خيط غير مرآي

517 47 23
                                    


~ بسم الله الرحمن الرحيم ~
~ اللهم صلي و سلم على سيدنا محمد ~
~ استغفر الله العظيم و اتوب اليه ~

كانت العبرات تتسابق على خديه بينما يضم اليه الجسد الصغير الواهن الذي لا تتوقف عبراته عن النزول

بينما في الزاوية يراقب كل من ايثان و جيمس بصمت ، امسك مالبرت بكتفي اليجاه بشدة و قال و الغضب ممزوج بالقلق و الراحة :

- بُنيّ ... اين ذهبت في هذا الوقت ، هل تعلم كم كنت قلقاً ؟

اخفض اليجاه عينه بإنكسار وقال متمتماً بضعف :

- اسف .. لم اقصد

كان على مالبرت توبيخ الاصغر ، لكن كيف يفعل ذلك و هو يرى صغيره ضعيفاً ، اخذه الى حضنه مجدداً ، ثم وقف قائلاً موجها كلامه الى جيمس :

- شكرا لك على اعتنائك بأبني ، و أعتذر عن المشاكل التي سببناها لك

تعمد قول اعتذاره مدخلاً نفسه فيه كأنه هو مسبب المشكلة ، اراد ان يسند اليجاه معه ، حتى يقف بكامل قوته ، حتى ذلك الوقت ، سيفعل ما يجب

غادر مالبرت مع خادمه و ابنه المرهق ، وعاد به لمنزله ،بعد ان شكر جيمس كثيرا و اعتذر اكثر ،

بقي جيمس يتأمل ذلك الطريق المظلم الذي ذهبت به السيارة و يراقب زخات المطر الذي بدء يشتد ، عاد لداخل و اقفل الباب خلفه و فكر :

-"علاقتهما ببعض تبدوا قوية ، لما هرب ذلك الفتى اذا ؟"

تفض الفكرة ، انهما من الطبقة المخملية ، هو لا يطيق من هم منها ، فكر قليلا بعدها ، ذلك الرجل مألوف ، لا بل هو متأكد انه رأه في مكان ما ، جلس على الاريكة المقابلة للتلفاز ، و فتح قنوات الاخبار ، و اخذ يتابع بعقل شارد حتى ومضت تلك الذكرى في عقله ،

-" ما..مالبـ... مالبرت جاكسون ؟؟؛"

هل يعقل هذا ؟ هو يكون زوج كاثرين ، هل ذلك الطفل هو ابنها ، صحيح ملامحه تشبهها
سار الى اطار الصورة التي تتواجد به صورة السيدة بحرية العينين ملامحها ستبدو مألوفة لكم ، انها نفس السيدة من سنوات ، نفس من رفضت ان تلد توأم و أثرت الطلاق على رؤية طفليها التوأم معا ،

مدد جيمس نفسه على الاريكة القصيرة تاركا اقدامه معلقة في الهواء غطى عينيه بساعده و قال متمتما لنفسه :

- التقاء ابنكِ هكذا، أيجدر بمرضكِ التأثير على حياة زوجك و طفليكي ... اختي

****

" النداء الاخير لركاب الطائرة الموتجهة الى ... "

كان المطار صاخبة ، من يودع عزيزا و من يستقبل مُفارقاً ، بين كل الناس ،سار الشاب الاشقر بين صفوف الناس ، يجر حقيبته السفرية الحمراء خلفه ، بين جموع الناس كان صاحب العيون البحرية و الشعر الكستنائي يقف ببتسامة مرحة ، تنهد الاشقر بقلة حيلة و قال :

silver twin 🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن