هل تعلم...
خلال القرن السادس عشر، كانت زهور التوليب قيّمة للغاية في هولندا لدرجة أن سعرها كان أعلى من الذهب.
_____________
كان البرد يجمّد أطرافها، حتى صار من الصعب السير وحذاءها مبتلاً لآخره بمياه جليدية. راح الرعد الصاخب يزأر مثيرًا رعبها، والبرق يتلألأ في الظلام، وكثرت الممرات الطينية، فسقطت مرارًا، حتى استسلمت باكية، وتقوقعت حول نفسها أسفل أشجار الدردار التي راحت تبكي معها.
مبللة، مستخة من رأسها حتى أخمص قدميها بالطين، ثم كان هنالك الألم الذي راح يغزوها شيئًا فشيئًا، لم يكن جرحًا ملموسًا، كلا، بل هو أعظم.
لقد مات والديها في حادث سير، هكذا كان الأمر، لم يكن الأشرار السبب، كانت هي السبب، كانوا في طريقهم إليها، فكروا فيها قبل أن يغمضوا أعينهم للأبد.
وبعد أن رحلوا بسببها؛ ستتلقى العقاب وستتحول إلى نبتة وتغرس في بيت خالتها للأبد، ستعيش في إناء، ستظل ساكنة في مكانها آلالف السنين تتغذى على ضوء الشمس المنبعث من النافذة، ستبقى تتمنى أن يحركها قليلاً أهل الدار، أن يديروا ظهرها هذه المرة للمنزل فقد سئمت رؤية الكلاب تتبول في حديقة المنزل.
- «الجميع يبحث عنك يا صغيرة، في كل مكان يبحثون.»
نظرت إليه من خلال ضباب عينيها، الوجه المجعد نفسه، الظهر المنحني، والابتسامة التي أكلت عينيه.
- «لا أحد يبحث، لم يعد هناك أحد يهتم لأمري.»
- «هذا لأنك لم تنظري جيدًا، بل اكتفيتِ أن تشاهدي كل ما حولك بمنظورك الخاص، لم تحاولي أن تبصري ما هو أبعد.»
جاهد ليجلس إلى جوارها، طقطقت عظامه، ثم انحنى وقبع بحجمه الضئيل بالقرب منها والابتسامة باقية على ثغره.
أنت تقرأ
آنسة نبتة
ChickLitعندما مضت إلى الممر وأمسكت بمقبض باب حجرتها، سمعت خالتها وهي تهمس لزهورها: «لا تخافوا لن يأكلكم أحد، لقد انتهت الحرب العالمية منذ زمن طويل!» أغلقت الباب، واستلقت على سريرها في الظلام، ثم بكت أسفل وسادتها. _____