الحلقة الخامسة عشرة

657 12 12
                                    

"هل سيأتي ذاك اليوم الذي سأرى به سعادتي تتحقق أم أنني سأظل كما أنا بتلك المتاهة التي تبتلعني رويدًا رويدًا ليتني أعلم..."

مرت عدة أيام بسلام على الجميع إلا أن هناك بعض الأشياء التي حدثت بتلك الأيام، فأيشا ظلت على تدريباتها وهي على وشك قطع نصف المسافة نحو هدفها ومع الأيام بدأ كل شيء يتغير بحياتها وبشخصيتها، بينما هاجر لم تُعطِ بالًا لغضب حسام فهي قد استنفذت كل طاقتها بتلك العلاقة التي لا تعرف كيف هي، فبالماضي كانت هي فقط من تُعطي وانتظرت كثيرًا لدرجة أنها لم تعد تعلم ما آخر هذا الطريق، لتفيق على صدمة عمرها وأنه لن ولم يُبادلها ذاك الشعور بتاتًا وأن كل شيء كان من جهتها هي فقط، لتُقرر منذ يوم زواجه أنها ستنساه وتمضي بحياتها فلن تُوقفها لأجله أبدًا، لذا الآن لم يعد يهمها أي شيء فقلد ضاقت بها الحياة ولن تُكرر خطئها السابق مهما كان، أما آدم فمازال بدوامة حزنه على فقدان حبه وشريكة حياته فرح مازال لا يُصدق أنها رحلت كما أنه يفي بوعده لها أنه سيزورها مرارًا.

بالنسبة لجاسر فأصبح بمتاهة شديدة هذه الأيام لا يعلم ما هي حالته تلك، يشعر بالتيه من تلك المشاعر التي تجتاحه فأحيانًا يشعر أنه ينجذب لإسراء ويرى بها الشخص المناسب له، وأحيانًا يشعر كأنه يُحلق عاليًا عندما يرى تلك المشاغبة شقيقة صديقهِ وعندما يراها يشعر بقلبه يدق بجنون شديد وكم سعد عندما رآها بشركته بعد موافقتها للعمل معه، أما علا فبعد أن وافقت أن تكون معه لأجل تدريبها رأت كم أنه شخص ماهر بعمله وليس ذاك العابث الذي كانت تعتقد، ولكن مع هذا فهو مازال يُشاكسها لدرجة أنها لم تعد تحتمل أي شيء لا منه ولا من ذاك الرعد الذي تشعر وكأن هناك حرب باردة بينهم لا تعلم ما سببها.

وبالنسبة ليزيد فهو يعد الأيام ليعرف ما رد معشوقته على طلبه، بينما ظلت فاطمة تُفكر بتلك الأيام عن عرض يزيد بالزواج منها، ولكنها كانت مُترددة فأحيانًا تسعد بطلبه هذا فهي لطالما أحبته منذ صغرها، فقد كان مقربًا منها كثيرًا رغم فرق السن بينهما إلا أنه كان أقرب صديقٍ لها كان يفهمها من عينيها ويُحاول إسعادها بشتى الطرق، ولكن ما يُنغص عليها سعادتها تلك هو تركه لها بالماضي فهي تخشى أن تثق به ومن ثم يتركها بمفردها من جديد.

بفيلا الصياد
كانت فاطمة تجلس على حافة حمام السباحة خلف الفيلا وتضع قدمها بمياهه وهي تنظر للونها الشفاف المائل للأزرق بسبب أرضيته، مع اندماج أشعة الشمس بها مما جعلتها بمظهر خلاب، كانت لا تزال تُفكر بحياتها وشاردة لدرجة أنها لم تشعر بهذا الذي جاء وظل يُشاهدها بعشقٍ جارف، ومن ثم جلس بجوارها لتشعر بوجود أحدٍ ما بجوارها لتلتفت له ليدق قلبها بجنون عندما وجدته هو معذب فؤادها وسبب حيرتها، نظرت له بصدمة ومن ثم أفاقت على حديثه وهو يقول لها:
_ ازيك يا فاطمة عاملة إيه؟!
نظرت له بتوترٍ جليٍ على ملامحها الجميلة لتقول بتلعثم:
_ هاا... أنا بخير الحمد لله وأنت؟!
ابتسم لها بعذوبة هوى له قلبها ومن ثم قال بحب:
_ بخير الحمد لله.

قاتلة ولكن...؟! الجزء الثاني (سلسلة ملحمة العشق والانتقام) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن