الفَصل الرَابع | حَديث فَريد رِفقَة الغَريب

7.1K 527 138
                                    

خَلف جِفن الغُروب يَطغِى السُّكون ، تَتَرقب العُيون عَودة المُتَحابِين ،
وَ أُخرى تَملأُها دُموع الحَنِين لِلمُغتَربِين .

يَتآهبُ الليلُ لِلخُروجِ بِحلَته السوْدَاءِ يُزَينُ السَّماءِ بِـ النُجوم ،
وَعِند الغُروب تُقلِّب الهُموم ، وَ تُحبَس الدُّموع ،

تَفتح الذِكرَيات ، وَ تُسكَب العِبَرات مِنْ اِشتِياقٍ طَال ،
وَحنين زَاد ، وَ فُراق حَال ، وَجرحٍ غَار، وَحبٍ ضَاع.

تَتَوسط هِي  الاَرِيكة تَلُف جَسدها بِـ لِحَاف ، تُشَاهِد التِلفَاز
بَعد مُرورِ عِدة سَنوَات ،

يَحتل هُو نِصف الاَفكَار ، بِصَوتِه الرَّنَان ،
تُحَاوِل اشغَال تَفكِيرهَا بِـ الطّعام ، تُبعِده عَن عَقلِها
بِجُهدٍ دُون جَدوى فَهي لِكل ذَلك مُدركة غَير مُرضِية

وَقَفت بِـ اَرضِها تَنفِي بِـ رَاسِها تَتَخبَط بِـ اَسى عَلى نَفسِها
سَلكَت طَرِيقها لِـلاَعلى تَرغب بِـ اَخذ حَمام يُنعِشها ،
وَ رُبمَا يُنسِيها تَشوشِها

وَ قَفَت اَمام خِزَانَتِها لِـ المَرة الاولَى تَتَفحصَها ،
وَ مَا رَأتهُ اِحتَل صَدمَتها

مَلابِس كَثِيرة اَلوانَها جَمِيلة تَصامِيمِها مَرمُوقة ،
تَحتَار اَتُنَاظِر هَذا امْ ذَاك ، تَنفَست الصعدَاء ،
لاَ تَعلم اتَقْبل كُل هَذا امْ تُخَاطِبه بِاعتِذَار

تَركت الحِيرة عَلى مَيل
مُنتَشِلة مَا وَقعت عَليهِ العَين
تَتَجِه لِـ مُرَادِها حَيثُ الغَيم

وَقَفت اسفَل الرَّشَاش تَسمَح لِـ المِياه بِـ نزول

شَاعِرتاً بِـ الاِنعَاش
تَتنهد لِـ شُعورِها بِـ الاِرتِياح

مَا قَالتهُ كَان صَحِيح لا شَيء افضَل مِن حَمَامٍ هَنِيئ

اَقفَلت صُنبور المِياه عِند اِنتِهَائِها ،
تَستُرت جَسدها بِـ رُوب الاستِحمام الاَبيض

تَلف شَعرها بِـ مِنشَفةٍ صَغِيرة تَقِف اَمام المِرآت
اَاِنتَهى كُل العذَاب ، هِي بَين سَعِيدة وَ لَا

اَحبت اِهتِمَام ذَلك الغَرِيب ،
اَيعقَل ان تَراه فِي العَاجِل القَرِيب

اِتجهت نَحو البَاب عَلى وَجهِها مَلامِح الاِستِنكَار
تُحَاول فَتحه بِلا حِيلَة " ايُعقَل انهُ عَلق "
تَسائلت لا تَزالُ تُحاوِل بِالف طَرِيقة

" كَيفَ حَالك ايتُها الجَمِيلة؟!.  "
صَوتٌ مِنَ العدمِ خَرج عَادَت اِثرَهُ اِلى الوَراء
" مَنْ ؟!. "

𝐌𝐘 𝐋𝐀𝐒𝐓 𝐕𝐈𝐂𝐓𝐈𝐌 | 𝐉.𝐉𝐊حيث تعيش القصص. اكتشف الآن