الأمل المنشود
تمهيد
الين فتاة بعمر 17 سنة ذات عيون وشعر اسود قاتم وبشرة بيضاء ناصعة, فتاة مجتهدة في دراستها , هادئة الطباع , حلمها ان تصبح جراحة ماهرة
الفصل الأول
استيقظت كالعادة على صوت صراخ أبي وأمي وشجارهما الذي لا ينتهي , اليوم عطلة لكني افضل البقاء في غرفتي ادرس لان هذه السنة لدي شهادة بكالوريا ويجب علي اجتيازها كي أحقق حلمي بان اصبح جراحة , أقفلت باب غرفتي بالمفتاح بعد ان ذهبت إلى المطبخ وأحضرت فطوري الذي كنت قد أعددته بنفسي , منذ ان كنت صغيرة وأبي وامي يتشاجران انهما لا يتفقان ابدا لا اتذكر حتى اخر مرة جلست فيها مع امي فهي اما تتشاجر مع ابي او تتكلم على الهاتف مع جدتي وخالاتي عندما يكون ابي في العمل ناسية ان هناك ابنة لها تمر بتجربة مهمة وصعبة ايضا كنت دائما ما ابكي سرا داخل غرفتي انظر الى زميلاتي اللاتي يتحدثن عن امهاتهن طول الوقت , لقد كنت انطوائية لم يكن لدي اصدقاء سوى الكتب والكراريس ولم يكن لي اخوة, ببساطة كنت وحيدة كان جميع الاساتذة ينبهرون بنتائجي العالية حيث كنت الاولى دائما في صفي حتى ان بعضهم كان يريد لقاء ولي امري كي يشكره على هذه النتائج لكن ببساطة لم يكن لا امي ولا ابي يكترثان لذلك كنت دائما اتحجج بانشغالهما الدائم .
امتحان شهادة البكالوريا يقترب ولم يتبقى سوى ثلاث ايام كنت احضر واراجع واحفظ لم اكن اهتم بنفسي كثيرا وخصصت وقتي بكامله لمراجعة دروسي كي اجتاز الامتحان دون مواجهة اي صعوبة , كنت انام على الساعة التاسعة والنصف واستيقظ على الثالثة اصلي الفجر ثم اعود الى المراجعة , وهاقد حل اليوم المنتظر, استيقظت فجرا وتفقدت اخر المعلومات بعدها انطلقت الى مركز الامتحان رأيت أغلبية الاولياء يوصلون ابناءهم الا انا دخلت وانا احس ان هناك غصة في صدري لم استطع تحملها ولا اخراجها استغفرت وقرأت دعاء التسهيل ثم بدأت كان الامتحان سهلا لكنه يحتاج الى التركيز بعد ان انهيت تفقد ورقتي للمرة العشرين سلمتها الى الاستاذة بعدها خرجت من القاعة متجهة الى المنزل الذي لم اجد امي به , اتصلت بها فقالت انها ذهبت الى جدتي و انها ستبقى هناك قرابة اسبوعين , انهيت المكالمة واتجهت الى المطبخ وبدأت في اعداد الغداء تاركة حصة ابي الى حين رجوعه وتوجهت الى غرفتي لكي اكمل المراجعة , ومر الاسبوع على هذا الحال وبعد 20 يوما من الانتظار على أحر من الجمر ظهرت النتائج والحمد لله كنت الاولى , حمدت الله على نعمته علي ثم خرجت لكي أخبر أمي لكني لم أجدها اتصلت بها لكنها لم تجب ونمت تلك الليلة في صراع بين الفرح والحزن فرحة بدرجاتي وحزينة على حالي , امي لا اعلم عنها شيئا وابي في العمل ولا يوجد من يشاركني فرحتي نزلت دمعتان تتسابقان على وجنتاي فبدأت ابكي في رجاء خرجت الى الشرفة ورفعت رأسي نحو السماء كان الجو صحوا والنجوم تزين رداء الليل الاسود بلمعانها الذي لا ينطفئ دخلت الى الغرفة وأقفلت باب الشرفة واستلقيت على السرير أفكر في مصيري الى ان نمت ولم استيقظ الا على صراخ امي الذي تلاه صمت مخيف , استيقظت فزعة وركضت الى غرفة الجلوس, فجأة اسود كل شيء حولي لروعة المنظر الذي رأيته سقطت والدموع تتساقط من عيني تساقط المطر من السماء اسرعت الى هاتفي واتصلت بالشرطة مخبرة اياهم ان يأتوا بأسرع ما يمكن , اعطيتهم العنوان , وذهبت الى جانب أمي اتفقد وجهها الذي اعتلته تعابير الخوف وقد غرقت في دمائها , تذكرت عندما كنت صغيرة كانت دائما تقول لي انني سبب عنائها وأنها لم تتزوج أبي حبا بل تزوجته غصبا عنها وكان هذا يؤلمني حد النخاع فكنت أكره نفسي كثيرا لأني كنت اريد لأمي الأفضل دائما وها هي اليوم تموت , بسببي أنا أيضا ...... بدأت شهقاتي تتعالى وتتردد على مسمعي وأنا جالسة بجنب امي وانا أقول : انا السبب انا السبب لو لم اولد لما كانت امي ميتة الان , ثم سمعت صوت صفارات سيارات الشرطة أسرعت الى الباب وفتحته لهم دخل الضابط الى المنزل مع مجموعة من زملائه وفي ثواني معدودة كانوا يملئون المنزل تقدم الي الشرطي وأخذ يسألني قائلا: هل انت من اتصل ؟