الفصل التاسع.
-مامي جوا في الاوضه هنا..
اقترب سليم من الغرفة متجاهلاً والدته التي حاولت ايقافه بخلق مواضيع تافهه، ومد يده يفتح المقبض.. دب الرعب بقلب منال، وعلمت أن نهايتهم قادمة، راقبت بعينيها التي حاوطها التجاعيد الخفيفة وقوف سليم أمام الغرفة، كتمت أنفاسها رهن اللحظة التالية، ومع صوت فتح سليم للمقبض، جف حلقها تدريجيًا..تزامنًا مع ارتفاع دقات قلبها.
- جدو واقع في الاوضه.
رغم استماعها للجملة عدة مرات من أنس، إلا أنها لم تستطيع ترجمتها، يبدو أن عقلها توقف عن العمل بسبب اضطرابها اللحظي، ولكن مع ركض سليم باتجاه غرفة والده، ولامس كتفه جزء من كتفها فجعلها تتراجع للخلف، استعادت وعيها سريعًا، وركضت للغرفة بعدم فهم، كل ما تفعله تلاحق سليم فقط.
وفور أن وطأت قدماها الغرفة، وقع بصرها على محمد ساقطًا على الارضية الصلبة، وبجانبه سليم يحاول إفاقته، لاحظت ارتباك سليم وارتجاف يده للحظات، فهرعت إلى جانبهم، وبأصابعها تحاول افاقة زوجها، في نفس الوقت سارع سليم بإجراء اتصال بالطبيب المسؤول عن حالة أبيه المرضية.
***
راقبت ليال خروج سيف من البناية متجهًا صوب ورشته، عقدت حاجبيها بضيق من استهتار ذلك المتعجرف، رغم تأكيد الطبيب عليه بالالتزام الفراش الليلة، تحسبًا لارتفاع درجة حرارته..اوي مضاعفات أخرى.شعرت بالضيق الشديد يعتريها منه، وودت أن توبخه عما يفعله، ولكن تراجعت عن تفكيرها الزائد به، وبدلاً من توبيخه، راحت توبخ نفسها وتذكر حالها بقواعدها ومخططاتها، لن تنحرف سنتيمتر واحد عما تحاول تحقيقه، لن تسقط في بئر مظلم لا تعرف نهايته.
اغلقت الشرفة جيدًا واتجهت صوب الاريكة ترتمي فوقها بجسد مرهق، راقبت دقات الساعة المعلقة أمامها على الحائط، فوجدتها تشير للعاشرة مساءًا.
ورغمًا عنها انجرفت بأفكارها خلفه، وأصبح تفسير تصرفاته ادمان لا يمكن التخلي عنه، لا تستطيع التوقف عما تفعله، يبدو أن الفراغ الذي ملئ حياتها مؤخرًا هو السبب في حالتها تلك، نهضت بخفة وقررت تبديل ثيابها للذهاب لتوته، ولا تعطي أمر سيف حجمًا أكبر من حجمه.
***جلس سيف فوق أحد الكراسي المتهالكة في ورشته، لقد اختار ذلك المكان لهدوئه قليلاً عن صخب الحارة والعمل بالسيارات، ولأول مرة يحتاج لهدوء كي يعيد ترتيب بعض الأمور بداخله، شبك يده خلف رأسه، واغلق عيناه باستسلام لدوامة الاحداث التي حدثت لهما اليوم..بداية من مراقبته لها..وشجاره مع المتح.رش بها وصولاً إلى المشفى وما حدث بها.
اهتزت مشاعره تزامنًا مع تذكره لتفاصيل مرافقتها له، ومساعدته في خلع قميصه، كي يتمكن الطبيب من اتمام عمله..لن ينسى قط تغيبه عن واقع المه الشديد وغرقه بارادته في تفاصيل وجهها الجميلة، بل في نظرة عينيها القلقة والتي شبعت غريزة ما بداخله، لقد كانت حائرة كالمجنونة، تلاحق عمل الطبيب خطوة بخطوة، حيرتها في تلك اللحظة داعبت اوتار قلبها.
أنت تقرأ
ندبات الفؤاد
Romanceستظل ندبات الفؤاد دفينة الجزء المظلم بداخلنا...لا دواء ولا فرار منها، حتى تغمرنا بضلالٍ يمزق أرواحنا الشاردة في فلك ماضينا الضائع!. ندبات الفؤاد الجزء الاول من سلسلة مابين نبضات القلب وندباته