الحلقة الثانية عشرة

340 17 247
                                    

"أحيانًا تشعر كأن العالم كله قد ضاق عليك بكل ما به لدرجة أنك لم تعد تستطيع التنفس، فيبدو أن الجميع قد تآمر عليك ليقضي على آخر شيء جميل بداخلك، هناك شيء ما يقبض على صدرك بقوة لا أنت ترحل وترتاح منه ولا هو يتركك لترتاح بتاتًا، ولكن ما زال بداخلي خيط من النور يُريد التحرر من بين براثن ذاك الظلام الذي غصت به رغمًا عني، لا زال بقلبي يقين بأن الله يومًا ما سيُرسل لي جبرًا عظيمًا وقتها سأشعر وكأنني لم أكن بضائقة من قبل... سأنتظره لآخر نفس بي... سأنتظره"

بقصر الجارحي وعلى موعد الغداء كان العمل على قدم وساق لتجهيز الوليمة التي أعدتها سميرة لعائلتها وولدها الثاني حسام وزوجته، كانت بالمطبخ تُشرف على كل شيء حتى تعلم إذا ما كان كل شيء على ما يرام ولا يُوجد أي عمل غير مكتمل، كانت تُحدث رئيسة الخدم بأن تتأكد بأن كل ما أمرت به تم تنفيذه فهي اليوم جعلتهم يُعدون الطعام المفضل لكل شخصٍ منهم حتى تُسعد أولادها، جاءت هاجر من جامعتها لتسأل عن والدتها لتقول لها إحدى الخادمات أنها بالمطبخ فدخلت عليها هاجر لتجدها منهمكة بصنع كعكة الشوكولاتة التي يعشقها حسام وآدم وبالطبع هي، لتبتسم بحب لها وتتجه نحوها وهي تحتضن كتفيها من الخلف قائلة لها:
_ الجميل بيعمل إيه؟!
انتبهت لها والدتها لتبتسم لها وهي تقول لها بحب:
_ بعمل لكم الكيكة اللي بتحبوها يا حبيبتي.
التمعت عيني هاجر بسعادة لتقول لوالدتها بحماس:

_ الله بقى عليكي يا سوسو لما تكوني رايقة ده أنا النهاردة هاكل كتير ومحدش هيكون قدي.

ضحكت والدتها بصخب على جنون ابنتها لتقول لها بحنان:

_ كلي يا حبيبتي اللي عاوزاه هو أنا عندي كام هاجر بالهنا والشفا يا حبيبتي.


قبلتها هاجر من خدها وهي تقول بعشق لوالدتها التي لم تتوانى للحظة عن إسعادهم ولو قليلًا منذ وفاة والدها:

_ حبيبتي يا مامتي يا قمر أنتي.

صمتت قليلًا ومن ثم قالت لوالدتها فجأة وكأنها تذكرت شيئًا ما:

_ ماما هو فارس فين مشفتوش خالص من وقت ما جيت؟!

التفتت لها والدتها ومن ثم قالت لها:

_ فارس مع دادة إحسان في الجنينة بتتمشى بيه شوية علشان كان عمال يعيط، روحي له أكيد هيسكت معاكي وخديه واطلعي غيري هدومك وهدومه علشان هم هيوصلوا بعد ربع ساعة.

خيم الحزن على عينيها لأنها ستراه مجددًا بعدما ظنت أنها قد تعافت منه لكنه مُصرٌ على جرحها وقتلها بالبطيء، لتُحاول لملمة شتات روحها لتقول لوالدتها بعجالة وهي تتجه للخارج نحو مسكن روحها وصغيرها فارس:

قاتلة ولكن...؟! الجزء الثاني (سلسلة ملحمة العشق والانتقام) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن