آنسة نبتة

رسالة

العزيزة أختي، إني لأجد صعوبة في كتابة هذه الرسالة لك، وقد استغرقت مني وقتًا وجهدًا نفسيًا حتى قررت واعتزمت أن لا أمحيها للمرة الألف. إننا مضطرين لترك روان، ولست أدري كيف أشرح لك كيف تدهورت الأوضاع، بالكاد نجد ما نأكله، يؤسفني رؤية فلذة قلبي الوحيدة تعاني، وأنا أعلم جيدًا أنها لا تستحق ما يحصل معها بسببنا، أنتِ تعلمين بأمر المرابين، لقد أمهلونا أسبوعًا فقط، وقد لا تتصورين الرعب الذي ألحقوه بنا، لقد حطموا باب المرآب الليلة الماضية خمسة أشخاص مسلحين، وضربوا رائد أمام مرأى الطفلة، يا إلهي ليتك رأيتِ تصرفاتهم، إنهم بلا دين ولا أدب، وأخشى أن يفعلوا ما هو أسوأ قريبًا، لذلك ليس بوسعي أن أترك روان معنا، إنها لا تزال صغيرة، وليتك رأيتِ كيف نظروا إليها أولئك المجرمين، لقد هددوا رائد أنهم لن يتركوني أنا وهي بحال جيدة في المرة القادمة إن لم يسدد ديونه. إني أرجوك وأتضرع إليك أن تقبلي بهذه الطفلة الفقيرة المسكينة عندك، إنكم عائلتي الوحيدة، وأنا أعرف أنكِ لن تحبي ما أقحمك به، ولكنني مضطرة والله يعلم بحالي، أعرف أنك كريمة وقلبك وسيع، وسوف تقبلين بابنة أختك أن تشارك معك لربما أشهر حتى يحل رائد مشاكله. اقبلي بها حبًا بالله ورضاه يا أختي العزيزة، إنك لا تعرفين أي خوف ورعب تعانيه الطفلة، حتى النوم صار صعبًا عليها، وصارت تبلل فراشها رغم أنها لم تكن تفعل ذلك أبدًا. إننا نخطط للسفر لمنطقة أخرى، وقد لا نتوقف عن الترحال حتى نستقر ونجد الأمان، عندها فقط سنعود لأخذ روان بإذن الله. لذلك يا أختي، فكري مليًا في أي محنة هذه التي تواجهنا، وأنتِ المرساة التي ستنقذنا من الغرق، فكري يا أختي مليًا إني أرجوك!

المخلصة أختك مرام الصالح
إلى العزيزة ميساء الصالح.