(مالك)
نادته فتوقف مع نداءها الثانى متعجبا.. فليس هناك من شيء مشترك بينهما حتى تحادثه..
ثم أنه قد تأخر بالفعل على موعده مع صديقه عمرو..
نظر إلى ساعته متمللا حتى تصل إلى موضعه..
وقفت أمامه تلهث.. ثم قالت بصوت يملؤه التردد بعد لحظات من الصمت :" سمعت أن والدتك تريد تزويجك".
قال هازئا بداخله 'هل هذا هو الأمر الهام الذى توقفينى لاجله يا هدى؟!!
حتما لديك عروس تضاف الى قائمة العرائس التى تعدها والدتى.. فقائمتها طويلة و ممتلئة بالعرائس الجميلات.. و كل يوم تضيف اليها واحدة او اثنتان.. دون كلل او ملل.'
فسأل ساخرا :"ألديك عروس؟!!"
أومأت بخجل ثم قالت :"أنا"
هل ظهرت الصدمة عليه..
تلفت يمينا و يسارا حتى يسمع الضحكات التى تدل على ان الأمر مزحة.. و أنها تعمدت قول ذلك بالتعاون مع إحدى شقيقاته..
لكن لا أحد ظهر ..ولا سمع أي صوت.. سوى الصمت.. و عيون سوداء واسعة تنظر إليه بوجل تنتظر رده..
حسنا ربما (أنا) يتبعها شيء.. ك ' أنا لدي صديقة أو زميلة.. ' أو أى شيء. .
سالها مستفسرا :"أنت ماذا يا هدى؟!"
فقالت بخفوت :"أنا أحبك.. و أريد الزواج منك".
سأل بخشونة :"ماذا ؟!"
لا يمكنها أن تتراجع الآن.. و بذات الوقت لا يمكنها أن تكرر ما قالته ثانية..
فقالت مبررة بصوت مهزوز :" كنت انتظرك أنت أن تفعلها، لكن لا يبدو أنك ستفعلها أبدا ".
أوشك أن يتحسس جبينها، فتراجعت إلى الخلف بينما يسأل:" هل أنت محمومة؟!"
يظنها مريضة و تعيش هلوسات الحمى. ..
ابتعدت فلم يلمس كفه جبينها ، بينما تهز رأسها نافية :" لست مريضة ولا أعانى من أى تخاريف مرضية ".
قال بحدة نافيا عنها العقل :"إذن فلقد جننت.. كيف تطلبين يد رجل!!!.. إن العادات و التقاليد تقول".
قاطعته:" هراء. . فلتذهب العادات و التقاليد و المجتمع كله إلى الجحيم إذا كانت ستقف بيننا".
بيننا؟!!
تنفس بحدة..
ما هذا الجنون؟!نظر حوله..
هل هذه إحدى خدع الكاميرا الخفية.. حتما هناك كاميرا ما ترصد رد فعله... هل الأمر محض نكتة سخيفة هو بطلها.. و سرعان ما سيتدخل شخص ما.
عاد للتلفت يمينا و يسارا.. يبحث عن احدهم مختبيء..
لكن لم يكن هناك أحد..
أنت تقرأ
مالكا قلبى
Romanceوقفت امامه بثقة ظاهرة.. و توتر شديد فى داخلها... وقد عزمت امرها اخيرا. . لن تنتطره ان يتحرك نحوها ... انه لن يفعل ابدا... انه لا يراها من الاساس..