الفَصل الثَاني | حِذاء يَليق بِـ المِعطَف الجَديد

10.6K 579 100
                                    


٤ دِيسَمبر ٢٠٢١

بِداية يَوم ٍ جَديد بَعد عواصِف الَليل ،
بِداية عَودة اِلى السُكون بَعد هَيجان الشِتاء ،
نُور الشَّمس الدَّافِئ يَملئُ شَوارِع السَّاحات ،
الوَان قوسِ المَطر هِي مَا تَجذِب انظَار الاَطفَال

صَوتُ النِسَاء يَصرُخن لِـ يَلتم شَملُهن عَلى مَائِدة الاِفطار وَ رِجالٌ يَتأهبن لِـ الذهَاب الى عَملِهم بَعد تَودِيع الصِغَار ، تُراقِب هِي كُل َذلِك بِحَسد وَ اِنكِسار

اِبتَعدت عَن النَافِذة تَكتُم مَا جَال بِداخِلها مِن إِغْمام ، تتمنى لهم يَومٌ دَافئ لَكن لَيس هُناك مَن يُرَدِد لَها هَذا الكَلام !.

اَخذَت ادرَاجها نَحو المَطبخِ الصَّغِير ، بَرادٌ ضَئيل فَارِغٌ مِن الطَّعام وَغازٌ يَدوي هُو كُل مَا فِيه

اَرادَت العَودة بِـ ادرَاجِها لَولا مُلاحظتها لِـ سَلةٍ يُوجَد بِها كُل مَا تَشتَهِيه ، فَواكه وَ خُضارٍ ، خُبزٌ وَ مِربى لَذيذ ، تَزداد وَتيرة رَمشِها تَتَاكد مِن صِحة مَا تَراه اهو نَسجٌ مِن خَيالِها امْ اَن الحَياة تَضحك بِـ وَجهِها بَعد وَقتٍ مَدِيد

اِنتَشلت قِطعةٌ مِن الخُبزِ دُون تَفكِير ، تَمرح عَليها المُربَى تَلتَهِمها تُشبِعُ جَسدها الذِي بَات هَزيل  ،

ظَنها انهَا سَتبقى بِلا طَعام كِـ الاَيام المَاضِية تَستَشعر الدَمع عَلى وَجنَتها تَمسح اَثرها عَاجِزة اَمام ما تَوَلَّدَ ، ايَحدُث مَا لا يَتوقع ؟!.

اَخذت مِعطفها تَرتَديه ، خَارجة مِن المَنزل تَسير بِـ الطَريق لَيس بَحثاً عَن عَمل وَلا بَحثاً عَن مالٍ وَانما هِيا كَذلك فَقط تسِير تشُتم النَسِيم

فَلا وَظيفة لِانثى فِي مَكان كَهذا اِلا ان تَخلت عَن جَسدِها ، هِي تَعيش بِحي لَا نِساء تَعمل بِه ، وَ اِن رَأو اِمراة خَارج مِن مَنزِلها دُون رَجُلها تَلمُ اَبصار الذُكور عَليها يَخرج الكَلام مِن فَاه الى فَاه تَتشوه بِه سُمعة الفَتاة

𝐌𝐘 𝐋𝐀𝐒𝐓 𝐕𝐈𝐂𝐓𝐈𝐌 | 𝐉.𝐉𝐊حيث تعيش القصص. اكتشف الآن