البارت الواحد والعشرون

365 36 37
                                    

دخلت عليه جناحه وجدته يتسطح على فراشه ينظر للسقف بشرود حتى أنه لم يشعر بدخولها أو هكذا ظنت، تأملته بصمت تام حتى أنها شردت به يحزنها كون أنها من الممكن أن تعود ولن تراه ثانية كيف يمكنها العيش بدون استدعائه لها كل ليلة، كيف يمكنها تمضية يومها دون أن تراه دون سماع صوته، كيف يمك...

- هل ستظلين تنظرين الي هكذا، ألن تقتربي؟!!

انتشلها من صفوة أفكارها بنبرة صوته المحببة لقلبها، وجدته كما هو يتطلع للسقف حتى أنه لم يوجه أنظاره إليها...

اقتربت منه بتمهل بإبتسامة ناعمة : كيف شعرت بي انت حتى لم ترني...

حرك رأسه تجاهها متجاهلا كلماتها : اراكِ تبتسمين وبإرادتك، هل رضيتِ عني اخيراً؟!!

توقفت أمام الفراش على الجهة المقابلة له تنظر له وكأنها تملي عينيها منه ولم ترد، ليفرد لها ذراعه كدعوة صريحة منه لتتوسد صدره وكانت هي أكثر من مرحبة بتلك الدعوة حيث اسرعت تضم نفسها داخل أحضانه تتشبث به وكأنها تخشى افلاتها، مسد على شعرها بحنان سائلاً إياها باهتمام صادق : ما بها طفلتي؟!!

ضمت نفسها إليه أكثر غير راغبة بالحديث فإذا أخبرته بالتأكيد سيظنها مختلة ولن يصدقها ولا تضمن رد فعله : قل لي بما كنت شارد؟!!

ابتسم على مراوغتها فعتدل جالسا ع الفراش يجذبها معه لتجلس بين أحضانه ليصبح الوضع كالتالي يجلس وهي تجلس بين قدميه ظهرها يلتصق بصدره وهو يستند بذقنه على كتفها ويحاوط خصرها بذراعيه يضمها اليه بحنان : تشغلني بعض الأمور في المملكة...

استمعت اليه بإهتمام : وما هي؟!!

- لا اريدك ان تشغلي عقلك بأمور غير مهمة...

نظرت للأسفل بخجل وإخراج مردفة : بلى هي كذلك ما يهمك يهمني كثيرا، و..وأأريد مشاركتك بما يشغلك...

شعرت به يبتسم بينما يدفن وجهه برقبتها فأطلق تنهيدة حارة وأفصح لها : تشغلني حوادث القتل التي تحدث بالمملكة ويحزنني كوني لا استطيع معرفة القاتل...

التفتت إليه بإهتمام : كيف ذلك لا توجد جريمة كاملة بالتأكيد يترك دليل ورائه وانت لا تنتبه...

- ولكنه كذلك، أعني أنه لا يترك وراءه دليلاً.... اتركي ذلك الأمر الآن ف انتي لم تجيبينني بعد...

- على ماذا؟!

أدارها إليه مزيحا عن عينيها بعض الخصلات المتمردة مكررا سؤاله : ما بها طفلتي...

غشاوة من الدموع غطت عينيها فتهربت بأنظارها بعيدا عن عينيه المتفرسة : حاسة اني قربت امشي وانا مش عايزة امشي مش عايزة اسيبك، اصلا مش هقدر بس كمان مش قادرة ابعد عن اهلي اكتر من كدا، مش عاوزة اسأل نفسي ليه مش عايزة امشي لاني خايفة من الإجابة خايفة اواجه نفسي بيها...

يحدث عندما يكتمل القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن