كان الطبيب ينقل بصره بين تحاليل قديمة و التحاليل الحديثة ثم هز رأسه نافيا :"من المحال أن تكون لذات الرجل ".أزاح الطبيب نظارته الطبية بينما يقول :"بالطبع إن الله على كل شيء قدير و لكن هذه التحاليل لا يمكن أن تكون لذات الرجل.. أوكد لك..علميا هذا مستحيل. "
ثم عاد لوضع نظارته بينما يعيد النظر و ينقل بصره بين اوراق التحاليل ثم قال بلهجة تحمل الشك:"هذه التحاليل متطابقة .. حتى أن أول تحليل و ثالثهم بينهما حوالى الشهر و رغم ذلك لم يتغير معدلات الهيموجلوبين بالجسم.. و لو بمقدار واحد على ألف.. أن هذه التحاليل مزيفة فى ظنى ".
تحدث عمرو بضيق :"و من له فائدة من إيهامه أنه لا ينجب "؟
تحدث مالك بمرارة :"شخص أخر لا ينجب و كان يريد أن يبقي متزوجا بى إلى الأبد ".
هتف عمرو بعدم تصديق :"إنجى".
فاكمل مالك برتابة :" إنجى هى من أصر على أن اذهب إلى تلك المعامل على الأخص بحجة أنها الأفضل ".
تذكر بينما تلقى إليه بورقة تحوى أسماء المعامل بينما تقول بابتسامة لزجة :'اخبرتك أن تحاليلى أكدت أنى على ما يرام. .و الآن دورك. .هذه أفضل معامل بالبلدة.. و لابد أن تذهب حتى نتأكد أن كل شيء لديك على ما يرام.. حتى يمكننا الإنجاب.. فلقد سأمت من اسئلة والدتك عن الحمل '.
يومها ذهب بالفعل معها للتحليل.. و عندما ظهرت نتيجة التحليل المخيبة للآمال لم تتوقف ليلتها عن البكاء.. بكاء و حزن كان أضعاف الحزن بقلبه..
لقد كانت حزينة أكثر منه..
ظن عندئذ أنها كانت مهتمة بالإنجاب منه.. لكنها لا تحب الاطفال. و لا تحب رفقتهم. و لا يذكر إلا تأففها من أطفال شقيقته ..
*******
سأل عمرو بينما يخرجون من عند الطبيب :"لست أفهم شيء".قال مالك بمنطقية :"ما الذى يجعل زوجان ينجبان.. الا يحظيا بطفل طيلة خمس سنوات ؟!"
قال عمرو :" اذا كان ينجبان فلا يوجد مانع.. الا لو كان أحدهما لاينجب".
قال مالك ملوحا بيده فى شرح :"لم أرى أبدا تحاليل انجى و اعتبرتها صادقة.. لم أذهب معها إلى طبيب قط.. لأتاكد أنها على ما يرام كما إدعت أم لا.. لم أشكك يوما فيما تقول.. لو أن التحليل السابقة مزورة.. فهى حتما متورطة ".
فتح الأوراق ينظر إليها بعين متفحصة تبحث عن خطأ ما.
ثم قال بعد برهة :" إنها مزورة..اعرف ذلك فى قرارة نفسى.. ".
قال عمرو بعد تفكير :" أتقول أنها دفعت للمعامل حتى توهمك أنك لا تنجب.. و لكن لما؟!"
قال مالك بينما ينظر إلى لا شيء :"ربما خشيت انى لو علمت أنها لا تنجب أن اتركها..أتدرى أمرا.. لقد طلقتها لأنى شعرت بالذنب أنى احرمها من أن تحظى بأطفال.. يالى من ساذج ".
أنت تقرأ
مالكا قلبى
Romanceوقفت امامه بثقة ظاهرة.. و توتر شديد فى داخلها... وقد عزمت امرها اخيرا. . لن تنتطره ان يتحرك نحوها ... انه لن يفعل ابدا... انه لا يراها من الاساس..