يحدث عندما يكتمل القمر

البارت الثامن عشر

توقفت السيارة فجأة مما أدى إلى احتكاكها بعنف ف الاسفلت وإصدار صوتا مزعجاً لفت أنظار بعض المارة اليه فنزل هو مهرولا يبحث عنها بعينيه وقلبه يكاد يخرج من مكانه من شدة الخوف وجدها تجلس على أحد المقاعد بجانب الرصيف تنظر إليه والدموع تغرق عينيها...

لا يدري كيف حدث ذلك ولكنه عبر الطريق سريعا غير عابئ بصوت أبواق السيارات ولا بالسائقين الذين يهتفون به غاضبين كل ما يهمه هو ان يفهم ما بها...

وصل إليها وهو ينهج بعنف ويتحسس وجهها وكتفيها بلهفة : في اي مالك حد عملك حاجة...

لم تستطع الرد عليه بسبب شهقاتها التي بدأت ف الازدياد حتى وصلت إلى النحيب مما جذبت الإنتباه إليها فأحاطها بذراعيه متجها إلى سيارته وأجلسها بها ثم اتجه للناحية الأخرى ومسك يدها بإحتواء : اهدي عشان خطري فهميني ف اي...

لم ترد عليه أيضا وانما سحبت يدها منه ودفنت وجهها بين يديها واستمرت في البكاء فجذبها اليه من ذراعها وصرخ بها : متنطقي ف ايييي هتسبيني كدا ع اعصابي ونتي تعيطييي اتكلمييي...

نطقت بحروف متقطعة وهي تحاول سحب ذراعها : انا... اس..أسسفة...ببس..مممكنتش عارفة اكلم م..ممين.....

زفر بعنف وهو يحاول تهدئة نفسه بأنها بخير وهذا ما يهمه... التقط زجاجة الماء من جانبه ومدها إليها : ط خدي اشربي واهدي ومتفكريش ف حاجة...

اخذها منه وارتشفت القليل منها وهي تحاول كبت دموعها ثم أعطتها له مرة أخرى ومن ثم ارجعت رأسها للخلف واغمضت عينيها بسكون احترم حمزة صمتها ولم يرد الضغط عليها أمسك كف يدها بحنان ثم قبل باطنه وأدار السيارة ليذهب من هذا المكان ولم تسأله لأين يأخذها...

بعد بضع دقائق سألها بإهتمام : تحبي نقعد ف حتة نتكلم ولا مش قادرة تتكلمي واروحك البيت ونتكلم وقت متحبي...

انتفضت من مكانها بفزع اثار ريبته وقالت بسرعة وارتباك : لا بيت لا مش هروح...

سألها بهدوء وترقب : لييه...

تحركت بعدم أريحية ع كرسيها أو هكذا صور لها عقلها بسبب توترها : مم... مفيش عادي بس مش هروح...

تحدث إليها بهدوءه الذي لم يتخل عنه : يعني اي بردو فهميني ازاي مش هتروحي امال هتباتي فين...

وضعت رأسها بين كفيها مرة ثانية وأجابته بقلة حيلة : انا هروح ابات مع بنت خالتي...

توقف حمزة بجانب الطريق السريع والتفت لها بملامحه الجدية واردف بنبرة لا تحتمل النقاش: دلوقتي حالا هتفهميني ف اي واي اللي وصلك للحالة دي ومش عاوز لف ولا دوران....

حاولت التنفس بهدوء ولملمة شتات نفسها وجاوبت :  بس انا مش عاوز...

قاطعها صوت رنين هاتفها فنظرت به وجدت أن المتصل أخوها... فردت عليه وهي تحاول أن يبدو صوتها طبيعيا لكنه رغما عنها خرجت نبرته مرتعشة : الو... ايي