الفصل الثالث والعشرون.
وقف سليم في الجانب الآخر من الطريق يتابع دخولها في إحدى المحلات التجارية للذهب والمجوهرات، كانت ملامحه هادئة نوع ما عكس ثوران أفكاره، حيث قررت بالفعل أن تطيح بهما من حافة الهاوية بأفعالها المريبة والغريبة تلك، لقد سيطر العناد عليها بشكل هيستري وافقدها قدرة التمييز على رؤيته وهو يركض خلفها ركضًا محاولاً مراضاتها، حقًا جهل أين السبب في تأخير عودتها له كاملة، لم يعد يعلم ما يدور بخلدها، فأصبحت غامضة متطلبة بشكل يوفق قدرته...
وفي ظل التفكير بشخصيتها، تذكر اتصال سيف له، محاولاً بحرج فتح موضوع انفصاله هو وشمس، حتى أتاح له الفرصة كي يعلم خباياه... وانطلق سيف يسرد فكرته في حل تلك المعضلة، ومن بين أحاديثه التي أصابته بالملل، شيء جعله مصدومًا هو أنها ينقصها مشاعر أو أشياءًا لا تود التعبير عنها، وما كان يرمي إليه سيف...هو أنه جامد في مشاعره معها..مستندًا لحديثه بأن انفصالهما ليس السبب الرئيسي في ذلك، يبدو أنها تعاني من أمرًا ما يخفى عنه!، لن ينكر أن حديث صديقه أربكه، فبدا له متوترًا بعد محاولات عديدة في اثبات أن زوجته لم ينقصها أي شيء سوى أنها حزينة لانفصالهما...وفي نهاية المحادثة البسيطة مع صديقه الذي يحاول بشتى الطرق جمعه هو وشمس بنية صافية أخوية..اغلق معه الاتصال على أملاً التفكير به، ولم يمهله القدر وقت كافيًا في التفكير بل صدح رنين هاتفه باتصال من الرجل المكلف بحمايتها ومراقبتها وهو يخبره ان زوجته المصون تتسلل في هذا الوقت المتأخر من البناية..فركض هو كالمجنون خلفها بعد أن وضع أنس لدى السيدة ام رجاء.
لقد أصابه الملل حقًا من وقفته تلك، ناقمًا على ما يدعوه به الجميع طالبين منهم التريث كي ينهى تلك العواقب على خير...فأي تريث وهي تختلق أمورًا ستصيبه باختلال العقلي!.
خرجت شمس من المحل وهي تحرك بصرها في أرجاء الطريق، وقد قررت السير كي تستغل الهواء العليل لدخول لرئتيها المسجونة خلف قبضان حديدية، سارت في الطريق وسمحت لعقلها بالشرود في أمره قليلاً، غير قادرة على التحكم بمشاعرها المرتبطة به حتى وهو غير موجود.
مرت الدقائق عليها وهي تسير ولا تعلم أين جهتها..حتى توقفت فجأة بذعر حينما ظهر أمامها الذهب الخاص بها..حيث قررت بيعه هذه الليلة حتى تقوم بترتيب نفسها لحين موعد مرتبها..التفتت بجسد خائف وعقل مضطرب...فوجدت سليم يقف وبيده قطع الذهب الخاصة بها.
- سـ..سليم.
وبنبرة صوت هادئة للغاية، سألها:
- ليه عملتي كده!.
فركت يدها خجلاً من نظرة اللوم والعتاب التي تلوح لها وهي تقول:
- يعني الظروف وهحتاج فلوس...
قاطعها بنفس هدوئه التي تعجبت له، وطلب منها أمرًا عجيب عليه:
- ياريت منتكلمش لما نروح البيت الاول.
![](https://img.wattpad.com/cover/284718490-288-k282220.jpg)
أنت تقرأ
ندبات الفؤاد
Romanceستظل ندبات الفؤاد دفينة الجزء المظلم بداخلنا...لا دواء ولا فرار منها، حتى تغمرنا بضلالٍ يمزق أرواحنا الشاردة في فلك ماضينا الضائع!. ندبات الفؤاد الجزء الاول من سلسلة مابين نبضات القلب وندباته