هل تعلم.......
عندما تتعرض أحد الأشجار إلى هجوم ميكروب لها، فإنها تقوم بإرسال إشعارات إلى باقي الشجر حتى يتكاتفوا ويشكلون شبكة واحدة لمواجهة الميكروبات المهاجمة لهم.
________________
حل صيف تلك السنة، صيف قائظ لم يرحم النباتات التي اصفرت إثر الحرارة، كان مزاج الخالة ميساء أيضًا ساخنًا، لم تعد تبتسم مثل عادتها، ولم تعد تعطي روان أي تعليمات أو مجال للحديث، كان كل شيء مضطربًا وخانقًا، وغدت روان تخشى أن تغضب خالتها أو تثير بركانًا على وشك الانفجار، فضلت أن تلعب بعيدًا عن الحديقة مع جروها، أثناء ما كانت خالتها تحاول أن تنعش عائلتها، في الغالب لا تبتعد كثيرًا، تقف في الطريق الذي يختفي فيه زبائن خالتها، أحيانًا يمر بعضهم ويرونها، لا تعرفهم جميعًا، لقد كان واضحًا أن لا أحد يرغب في زيارة خالتها في الصيف، حتى وإن أراد نبتة ما لحاجة ماسة، حتى وإن كانت نباتات لا تتأثر بحرارة الصيف، مثل شجيرات الريحان، لكن بدا أن الجميع يتجنب البيت الأخضر، ولا بد أن ميزانية خالتها في انحدار.
ما كان البقاء خارج المنزل رائعًا، فقد كانت الشمس ساطعة أكثر مما ينبغي، وقد أحست روان كلما خرجت نهارًا أن حرارة الأرض تصل إليها رغم الحذاء المتين الذي ترتديه، أحست أنها ستمزق الجلد، بل ستذيبه ثم تنتقل إلى قدميها، ثم كان رفيقها منزعجًا هو الآخر من الشمس، بل بدا مريضًا، وقد ظل يأن تحت ظلال الأشجار يرفض الخروج للشمس، مع ذلك؛ بالنسبة لها كان أفضل بكثير من البقاء في المنزل، فهي تشعر بتوتر كلما قابلت خالتها، فهي لا تكلمها، إنما تتصرف بعنف مع كل الأدوات التي حولها، وتتمتم غاضبة، حتى الطعام اللذيذ الذي كانت تعده لم يعد لذيذًا.
ذات يوم ملتهبًا آخر؛ وقفت خالتها أمامها مكتفة يديها حول صدرها، وحجبت الباب عنها.
— «لماذا لم تعودي تعتنين بزهراء؟ هل تعلمين بمدى الحزن الذي حل بعد إهمالك لها؟»
أنت تقرأ
آنسة نبتة
ChickLitعندما مضت إلى الممر وأمسكت بمقبض باب حجرتها، سمعت خالتها وهي تهمس لزهورها: «لا تخافوا لن يأكلكم أحد، لقد انتهت الحرب العالمية منذ زمن طويل!» أغلقت الباب، واستلقت على سريرها في الظلام، ثم بكت أسفل وسادتها. _____