البارت الثالث والعشرون

285 21 58
                                    

وصلوا لمنزل تلك الساحرة وقد اوشكت الشمس على الغروب حيث كان المنزل بعيدا كل البعد عن المملكة وقد ذهبوا إليه سيراً على الأقدام…
منزل صغير متهالك يتكون من طابق واحد من ينظر إليه يشعر بقبضة في صدره لا يعلم سببها…
مالت قمر على نغم هامسة لها بينما تتفحص ذلك المنزل بخوف : دي كانت شورة مهببة انا بقول نروح احسن…

نغم بنفس الهمس : اهدي احنا مجيناش دا كله عشان نرجع تاني…

اعترضت نغم قائلة : انتي مش شايفة البيت عامل ازاي انا بيتهيألي لو زقيته بصباعي ممكن يقع…

قلب دياب عينيه بملل فقاطع همسهما يخبرهما ببرود : ان انتهيتما من ذلك التهامس فهيا لندخل…

صاحت قمر به بعصبية : اي الغرور اللي فيك دا يبني دانت م... اي دا انت اي اللي جابك هنا…

وجهت حديثها لذلك الواقف عند باب المنزل يستند عليه ويرتكز ببصره عليها دون غيرها : الم اقل لكِ سابقاً انكِ ستحتاجينني…

تقدمت منه قمر بتحدي وبرود : حقا؟! وفيما احتجتك الآن سيد تميم؟!

اغمض عينيه باستمتاع حينما استمع لإسمه يخرج من بين شفتيها : لولا موافقتي على قدوم صديقتك ما كنتما هنا الآن…

نظرت نغم لدياب بتساؤل فأومأ لها : نعم هذا هو صديقي الذي أخبرتك عنه…

فتساءلت بحيرة : وما علاقته بتلك المرأة؟!!

- إنها جدة أمه الراحلة...

أما على الجانب الآخر كانت حرب النظرات المشتعلة م جهتها والباردة من جهته قائمة بينهما ترى أنه منذ أن رأته وهو يسعى لاستفزازها بكل الطرق دائما تشعر أمامه بهالة من الغموض تحيطه تجعلها تهابه وتأخذ حذرها منه تخشى الإعتراف بإنجذابها نحوه بل وتهاجم مشاعرها التي تنمو داخلها سريعا بشجارها منه الدائم ومحاولتها للنفور منه وهو يرى أنها الوحيد التي تشغل تفكيره من أن رآها بل والأدهى أنه معجب بها وبشراستها، من يصدق أن تميم صاحب القلب الحجري الذي لا يلين بدأ يتصدع وينبت منه براعم الأزهار…

قاطع حديث الأعين هذا صوت تلك المرأة المسنة الذي صدح في من إحدى الجهات : هل أعجبتكم الوقفة أمام منزلي ايها الاوغاد…

نظروا جميعا لمصدر الصوت وجدوا مرأة مسنة يملأ التجاعيد وجهها الاسمر تحدثهم من احدى شرف منزلها المتهالك، فصاحت نغم مستنكرة: أنعتتنا بالأوغاد الآن…

تميم ببرود وهو يحثهم على الدخول : هذا اقل ما عندها، هيا لندخل…

تقدمت منه قمر سريعا لتصدمه بكتفها بقوة ومن ثم نظرت له ببرود : ليدي فيرست، اقصد السيدات اولاً…

رد عليها بنفس البرود : حقا واين هؤلاء السيدات…

اشتغلت أعينها بغضب حتى أنها احمرت وبشدة مما جعله يبتسم بخفة على مظهرها…

يحدث عندما يكتمل القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن