الفصل الواحد والعشرون

55.8K 2.7K 234
                                    

الفصل الواحد والعشرون....

حملها  بسرعة البرق على كتفه هابطًا بها للأسفل نحو شقتها تحت صدمتها منه ومما يفعله، ولكن أنفاسه الهائجة المحملة بعواصف غيرته عليها جعلتها تعود للواقع وهي تتحرك بانسيابه فوق كتفه الصلب!.

لجم لسانها ولم تستطع إنهاء تلك المهزلة بحقها، حيث لم يعد واعيًا لأفعاله التي قد تصيبها بجنون وتجعلها مجرد مضغة في أفواه السكان بالبناية، حاولت دفعه ولكن قبضته القوية الممسكة بها في قوة جعلتها تستكين حين ينتهي من رحلة وصوله إلى شقتها..

وحينما استمعت لصوت إغلاق باب شقتها من خلفهما، حاولت التحرك من على كتفيه، ولكنه أبى واستكمل طريقه نحو أريكتها ثم وضعها برفق فوقها، وراحت يده تغلغل بين خصلات شعره المبعثرة يرجعه للخلف، تزامنًا مع أنفاسه الهائجة وكأنه كان يحمل حملاً ثقيلاً فوق كتفه، فظنت أنها اكتسبت القليل من الوزن نظرًا لهيئته تلك!.

وللمرة الثانية هربت الكلمات منها وهي تنظر لعينيه المتحركة فوق جسدها المكشوف من أسفل الروب والذي فتح قليلاً من الأسفل، طالعته بقلق حينما لمعت نظرة الاشتياق التي سيطرت عليه، إلى جانب ارتفاع صدره وهبوطه في وتيرة سريعة للغاية تشبه تسارع أنفاس مصارع كان يقف على بُعد خطوة من الانقضاض فوق غريمه!.

مدت يدها ببطء نحو الروب تجذبه على ساقيها بخجل منه، فاستفز بحركتها تلك واقترب منها سريعًا يطالعها من الاعلى، حيث كانت هي أسفله تضع يدها الصغيرة فوق صدره الصلب تمنعه من الاقتراب منها، وانتقلت عدوى أنفاسه الهائجة إليها ومن فرط ثوران مشاعرها انقطعت كمحرك السيارة الذي يرفض العمل في وقت الظهيرة...نعم فأنفاسه الحاره تجعل من مشاعرها مادة قابله للذوبان تحت تأثير عينيه التي كانت تتلهف رغبة بها!.

- آآ..ابعد لو سمحت.

قبض فوق أصابعها التي كانت تبعده بضعف، يطالعها وهي تتحدث كطفلة كانت تهرب من نظرات والدها خجلاً من رد فعله!.

- مش كفاية بعد مابينا!.

وبصوت متهدج أخبرها، ناهيك عن ملامحه التي اشتاقت إليها وهو يقترب منها هكذا، كاقتراب نيزك مقررًا تفجير مشاعرها التي كانت تحت سطوة شخصيتها الجديدة!.

- أنت اللي اختارت كده، متجيش وتلومني.

أخبرته بصوت يحمل نبرة الوجع الممزوجة بالحنين إليه.

- وانتي اللي غلطتي في حقي الاول!.

رد عليها بنفس نبرة الوجع والخذلان الذي ذاقه على يدها حينما قررت أن تعامله كمغفل ليس له الحق في مشاركته أبسط قرارتها!.

دفعته بقوة تملكت منها وكأنها الشرارة التي الهبت تمردها عليه من جديد.

- طيب وبعدين هنفضل نتكلم في ماضي فات ولا هيقدم ولا هيأخر في حياتي الجديدة!.

ندبات الفؤاد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن