماما.

رفع يزن حاجبيه معًا قائلاً باستفهام:

- مين طلب منك تجيبه؟!

همس زيدان بالرد:

- سليم.

امتلئت السعادة وجه منال وسألته بخفوت:

- هو رجع لشمس، الحمد لله يارب.

أجاب زيدان برأسه حينما حركها بنفي، فعاد حماسها يتقهقر للخلف، وبدأت تغوص في حالة الحزن خاصتها إلا أن صوت يزن المتسائل بقلق جعلها تنتبه بتركيز:

- هتقدر تسوق وانت تعبان كده!.

أومأ زيدان بصمت، فسارعت منال بالحديث قبل يزن حينما غزت فكرة جيدة  رأسها وأصرت على تنفيذها:

- روح يا يزن مع أخوك، اخوكوا محتاج لوقفتكوا معاه.

- ملهاش لزمة يا أمي، كفاية أنا بس هودي أنس..

قالها زيدان فأشارت منال بالصمت، وأكملت حديثها الذي أثار انتباه الصغير:

- لا روحوا انتوا الاتنين، وقفوا جنب اخوكوا، حسسوا انكوا موجودين وساعدوه يرجع شمس تاني.

صمت زيدان مفكرًا في حديث والدته، باحثًا بين جنبات عقله عن فكرة للرفض، بسبب خوفه الزائد من صد سليم له، ولكنه حقًا يحتاج إلى أن يقضي بضع الوقت معه، غير قادرًا على نسيان تفاصيل يوم اجتماعهما الفريد، حينها فقط شعر بمعنى جملة أن يضحك من قلبه، حتى أن الوقت الذي رقد بجانبه في فراش واحد داعب أوتار قلبه حنينًا واشتياقًا له، انتشاله يزن من عمق أفكاره وهو يقول:

- ماما كلامها صح، يلا نروح..انت هترجع امتى!.

- يعني ممكن بعد بكرة.

تحدثت منال بلهفة:

- حلو يابني روحوا لاخوكوا، وانا هقول لبابكوا ونيجي كمان، خلي سليم يحس اننا كلنا موجودين جنبه.

ندبات الفؤاد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن