الفَصل السَادس | مِن غَريب إلى قَريب

5.9K 418 92
                                    

١٤ ديسمبر ٢٠٢١

تَلبّدَت السّماءُ بالغُيومِ ،
الاَمطارُ على وَشَكِ الهُطول ،
الإنارةُ في الحَي تَعومُ ،

الرّوائِحُ الزّاكيَة لِطعام تَفوحُ ،
يَتبادَلُ الجِيران ما يُعِدّون ،
وَعلى أبواب النّوافِذ يُصارِخون ويُخاطِبون

صَفّقَت بِحماس تَنزِلُ الأَدراجَ
وصولاً عِندَ تِلكَ الأقدام

" جون اَنا قد انتَهيت "

حَدّثَتهُ بانفِعالٍ ،
أَنزَل رَأسَهُ ليَرى تِلكَ القَصيرة
التّي تُصدِرُ عُلوَ هَذهِ الأَصوات

" الي جَفّفي شَعركِ سَتمرَضين "

نَفَت بِوجهِها تَتأَرجَحُ
وِجنَتاها بِشَكلٍ لَطيف

" اِنـي اتَضَوّرُ جوعاً الآن وَ اِن تَجفِيف الشَعر كرِيه ! "

" هَا اَنا اقُوم بإعدادِ الطّعام لِذا اِلى الأعلَى وَقومـي بِـ التَجفيف "

" قُلتُ لَا اُرِيد !. "

" لَا تَنسي اَنـي عَنيد ، إسبِقيني الى الأعلى سَآتي لأُجَفّفَ شَعرَكِ الطّويل "

هَمهَمَت تَسيرُ ،
يُجَفّفُ هو يَديه لِيَلحَقَ بِجَسَدِها الصَّغير ، ا
تَشعُرونَ بالغَرابة ؟!.

لا ألوم فعَلاقَتُهم تَطوّرَت بوَقتِ قَصير ،
هو تَحوّلَ مِن الغَريبِ إلى القَريب ،
حارِصاً على ان لا يَرى سِوى مَبسَمِها السَّعيد

لا يَنفَك عَن تَركِها ليَومٍ طَويل ،
يَبيت عِندَها مُنذُ يَومَين ليسَ بالوَقتِ الطَّويل ،
إستَطاعَت التّأقلُمَ مَعُه وجَعلِه صَديقَها القَريب .

إنتَهى مِن تَجفيفِ شَعرِها وتَسريحِهِ
ليَبدأ جَرسُ المَنزِل بالرّنين
أَخبرَها أنّهُ سَيذهَب لفَتحَه لتَستَمِر هي بالتّسريح

تأَفأَفَت تُناظِرُه بِغَلٍ مُريب
ضَاحِكاً هو على فِعلِها اللّطيف

عادَت للنُزول لتَراهُ يَستمِر بالتّحريك ،
وَقفَت قُربَه رافِعة الرِجلَين
تُحاوِلُ تَخمين ما نَوعُ العَشاءِ لِهذا المَساء .

لَمَحت السّيد جو في الحَديقة يُداعُب شَيءً صَغير
تَسائَلَت تَرفَعُ كِلا اكتافِها كَي تَذهَب لِتفَحُص ما الجَديد

لا تزالُ تُناظِرُهُ بِعَينَيها ،
الدّموعُ تَتجمّعُ في جفنَيها ،
تُحاوِل تَصديقَ ما نَبسَ بهِ قَبلَ لحَظات ،
لِتبتَسِمَ فورَ سَماعِها نوائها الطّفيف
أخذَت انظارَها نحوَ رمادِيّة اللّون ذاتِ الحَجمِ الصّغير

𝐌𝐘 𝐋𝐀𝐒𝐓 𝐕𝐈𝐂𝐓𝐈𝐌 | 𝐉.𝐉𝐊حيث تعيش القصص. اكتشف الآن