كانت فاطمة تلح للمرأة الألف لتعرف السبب..
لكنها رفضت كعادتها ..
و عوضا عن الاجابة ،قالت ساخرة:"يوم عدنا من زيارة الطبيب. ظننت انه لا يوجد على الأرض من هو أسعد منى. لدى زوج أحبه و فى أحشائي طفل منه.. وبيت مستقر و هاديء..
ماذا أريد أكثر من ذلك..
لم أظن للحظة أن سعادتى قد تتحطم.. ظننت أنى فزت بالفعل..
لكنى اليوم رأيت امرأة تلقى بنفسها بين يدي زوجى.. تلك المرأة هى المرأة الوحيدة التى أحبها هو حقا ".
نفت فاطمة سريعا :"لا.. لم يحبها. لقد انبهر بها. إنها النقيض لكل شيء تربى عليه. .ألا ترين؟!
اظنه اختارها تمردا على سلطة ابى..ثم.. أظنها جاءت اليوم لتفتعل شجار بينكما ".
هزأت هدى ساخرة :"بالفعل نحتاج إلى شجار وسط كل هذا الهناء"!!
قالت فاطمة بلهجة قاطعة :"اعرف انه لا يحبها.. و إلا لما طلقها أبدا .. لا تظلميه ".
*****
وقف أسفل الشرفة يحسب بعيونه المسافة بينه و بين الشرفة. ثم إلقى بشيء صغير فارتطم بارض الشرفة. و لمح الإضاءة تشتعل فى الغرفة .. بينما تتمهل لترتدى غطاءا للراس قبل أن تفتح باب شرفتها لترى ما الذى ارتطم بها..
فرك يده فى تحفز ، بينما ينتظرها تقرأ خطابه و رآها تمسك بالحجر المطوى به الخطاب.. ثم تفتح الخطاب. ولم تكد تقرأ أول سطرا به حتى رأها تعيد طيه ثم تقطعه قطعا صغيره تساقطت عليه..
نظر نحوها بعيون مشتعلة من فرط الغضب..
ماذا عليه أن يفعل لتسمعه.. إنها لم تعطه الفرصة.. بالطبع شعرت بالإهانة من مشهد طليقته.. ربما غارت..
نظر إلى الشرفه التى لم تغلق جيدا لكن الأنوار أطفأت ثم قام بحسابات اخرى و صعد إلى شقته.
هتف بداخله 'قديم الطراز انت يا مالك. عتيق الفكر.. تستورد افكارك من افلام الابيض و الاسود. "
دلف الى إحدى الشرفات ثم وقف على السور يحاول مط جسده حتى يمسك أحد اعمدة الشرفة التى تعلوها..
كان يتنفس بسرعة و قد شعر انه أنهك عضلاته التى آنت من الألم قليلا.. لكنه وقف على أرض الشرفة ينظر الى الجسد المسجى على الفراش بهدوء. كان ضوء القمر ينعكس على شعرها.. و الغرفة لا تحتاج الى ضوء..
كانت تعطيه ظهرها بينما يدلف ثم جثا على ركبتيه بجوار الفراش..
لا يعرف.. هل يوقظها..
إن الوقت غير مناسب أبدا لأى نقاش زوجى. .
ففى الليلة المقمرة.. يكون من الافضل لو تبادلا القبلات..تبسم ساخرا من تفكيره..
لكنه يفتقدها.. يفتقدها حقا.
حرك أصابعه بخفة على شعرها بينما يهمس لنفسه :"كم إفتقدت ذلك".
أنت تقرأ
مالكا قلبى
Romanceوقفت امامه بثقة ظاهرة.. و توتر شديد فى داخلها... وقد عزمت امرها اخيرا. . لن تنتطره ان يتحرك نحوها ... انه لن يفعل ابدا... انه لا يراها من الاساس..