الفصل العشرون
ردت الشرطية : انه في الغرفة المجاورة احضرناه هنا
نهضت الين وهي تمشي ببرود الى الغرفة امسكت بمقبض الباب و يدها ترتجف ثم فتحته...
الين " عندما رأيته كان مكبلا وعندما رآني قال بلهفة : الين ابنتي لقد اشتقت اليك انا آس...
صرخت الين مقاطعة اياه : اصمت لا اريد ان اسمع منك كلمة اخرى , الآن عرفت انه لديك ابنة تشتاق اليها ؟ ها ؟ الآن بعد ان حطمت حياتي بأكملها, منذ لحظة ولادتي لم احس ان لي أبا فكيف تجرأ وتطلب مقابلتي الآن ؟ كيف؟ اريد ان افهم فقط لماذا تفعل هذا ؟ لماذا كلما احاول ان اتناسى تأتي وتذكرني بما مضى ؟ الم يكفك انك حطمتني ؟ لقد بدأت حياة جديدة أتريد ان تهدمها ايضا ؟ لن اسمح لك ابدا وستنال جزاءك
كان ابوها يستمع اليها بصمت
اكملت الين : ألا تحس ؟ ألا تملك قلبا ؟ انت وحش لست انسانا , لو اني لم اولد لكان افضل لي, أكنت تريد ان تراني؟ ها انت قد رأيتني وأعدت لي اسوء الذكريات , ارتحت ؟
اجابها : نعم ارتحت بعد ان سمعتك
الين : اذن فأنت تستمتع بسماع صوتي وانا اتألم ؟
الأب :لا بل انا مرتاح لأنك أخرجت كل ما بداخلك
فجأت تحول كل لك الصراخ الى دموع تنزل كالمطر الغزير وكأنها فقدت كل قواها قالت : ان ما كسرته بداخلي لن يعود كما كان ابدا , لقد كسرت قلبي ثم خرجت من الغرفة واغلقت الباب ثم اتجهت الى تلك الشرطية وقالت : اين دفنت امي ؟
اجابتها : في مقبرة (....)
ذهبت الين الى المقبرة وقرأت الفاتحة على روح امها وجلست تنظر الى قبرها وهي تقول وكأنها تخاطبها بصوت ضعيف كأنها طفلة صغيرة :انا كنت احبك لماذا لم تحبيني يوما؟ لماذا ذهبت قبل ان تقولي لي انا احبك يا ابنتي ؟ وبدأت دموعها بالانهمار
عادت الى المنزل ودخلت الى غرفتها واغلقت الباب , جلست وحدها في ظلام دامس تبكي بصمت....
كانت امل ترتب مكتبها قبل ان تعود الى المنزل لأن دوامها اليوم ينتهي على ال12 من الصباح لكنها شعرت بنغزة في قلبها توقفت لوهلة وهي تحس ان شيئا ما ليس بخير لكنها تجاهلته أو على الأقل حاولت ان تتجاهله , اسرعت الى المنزل بعد ان انهت عملها و صعدت الى غرفة الين بسرعة , طرقت باب الغرفة لكن لم تجب الين لذلك دخلت لتجد الغرفة غارقة في الظلام شغلت الأنوار فرأت الين منكمشة على نفسها جالسة على الأرض تضم قدميها اليها وتخفي رأسها بين يديها وهي تبكي بحرقة
امل بفزع و خوف شديدين : الين ؟ ما بك لماذا تبكين هكذا؟
رفعت الين رأسها ونظرت الى امل بوهن ثم عانقتها و أجهشت بالبكاء في حضنها وهي تقول : آه يا امل لو تعلمين كم من الألم احس به الآن لو تعلمين كم اشعر بالخذلان