أوقف السيارة و هو يرى حالة من الهرج فى الحديقة حول المنزل. .
وجد أبيه فسأله :"ما الذى يحدث هنا.. ما الأمر يا أبي؟"
قال الأب بابتهاج :"بعض الذبائح ابتهاجا بحمل زوجتك..و إن شاء الله تعالى سأذبح المزيد بمجرد أن احمله بين يدي.. مبارك يا بطل.. كنت اعرف أنك فقط تحتاج الى أرض خصبة لتضع بذرتك ".
عقد حاجبيه ولم يجيب.. و لم يهتم الأب ليسمع الإجابة ،فلقد ذهب لتفقد توزيع اللحوم على الفقراء و تلقي التهانى ممن حوله..
بينما صعد هو الدرجات حتى وقف أمام باب شقتها و كاد يضغط على الجرس عندما فتح الباب ليظهر عمه و على وجهه حبور شديد بينما يقول :"أهلا بصهرى و ابن اخى. بالطبع تأتى الى بيتى لأجلى وليس لانه قد عاد للبيت من تهتم لامرهم.. ".
غمز العم بعينه اليسرى بينما يحتضنه بحنان شديد :" ألف مبروك يا حبيبي. حفظه الله لكما يا مالك و بارك الله لكما فيه و رزقكما بره.. اعلم أنى أعطلك عمن تريد رؤيتهم ..هى بغرفتها... مع فاطمة.. أنا سأنزل لأرى ماذا يفعل والدك ".
ابتسم بخجل..
فمن الموكد ان الكل يعلم ان هناك شيئا ليس على ما يرام بينه و بين زوجته و الا لما تركت شقتهما.. و رغم ذلك لم يساله عمه عن شيء.. محترما خصوصية العلاقة الزوجية..
تركه العم ليهبط ليشارك أخيه ذبائحه..
بينما دخل هو يقدم قدم و يؤخرها ..لا يعرف كيف يعتذر..
و هل بالعالم كله اعتذار يكفى ؟!
سمع فاطمة تقول بإلحاح شديد يعرفه :"لن اتركك حتى اعرف ماذا فعل.. ماذا فعل حتى تترك بيتك ؟!
تترك مالك؟؟
مالك الذى ظننت أنه لو قطع جسدك أربا ما قلل ذلك من حبك له شيء .لابد أنه فعل أمر عظيم.
ثم كيف يغضبك؟! ... أتوقع أنه كان سيطير من السعادة عندما علم بحملك.. "
خرج صوتا هازئا من هدى التى كانت تبكى. .لأن كلمات فاطمه استفزتها..
قالت فاطمة مستفسرة :"هل هى تقلبات هرمونات الحمل السبب؟؟هل دفعتك الهرمونات و تقلبات المزاج لتركه؟!"
دخل متنحنحا. .يخشى إن استمرت فاطمة بالضغط عليها أن تخبرها..
أدارت هدى وجهها بعيدا عندما رآته..
لم يعتدها تفعلها ابدا..اقترب منها ينوى تقبيل جبهتها.. فابتعدت بعنف شديد..
خوفا منه..اهتز جسدها بشكل عفوى..
هنا قالت فاطمه بينما تشير بإصبعها بإتهام :"انت ضربتها.. إنها تبعد عنك و تخشاك.. إنك لا ريب ضربتها..
اعرف ذلك.. كيف تفعلها ؟!"
كان وجهه مصبوغا بالذنب..
يكاد المريب أن يقول خذونى..
أنت تقرأ
مالكا قلبى
Romanceوقفت امامه بثقة ظاهرة.. و توتر شديد فى داخلها... وقد عزمت امرها اخيرا. . لن تنتطره ان يتحرك نحوها ... انه لن يفعل ابدا... انه لا يراها من الاساس..